لقب بـ"ملك العود".. فريد الأطرش عاشق الخيول

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تحل اليوم، ذكرى وفاة الفنان الراحل فريد الأطرش لعام 1974م، الذى رحل عن عالمنا إثر أزمة قلبية مفاجئة بمستشفى الحايك ببيروت، تاركًا خلفه أعظم الألحان والأفلام الغنائية، حيث كان الحزن هو بطل أغنياته، بيده العود الذي قرر أن يكون رفيق رحلته، فكان يحتضنه بشكل شبه دائم، في مختلف الأوقات، لذا يقدم "الفجر"، ما لا تعرفه عن الفنان الراحل "فريد الأطرش" بذكرى وفاته.
 
من هو فريد الأطرش؟
ولد فريد الأطرش، في قرية القريّا في جبل العرب جنوب سوريا، لعائلة هي من كبار عائلات الموحدين الدروز عرفت بمقارعتها الاحتلال الفرنسي، والده الأمير فهد الأطرش من سوريا، أما والدته فالأميرة عالية وهي لبنانية، وهو من مواليد 19 أكتوبر لعام 1917م.
وهو موسيقار ومطرب سوري مصري ترك بصمةً واضحةً في الغناء العربي الحديث، عمل أيضًا في التمثيل، هاجر إلى مصر وعمره تسعة أعوام فقط مع والدته وإخوته وبدأ مسيرةً فنيةً ناجحة استمرت لثلاثة عقود سجل فيها أكثر من 500 أغنية وأكثر من 13 فيلمًا.
عرف الأطرش، في الوسط الفني بـ"ملك العود"، وكان مدمنا لعب الورق حتى عود نفسه على الإقلاع، وكان معروفًا بعشقه للخيول.
 
وصية "الأطرش"
كان الفنان فريد الأطرش، قد أوصى أخاه فؤاد الأطرش، بأن يدفن في مصر بجانب جثمان أخته وتوأم روحه أسمهان، وكان له ما أراد، وبالفعل دفن الفنان فريد الأطرش بالقاهرة، وقد كان فريد الفنان العربي الوحيد الذي كان يحمل 4 جنسيات، المصرية واللبنانية والسورية والسودانية.
وتعددت علاقاته فلم تقتصر على الفنانين فقط، بل امتدت إلى الرؤساء وسادات القوم، فبعد أن توفي جمال عبد الناصر قام الأطرش بزيارة قبره بعد وفاته بخمسين يومًا، وذلك بسبب الحالة الصحية، التي دخل فيها بعد علمه بوفاة عبد الناصر.
 
إنجازاته
سمحت له والدته بالغناء في المناسبات المدرسية، ما مكّنه من تطوير موهبته حتى شارك في حفلٍ جامعي لتكريم الثورة السورية، لفت أداؤه في هذا الحفل نظر المجتمع الفني، لكنّه أفصح عن هويته الحقيقية كأحد أفراد عائلة الأطرش، مما تسبب بفصله من المدرسة الفرنسية.
 
تخرّج بعدها من مدرسةٍ أخرى، وسُمح له أن يسجل بمعهد موسيقي، أصبح بعدها تلميذًا لرياض السنباطي الملحّن الشهير، والذي أعجب بعمله الدؤوب ومكّنه من الغناء في إذاعاتٍ خاصة مصرية في الثلاثينيات.
 وتمّ تعيين فريد الأطرش كعازفٍ للعود في أوركسترا بعد أن تمّ إغلاق جميع محطات الراديو وأُنشأت محطة واحدة وطنية، ثم أصبح بعدها مغنٍ هناك.
عمل لفترة مع شقيقته اسمهان ولحن لها بعضًا من أغانيها، وكان الفيلم "انتصار الشباب" الذي ظهرا فيه معًا من أوائل أفلامه.
غيّر النجاح السريع، الذي لاقاه الشاب الوسيم نمط حياته، فأصبح يستمتع بالحياة الليلية في المدينة، العلاقات الغرامية، والمراهنة على سباق الأحصنة، وجد فريد نفسه بعد فترةٍ مديونًا، كما تركته والدته التي لم توافق على تصرفاته، ساءت تلك الفترة من حياته أكثر بعد وفاة أخته المطربة الشهيرة أسمهان، ووجد الراحة قليلًا في علاقةٍ مع الراقصة سامية جمال التي بذل من أجلها كل ما يملكه.
 
أعماله الفنية
نجح في استدانة المال لينتج فيلمًا تشاركه في بطولته عام 1947م، وهو فيلم "حبيب العمر" أخرجه هنري بركات، لاقى هذا الفيلم نجاحًا كبيرًا وغير متوقع وضع فريد في صف الأشخاص الأثرياء، ثم تبعه فيلم "عفريتة هانم" الذي لعبا بطولته سويًا، ثم انفصل الثنائي غير المتزوج بعد خمسة أفلام بسبب شجارٍ عنيف.
 
استمر فريد بالعمل مع عدة نجوم آخرين في أفلامٍ ناجحة عديدة، والتي حصل في معظمها على دور المغني العاشق والرومانسي الحزين، وكان اسمه فيها باستمرار، وحيد.
 
وعلى مدار مسيرة فنية استمرت ثلاثين عامًا، سجل أكثر من 350 أغنية وشارك في 30 فيلمًا، نذكر بعضًا من أغانيه المميزة مثل "الربيع" و"أول همسة"، والموسيقى المميزة "لحن الخلود"، "توتة" و"رقصة جمال". غنّى أغانٍ أخرى أخف مثل "نورا نورا"، "هلت ليالي" و"جميل جمال"، وبقيت هذه الأغاني على درجة عالية من الشهرة حتى هذه الأيام.
 
أما أهم الأفلام التي شارك في بطولتها فكانت: "انتصار الشباب" و"لحن الخلود" و"نغم في حياتي".
 
وفاته
توفي فريد الأطرش في عام 1974م، في بيروت إثر العودة من رحلةٍ علاجية إلى لندن، عن عمرٍ يناهز الستين عامًا، تاركًا فيلمًا آخر لم ينتهِ من تصويره.