باحث أمريكي: هذا العام كان الأصعب على إيران
قال الباحث السياسي الأمريكي مجيد رفيع
زاده، إن هذا العام كان الأصعب على إيران خلال ثلاثة عقود؛ لأنه تعيّن على النظام التعامل
مع التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية.
وأضاف الباحث الأمريكي أن التظاهرات في
البداية كانت للتعبير عن الغضب بسبب معدلات البطالة المرتفعة، وانخفاض قيمة العملة،
لكنها اتخذت طابعاً سياسياً فيما بعد، مع تردد دعوات للإطاحة بالنظام.
وقال زاده إن طهران ألقت باللوم في اندلاع
التظاهرات على الغرب والمجلس الوطني للمقاومة، ومنظمة مجاهدي خلق، لكن الناس ألقوا
باللوم على النظام الذي لجأ إلى القوة الوحشية لقمع تلك التظاهرات، لافتاً إلى تفاقم
الوضع الحقوقي خلال 2018، طبقاً لعدة منظمات حقوقية.
وأوضح أن أكبر الضربات التي تلقاها النظام
على الصعيد الدولي، كانت انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي لعام
2015، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية التي طالت القطاعات المصرفية والطاقة.
ولفت مجيد رفيع زاده، إلى إن إيران حاولت
إنقاذ الاتفاق النووي من أجل مكاسبه المالية، وحاولت قلب دول الاتحاد الأوروبي ضد الولايات
المتحدة لتحقيق ذلك، لكن العقوبات الجديدة فاقمت الأزمة التي يواجهها النظام، وأحجمت
كثير من الشركات الأجنبية عن الاستثمار في إيران، وانسحبت أخرى.
وأشار إلى الانهيار الذي لحق بالريال الإيراني
الذي فقد حوالي 400% من قيمته، والآن يساوي أكثر من 100 ألف مقابل الدولار. وتطرق الباحث
الأمريكي إلى تبني إدارة ترامب نهجاً أكثر حدة ضد مغامرات وحروب طهران العسكرية، خاصة
مع تكثيف نظام الملالي هجماته في أوروبا، مستشهداً بإحباط المخططات الإرهابية الإيرانية
في ألبانيا وفرنسا والولايات المتحدة والدنمارك، في مارس ويونيو وأغسطس وسبتمبر على
التوالي.
واختتم رفيع زاده مقاله بتأكيد أنه في حال
عدم معالجة النظام لمشاكل الناس، فيمكن للتظاهرات المقبلة أن تطيح بنظام الملالي وتحقق
حلم الإيرانيين في الديمقراطية الذي طال انتظاره، مشيراً إلى أنه إذا مثلت الولايات
المتحدة وحلفاؤها في أوروبا والخليج، جبهة متحدة في وجه طهران ودعموا الإيرانيين والمعارضة،
يمكن للضغط المتزايد أن يهدد سيطرة النظام على السلطة، إلا إذا وازن سياساته الداخلية
والخارجية.