البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى مدينة روما والعالم بمناسبة عيد الميلاد

أقباط وكنائس

البابا فرنسيس الثاني
البابا فرنسيس الثاني


وجه قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، كلمة الي مسيحي مدينة روما والعالم المسيحي، قال فيها: إلى مؤمني روما، يا أيها الحجاج والمتابعون من مختلف أصقاع العالم، أجددُ لكم إعلانَ بيت لحم الفَرِح: "المجد لله في العُلى والسلام في الأرض للناس أهلِ رضاه" (لوقا 2، 14).

وأضاف " فرنسيس" في رسالته، اليوم الثلاثاء، بمناسبة أعياد الميلاد، أن الله ظهر بوجهٍ بشريٍّ ملموس، لم يظهر في ملاكٍ بل في إنسانٍ وُلد في زمان ومكان محدّدَين. وهكذا يؤكد لنا ابنُ الله، من خلال تجسّده، بأن الخلاصَ يمر عبرَ المحبة والضيافة والاحترام تجاه بشريتنا الفقيرة التي نتقاسمُها جميعاً ضمنَ تنوعٍ كبير من الأعراق واللغات والثقافات، لكننا جمعينَا أخوةٌ في الإنسانية!، موضحاً إذاً إن اختلافاتنا ليست ضرراً أو خطراً، إنما هي غنى، كالفنان الذي يريد أن يصنعَ فسيفساءً: من الأفضل أن توضع بتصرّفه قطعٌ من ألوانٍ كثيرة، عوضاً عن عددٍ قليلٍ من الألوان!

ولفت الي أن خبرةُ العائلة تعلمنا ذلك بإننا مختلفون عن بعضِنا البعض كأخوةٍ وأخوات، ولا نتفق مع بعضنا البعض على الدوام، لكن ثمةَ رابطٌ وثيق يجمعنا، ومحبةُ الوالدَين تساعدنا على محبةِ بعضنا البعض. والأمر نفسُه ينطبق على العائلة البشرية، لكن الله هو "الوالد" هنا، إنه ركيزةُ أخوّتنا وقوتُها. 

وتابع قائلاً: ليساعدنا هذا الميلادُ على إعادةِ اكتشاف روابط الأخوّة التي تجمعنا ككائناتٍ بشرية وتربطُ بين جميع الشعوب وليسمح للإسرائيليين والفلسطينيين باستئنافِ الحوار وبسلوك درب السلام الذي يضع حداً لصراعٍ يمزّق، منذ أكثر من سبعين عاماً، الأرضَ التي اختارها الربُّ ليُظهر فيها وجهَه، وجهَ المحبة.  

واستطرد: ليسمح الطفلُ يسوع لسورية الحبيبة والمعذّبة بإيجاد الأخوّة مجدداً، بعد سنوات الحرب الطويلة. ولتعمل الجماعةُ الدولية بحزم من أجل التوصل إلى حلٍّ سياسي يحيّد الانقساماتِ ومصالحَ الأطراف، ليتمكن الشعبُ السوري، خصوصاً من أُجبروا على ترك أرضِهم بحثاً عن ملجأ في مكان آخر، من العودة إلى العيش بسلامٍ في وطنه.

وأضاف: أفكّر باليمن على أمل أن تتمكن الهدنةُ، التي توسّطت من أجلها الجماعةُ الدولية، من التخفيف من معاناةِ العديد من الأطفال والسكان الذين أنهكَتهم الحربُ والمجاعة.

وتابع: أفكر أيضاً بأفريقيا، حيث يوجد ملايينُ النازحين والمهجرين المحتاجين إلى المساعدةِ الإنسانية والأمن الغذائي. ليُسكت الطفلُ الإلهي، ملكُ السلام، الأسلحةَ وليُشرق فجراً جديداً من الأخوّة في القارة برمتها، مباركاً جهودَ من يعملون من أجل تعزيز مساراتٍ من المصالحة على المستوى السياسي والاجتماعي.