"القيادة الذاتية" و"الواقع المعزز" ابرز التقنيات الذكية في عالم السيارات عام 2018
في عام 2004 تم إنتاج فيلم "I, Robot" من بطولة النجم "ويل سميث" عرض من خلالة نموذجًا تخيليًّا لما سوف تصل إليه تكنولوجيا السيارات في العام 2035، حيث ظهر في احد المشاهد التخيلية انه في العام 2035، يجلس المحقق "سبونر" في سيارته ذاتية القيادة "Audi RSQ" على الطريق السريع، وهو يطالع أوراق قضية قتل العالم "لانينج"، ويطلب منها أن توصله بالكمبيوتر الرئيسي لشركة "USR" لتصنيع الروبوتات، ولكن فجأة تهاجمه تلك الروبوتات، فيطلب من السيارة أن تتحول إلى القيادة اليدوية، ليتولى قيادتها بنفسه.
اليوم في عام 2018 قد وصلت إلينا هذه التكنولوجيا، واصبح بالفعل هناك أنظمة قيادة شبه ذاتية، وأنظمة السلامة التي بإمكانها التحكم في السيارة بدون الحاجة للسائق لتفادي الاصطدام، والتي أصبحت أمرًا مألوفًا في العديد من موديلات السيارات الحديثة هذه الأيام.
ومن الطبيعي أن تحصل السيارات الفارهة على هذه التقنيات المتطورة أولًا، لكن في عصرنا الحالي تزداد وتيرة التطور وتنمو تكنولوجيا السيارات بسرعة فائقة، وقد نرى هذه التقنيات في معظم أنواع السيارات في وقت قريب.
اليوم نستعرض معكم أكثر التقنيات الذكية في عالم السيارات هذا العام، والتي أثبتت أننا قد وصلنا للعام 2035 مبكرًا.
1- السيارات ذاتية القيادة
تلقت سيارات تسلا الكثير من الاهتمام حول مسألة السيارات ذاتية القيادة، سواءً كان رأيًا إيجابيًّا أو سلبيًّا، ولكن هذا مجرد مثال واحد. فقدمت كاديلاك نظام القيادة شبه الذاتية (Super Cruise)، ولدى شركة نيسان نظام (ProPilot)، بينما يملك العملاق السويدي فولفو نظام (Pilot Assist)، وهناك الكثير من أنظمة القيادة الذاتية في الطريق.
تعتمد السيارات ذاتية القيادة على تقنية متطورة تُسمى (LiDAR)، وهي تشبه في طريقة عملها الرادار، ولكنها تحدد المدى عن طريق الضوء أو الليزر، وهي تكنولوجيا استشعار عن بعد باستخدام نبضات من الضوء، عادةً ما تكون أشعة ليزر، ويتم عن طريقها حساب المسافات أو خصائص الأهداف المرصودة، اختصار الجملة الإنجليزية (Light Detection And Ranging).
أخيرًا أصدرت كاديلاك هذا العام نظام القيادة شبه الذاتي (Super Cruise)، في موديلها الجديد (CT6) من فئة السيدان. وهو يشتمل على المجموعة الحالية من أنظمة مساعدة السائق، بما في ذلك التحكم في السرعة، وتحديد النقاط العمياء، ونظم مراقبة الحارات، والفرملة التلقائية الأمامية، ليعزز كل ذلك بنظام التوجيه الذاتي.
يقتصر استخدام تقنية (Super Cruise) على الطرق السريعة متعددة الحارات، وتوفر للسائق عدم استخدام يديه أو قدميه أثناء القيادة، وتحافظ على مسافة آمنة بين السيارة والسيارات الأخرى أمامها على سرعة محددة يختارها السائق، وتبقى السيارة في مسارها في المنتصف داخل علامات الحارة. لكن ماذا لو انشغل قائد السيارة عن الطريق، هل ستكمل قيادتها بنفسها؟
حسنًا، لم نصل لهذه المرحلة بعد، فنحن ما زلنا في المرحلة التي يعتمد فيها الذكاء الاصطناعي على الإنسان أثناء القيادة، فالسيارة مزودة بنظام تنبيه للسائق، مزود بعين إلكترونية تلاحظ وضعية الرأس عن طريق كاميرا مثبتة في عجلة القيادة، لتتأكد أن السائق يراقب الطريق أمامه ومستعد لأخذ زمام التحكم على السيارة عند الحاجة.
فلنفرض أنك مثلًا قررت أن تقرأ كتابًا، أو أنكِ تضعين المكياج، أثناء تشغيل وضع (Super Cruise)، فإن النظام سيطلق سلسلة من التحذيرات المسموعة والمرئية ليخبرك أن تعيد تركيزك على الطريق. وإذا استمرت التحذيرات لفترة ولم يجد النظام أي استجابة منك، سيوقف السيارة في أقرب مكان آمن، وإذا لزم الأمر سيطلب لك المساعدة. قد تتساءل: لماذا تسعى كل هذه الشركات العملاقة لتصنيع مثل هذه السيارات ذاتية القيادة؟
فربما كنت من محبي القيادة بنفسك، وتستمتع برحلتك على الطريق. حتى لو كنت من محبي القيادة، فسترى أهمية هذه التكنولوجيا؛ من يحب القيادة في مدن مزدحمة بالتكدس المروري أو حتى على الطرق السريعة عندما تزدحم بالسيارات أثناء الإجازات والعطلات أو في ساعات الذروة؟
إذا كنت تقود دائمًا أثناء ساعات الذروة والازدحام المروري في المدن المكتظة بالسيارات، فستريحك القيادة الذاتية من عبء الجلوس طوال ساعات وراء المقود في وضع غير مريح، فيمكنك الاسترخاء على مقعدك والاستمتاع بالرحلة ومطالعة الأخبار على هاتفك المحمول. السيارات ذاتية القيادة هي المستقبل، والمستقبل أقرب مما نظن جميعًا.
2- التوجيه الذاتي بعيدًا عن المشاكل
ما زلنا مع نوع من أنواع القيادة الذاتية، وهي خطوة مهمة جدًّا هذا العام، لأنها تُعنى بسلامتك وسلامة المارة في الطريق، فيمكن لكل من سيارة (Lexus LS) الجديدة من فئة السيدان وسيارة فولفو (XC60) من فئة الكروس أوفر أن تأخذ عجلة القيادة من السائق في مواقف محددة، إذا تطلب الأمر تفادي الاصطدامات.
فتقدم سيارة (Lexus LS) نظامًا حدسيًا جديدًا لتحديد المشاة، مع نظام توجيه نشط سيضغط على الفرامل، ويحول دفة عجلة القيادة بعيدًا عن الشخص الذي يعترض مسارها، بدون الخروج عن الحارة المرورية الخاصة بها. كما توفر سيارة فولفو (XC60) التوجيه الذاتي في نظام الأمان الخاص بها في المدن، لتجنب الاصطدام بالسيارات الأخرى والمشاة وحتى الحيوانات الكبيرة في طريقها، كما تتوفر بها نظم النقاط العمياء، ونظام المساعدة على تجنب الاصطدام مع السيارات في الحارات المجاورة لها. لم تصل السيارات إلى مرحلة ذاتية القيادة بالكامل، ولكنها على الطريق الصحيح.
3- المساعد الذكي أليكسا
تقدم معظم شركات صناعة السيارات بعض الطرق للتحكم في نظام المعلومات والترفيه في سيارتك من خلال الصوت، ولكن لم تحقق أي منها نجاحًا باهرًا حتى الآن في هذا المجال.
لذلك حوّلت هذه الشركات المصنعة نظرها إلى (Apple (CarPlay و(Google (Android Auto، والآن دخلت أمازون في السباق، وذلك لتوفير حلول أكثر سلاسة. كانت شركة تويوتا آخر من قدمت تكنولوجيا المساعد الذكي أليكسا التابع لأمازون؛ إذ وضعت أوامر صوتية للتحكم في بعض سياراتها، مثل تويوتا كامري، وقد أعلنت كل من فورد وفولكس فاجن وبي إم دبليو شراكتهم لهذه التقنية.
وهناك المزيد في العام القادم، فمن خلال التحدث إلى أليكسا يجب أن يتمكن السائق أو الركاب من التحكم في أنظمة المعلومات والترفيه في السيارة، بما في ذلك تغيير وجهات الملاحة واختيار الأغاني، كما يمكنهم التحكم في الأجهزة الذكية بالمنزل عن بعد.
4- تكنولوجيا الواقع المعزز
في حين تسعى معظم الشركات حاليًا لتحويل دليل الاستخدام للسيارة إلى الشكل الرقمي، ليتمكن المالك من قراءته على هاتفه المحمول، قامت شركة هيونداي بخطوة أكبر واستخدمت الواقع المعزز، في فئة سياراتها (Genesis luxury).
وهو تطبيق لأجهزة المحمول، يحتوي على دليل استخدام افتراضي يقدم تكنولوجيا التتبع ثنائية وثلاثية الأبعاد، ليتمكن المالك من البحث عن كيفية عمل نظام ما أو أي من وظائف السيارة بمجرد أن يوجه الهاتف إلى المكان الذي يريده.
ويتضمن التطبيق 135 فيديو لشرح كل شيء، و25 صورة ثلاثية الأبعاد تظهر على شاشة الهاتف بمجرد أن توجه كاميراه لنقطة محددة في السيارة، مثل المحرك أو لوحة عدادات القيادة؛ إذ سيؤدي توجيه الكاميرا لجزء محدد من المحرك إلى عرض تعليمات الصيانة الخاصة بهذا الجزء.
5- انتهاء عصر مفاتيح السيارة
من المعتاد أن تنسى مفاتيح سيارتك، أو تضيع وتظل تبحث عنها في أرجاء المنزل، ولكن يبدو أن هذه المشكلة ستختفي في المستقبل القريب؛ حيث قدمت عملاق السيارات الكهربائية تسلا سيارتها (Model 3)، والتي لا تحتاج لمفاتيح على الإطلاق، ولكن بدلًا من هذا يمكنك فتح وغلق السيارة بواسطة تطبيق على هاتفك الذكي، مرتبط بها بخاصية البلوتوث.
كما سيأتي معها بطاقة ذكية يجب عليك الاحتفاظ بها طوال الوقت للطوارئ، فيبدو أنك لن تستخدم هاتفك الذكي في نظام المعلومات والترفيه فحسب بعد الآن.
كانت هذه بعض أحدث التقنيات الذكية التي وصلت لعالم السيارات هذا العام، وبالتأكيد سنرى المزيد في الأعوام القليلة القادمة. لذا يبدو أننا لن نضطر إلى الانتظار حتى عام 2035 لنرى سيارة تقود نفسها، ويمكننا التحدث إليها، وبالطبع تحافظ على سلامتنا قدر الإمكان.