أهم الظواهر الفلكية في مصر القديمة.. ما لا تعرفه عن تعامد الشمس على معبد الكرنك
احتفلت مصر بظاهرة تعامد الشمس أمس، على مقصورة قدس القداس بمعبد الكرنك بمدينة الأقصر، بوجود عدد كبير من السائحين والوفود العربية، أمام معبد الكرنك لمشاهدة الظاهرة الفلكية التي تكون فيها الشمس على أبعد درجة زاوية من مستوى خط الاستواء، وتكون متعامدة على مدار الجدي، ويتم رصد الظاهرة في يومى 21 أو 22 ديسمبر من كل عام، ويكون فيه النهار هو أقصر نهار والليل هو أطول ليل، والشمس في ذلك اليوم تكون على أدنى ارتفاع لها ظهرًا على الأفق.
بدأ اكتشاف الظاهرة
"صدفة" عام 2005، عندما لاحظ أحد الخفراء بمعبد الكرنك، بأنه في يوم ما من
الثلث الأخير من شهر ديسمبر تضئ أشعة الشمس بمجرد شروقها، محور معبد الكرنك وكأنها
سجادة حمراء مفروشة بطول المحور من البوابة الغربية وحتى البوابة الشرقية، وقام بعض
الأثريين والمرشدين السياحيين بمراقبة هذه الظاهرة فى الثلث الأخير من شهر ديسمبر من
عام 2005، وتصوير شروق الشمس بالكرنك لمدة عشرة أيام من 20 إلى 30 ديسمبر للوقوف على
حقيقية هذا الأمر إن كان صحيحاً أم وهما، ثم جرى دراسة الصور التي التقطها المرشدين
السياحيين والأثريين، حتى اكتشفوا أنه بالتحديد يوم 22 ديسمبر 2005 تعامدت الشمس على
محور المعبد بمجرد شروقها ارتفعت فى مركز البوابة الشرقية للمعبد والتي تقع على خط
واحد مع البوابة الغربية حيث أضاءت تمثال الأله "آمون وزوجته الألهة موت".
دخلت الشمس إلى قدس
الأقداس وأضاءت القاعدة الحجرية التي كان يقف فوقها في الأصل تمثال الإله آمون رع رب
الكرنك، كما أضاءت موائد القرابين المقامة على خط واحد بطول محور المعبد والمصنوعة
من حجر الألباستر والتي تنتمى إلى عصور فرعونية مختلفة، وجرى متابعة هذه الظاهرة عدة
سنوات من عام 2006 وحتى 2010 بتصوير معبد الكرنك ومعبد الملكة حتشبسوت بالبر الغربي،
وتم اكتشاف أن الظاهرة تتكرر في الكرنك وتحدث في نفس التوقيت في معبد الملكة حتشبسوت
حيث تضئ بمجرد الشروق قدس الأقداس.
وثُبتت الظاهرة في
هذا التوقيت بالذات كان مقصوداً ومخططاً له منذ البداية حيث تم توجيه محاور المعابد
السابقة بحيث تتعامد الشمس عليها فى يوم 22 ديسمبر من كل عام وهو يوم التحول الشمسي
الشتوي والذي يكون من حيث الطول أقصر يوم في السنة وتكون فيه الشمس أثناء الشروق أقل
ارتفاعاً من أي يوم آخر على مدار السنة. حتى بات الاحتفال بها سنويا. وتبدأ عادة في
الساعة السادسة والنصف انتظارًا لشروق الشمس في أرجاء المعبد، ثم يتم تتبع أشعة الشمس
على الأعمدة والجدران والدخول إلى قدس الأقداس لرصد الظاهرة، وتتعامد الشمس عادة لمدة
عشرين دقيقة، ثم تتجه غربًا إلى معبد حتشبسوت الذى يقع على امتداد معابد الكرنك فى
البر الغربي.