في ذكرى رحيله.. أهم المحطات في حياة "عبدالعزيز حجازي" رئيس الوزراء الأسبق
بالرغم من اتسام شخصيته القوية وسياسته الحادة في مجال اقتصاد، إلا أنه كان عاشق للورد، ولقراءة التاريخ، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة، إنه الدكتور عبد العزيز حجازي، رئيس وزراء مصر الأسبق، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم.
نشأته في عائلة جميعها مُعلمين، دفعت ابن كفر عوض الله حجازي بالشرقية، لتقديم أوراقه في كلية العلوم، بعدما انتقل مع أسرته إلى الإسكندرية وأنهى فيها مرحلتي الابتدائي والثانوي، ولكن الصدفة قررت تغيير الواقع حينما قابله أحد الأصدقاء ولامه على هذا الاختيار، وأقنعنه بالالتحاق معه بكلية التجارة جامعة فؤاد الأول، وحصل على بكالوريوس التجارة العام 1944 بتفوق.
درجاته العلمية ومناصبه
كما حصل على الدكتوراه من جامعة برمنجهام البريطانية العام 1951 وعمل عضوًا بهيئة التدريس بكلية التجارة، وعقب تخرجه عُرض عليه العمل مباشرة ضمن خبراء وزارة العدل، لكنه رفض واختار العمل بمصلحة الضرائب، بدأت حياته العملية العام 1944 مأمورًا للضرائب في منطقة الدرب الأحمر، لمدة 9 أشهر، وتولى وزارة الخزانة في 1968، ونائب رئيس الوزراء ووزير المالية والاقتصاد والتجارة الخارجية 1974، ورئيس مجلس الوزراء 1974.
خطط لسياسة الانفتاح الاقتصادي
وكان المخطط لسياسة الانفتاح الاقتصادي، فأصدر عدة قوانين لإزالة القيود على استثمار رأس المال الأجنبي في مصر، وأنشأ المناطق الحرة لتشجيع مشاريع الاستثمارات الصناعية، التي أشرفت على نشاط جميع الاستثمارات الأجنبية في مصر ، نجح برنامج الانفتاح في جذب الاستثمارات الأجنبية في مجال البنوك ولكن استثمارات الصناعة كانت أقل من الأمل المعقود عليها.
أقاله السادات
حاول "حجازي" تحسين أداء الاقتصاد المصري، خاصة أمام انخفاض قيمة العملة المصرية، زار الدول العربية المصدرة للبترول، في جولة عمل لمحاولة تقديم مساعدة عاجلة للاقتصاد المصري، مما ترتب عليه إنشاء "منظمة الخليج لتنمية مصر"، نتيجة لتأزم الأوضاع الاقتصادية، وقعت أعمال عنف واضطرابات بين عمال الصناعة في نهاية شهري يناير ومارس 1975، ويبدو أنها كانت من الشدة التي استلزم الأمر معها تدخل القوات المسلحة، لذلك أقال أنور السادات عبد العزيز حجازي في أبريل 1975، عقب الإعلان عن تغيير بعض السياسيات الاقتصادية الداخلية، وإعادة النظر في بعض عناصر سياسة الانفتاح.
أوسمة حصل عليها
كان صاحب أول قرار بإصدار البطاقات الضريبية، ومن أشهر مواقف حجازي، انتقاده المستمر للعشوائيات في مصر وتغول المعاناة والفقر بها، حصل علي عدد من الأوسمة منها، وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى ووشاح النيل ووشاح الملك عبد العزيز من المملكة العربية السعودية كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1982.
عاشق لقراءة التاريخ
لرجل السياسي والاقتصادي البارز جانب آخر لا يعلمه الكثيرون، فهو العاشق لقراءة التاريخ حتى أطلق على أحد ابنائه اسم خالد، بعدما كتب بحثًا عن خالد بن الوليد، وأورث أبنائه الثلاثة "محمد، خالد وإبراهيم" حب الرياضيات، ودروسوا جميعهم في جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية في ذات الوقت الذي يعملون فيه بمكتب "عبدالعزيز حجازي وشركاه".
الورد لغته التي يجيدها فهو السياسي الذي يتعاقد مع محل ورد بالسنة، يأتي له كل سنة لتغيير جميع "قصاري الزرع"، ولا بديل عن الورد في أن يحل محله في إحدى المناسبات التي لا يستطيع حضورها، حتى رحل ، في الثاني والعشرين من ديسمبر 2014 عن عمر ناهز 91 عامًا، بعد أن أنهى آخر حلقة في سلسلة التحديات التي عاشها.