معاريف: سحب القوات الامريكية من سوريا يخدم إسرائيل
قالت صحيفة"معاريف" الاسرائيلية ان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا ليس نزوة رئيس، بل العكس، فهذا دليل على فهمه الاستراتيجي العميق ويأتي لصالح اسرائيل، بحسب وصف الصحيفة.
وأضافت أن ترامب يدرك الواقع الاستراتيجي في سوريا على وجه الخصوص، مؤكدة ان هذا أيضًا ليس قرارًا معاديًا لإسرائيل، ولكنه شهادة على صداقة الرئيس الحقيقية مع دولة إسرائيل ويأتي لصالحها.
وأكدت الصحيفة العبرية ان سحب القوات الامريكية من سوريا لصالح اسرائيل ويثبت ان ترامب مدافع كبير عن اسرائيل، معللة ذلك بان اكثر من 2000 كوماندوز امريكي لن يستطيعوا حماية انفسهم في حال نشوب حرب حقيقية وسيصبحون رهائن بيد ايران، خاصة ان سوريا تقع بين محور العراق ولبنان وايران مما سيجعل مهمتم صعبة.
وأضافت أن قرار ترامب لسحبهم هو لتجنيبهم القتل في حال اندلعت هذه الحرب، كما يرفع الضغط عن اسرائيل لشن حرب في الشمال، بعد ان عقد هؤلاء الجنود حركة الجيش الاسرائيلي، مكتفيا باستهداف الاهداف عبر القصف خلال الاعوام الماضية.
وقالت الصحيفة ان القوات الأمريكية تمركزت في سوريا عام 2014 كقوة عمل ضد تنظيم داعش، مضيفة ان قرار الرئيس السابق باراك أوباما بوضع القوات هناك لم يكن عملًا يخدم مصالح إسرائيل، على العكس، فقد أضر إسرائيل بحسب الصحيفة.
واشارت الصحيفة الى ان أوباما كان مهتمًا بالقتال ضد داعش في العراق وسوريا، مؤكدا ان هذه الحرب ضد داعش كانت كوسيلة لتعزيز سياساته الموالية لإيران ضد السنة وضد إسرائيل.
وقالت الصحيفة الاسرائيلية انه عندما تولى ترامب منصبه، تخلى عن سياسة أوباما تجاه إيران وعمل على إعادة تأهيل التحالفات الاستراتيجية للولايات المتحدة مع الدول السنية بقيادة المملكة العربية السعودية ومصر من جهة وإسرائيل من ناحية أخرى.
كما تخلى عن الاتفاقية النووية التي توصل إليها أوباما مع إيران وقام بتجديد العقوبات، مشيرة الى انه ونتيجة لمعارضة وزير الدفاع جيمس ماتيس، كان ترامب غير قادر على إلغاء سياسة أوباما المواتية مع إيران وضد إسرائيل والسنة في لبنان أو سوريا واستمرت إدارة ترامب من الناحية العملية في سياسة أوباما المتمثلة في تسليح الجيش اللبناني وتدريبه، هذا على الرغم من كل الدلائل على أن الجيش اللبناني يخضع لسيطرة حزب الله بحسب الصحيفة.
وقالت انه وعلى الرغم من أن مستشار الأمن القومي جون بولتون قال خلال زيارته في أغسطس أن دور القوات الأمريكية في سوريا هو أيضا مكافحة داعش وإيران، ولكن وثائق تفويض الصلاحيات التي وافق عليها الكونغرس في عام 2014 ليست هناك كلمة على إيران ووكلائها.
وانتهت الصحيفة الى ان العدد القليل من القوات الامريكية ادى إلى وضعٍهم كرهائن إذا اندلعت حرب حقيقية، مضيفة انهم لن يكونوا أقوياء بالدرجة الكافية للدفاع عن أنفسهم، مؤكدة ان الايرانيين سيقتلونهم إذا تصاعدت الأحداث في لبنان وسوريا إلى حرب.
كما أكدت الصحيفة أن احتمالية تصاعد الحرب تزداد يوما بعد يوم وبما أن ترامب غير مهتم بإرسال عشرات الآلاف من القوات إلى سوريا من أجل خوض حرب حقيقية، ولأنه في غياب مثل هذا الاستعداد، فإن وجود الجنود في سوريا يشكل خطرا عليهم مع اقتراب اندلاع الحرب بحسب الصحيفة.