قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة مددت إعفاء للعراق من عقوبات إيران لمدة 90 يوما، وهو ما يسمح لبغداد بمواصلة استيراد الغاز الإيراني الحيوي لانتاج الكهرباء.
وتم التوصل للاتفاق، اليوم الخميس، وهو موعد انتهاء إعفاء سابق مدته 45 يوما، أثناء زيارة وفد عراقي إلى واشنطن، حسبما قال مسؤولان عراقيان على دراية مباشرة بالمفاوضات.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ”تم منح إعفاء لمدة 90 يوما للسماح للعراق بمواصلة المدفوعات لواردات الكهرباء من إيران“، مضيفا أن الإعفاء سينطبق على الكهرباء والغاز كليهما.
وفي الشهر الماضي، أعادت إدارة ترامب فرض عقوبات على صادرات الطاقة من إيران مشيرة إلى برنامجها النووي وتدخلها في الشرق الأوسط، لكنها منحت إعفاء لبضعة مشترين لتلبية حاجات الطاقة للمستهلكين.
ومنحت واشنطن العراق إعفاء لمدة 45 يوما لواردات الغاز من إيران عندما أعادت فرض العقوبات على القطاع النفطي الإيراني في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني. وقال مسؤولون عراقيون إنهم يحتاجون إلى عامين تقريبا لإيجاد مصدر بديل.
ويعتمد العراق على الغاز الإيراني لتغذية محطاته لتوليد الكهرباء ويستورد حوالي 1.5 مليار قدم مكعبة يوميا عبر خطوط أنابيب في الجنوب والشرق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تواصل العمل مع العراق لإنهاء اعتماده على الغاز الطبيعي الإيراني وزيادة استقلاله في الطاقة.
وأضاف قائلا ”هذه الجهود ستستمر لتعزيز استخدام الموارد الطبيعية العراقية وتقوية الاقتصاد والتنمية في العراق وتشجيع عراق متحد وديمقراطي ومزدهر بمعزل عن النفوذ الإيراني الضار“.
وأبلغ مسؤول بارز بالحكومة العراقية ومسؤول بالبنك المركزي رويترز أن المحادثات مع الولايات المتحدة مستمرة يوم الجمعة لوضع التفاصيل النهائية بما في ذلك كيفية الدفع لإيران مقابل واردات الطاقة.
وقالت إدارة ترامب إنه يجب على العراق ألا يدفع لإيران بالدولار الأمريكي أو اليورو. وانضم فريق من البنك المركزي العراقي إلى الوفد لإيجاد حل.
وتقول واشنطن إنها تريد كبح نفوذ إيران في الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق حيث لطهران سطوة في المجالين السياسي والتجاري.
وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في الحادي عشر من ديسمبر كانون الأول إن الولايات المتحدة تعمل مع العراق بشأن الغاز الإيراني لأنه ”مرتبط بمسألة حساسة جدا هي الكهرباء“.
وغذت انقطاعات متكررة للكهرباء احتجاجات في صيف هذا العام في جنوب العراق.
واجتمع رئيس الوزراء العراقي، الذي تولى المنصب في أكتوبر، مع وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري في بغداد هذا الشهر. واجتمع بيري أيضا مع وزيري النفط والكهرباء العراقيين.
وذكرت صحف رسمية عراقية الشهر الماضي أن العراق توصل إلى اتفاق مع شركة جنرال الكتريك الأمريكية ومنافستها الألمانية سيمنس لاقامة وحدات متنقلة لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز الطبيعي المسال في بعض حقول النفط الجنوبية الصغيرة.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز في أكتوبر، إن الحكومة الأمريكية تدخلت لصالح جنرال الكتريك من أجل عقد سعت إليه الشركتان كلتاهما لتوريد معدات لتوليد 11 جيجاوات من الكهرباء ذكرت تقارير أن قيمته حوالي 15 مليار دولار.