أزمة بين مجلس الوزراء والنواب بسبب "الوعود الانتخابية"

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


شخص واحد يتحكم فى مكتب الاتصال السياسى

غياب مدبولى عن الإسكان بعد تفويض نائبه


1- أزمة بين النواب والحكومة بسبب الطلبات

علمت «الفجر» أن خلافات كبيرة نشبت بين نواب البرلمان واللواء حسام نبيل، مساعد أمين عام مجلس الوزراء لشئون مجلس النواب، بسبب عدم قيام الأخير بتنفيذ طلباتهم، ولعدم وجود حلقة وصل بينهم وبين مساعد الأمين العام، بعكس ما كان يحدث فى السابق.

وكان النواب خلال فترة تولى المهندس شريف إسماعيل رئاسة الوزراء، يقومون بإنهاء طلباتهم على مدار24 ساعة، ويتقدمون بطلبات للقاء بعض الوزراء حال فشلوا فى الوصول إليهم، لكن الأمر اختلف تماماً حالياً، ويمكن القول إن مكتب الاتصال السياسى لمجلس الوزراء لم يعد موجوداً، رغم بقاء موظفيه.

وبحسب المعلومات، فإن تراشقاً بالألفاظ حدث بين أحد النواب وأحد قيادات مجلس الوزراء المسئولين عن التواصل مع النواب، بسبب عدم تنفيذ الأخير للطلبات وطريقة رده على النائب، ورغم التعامل مع الموقف والسيطرة عليه، إلا أنه كشف سيطرة حالة الغضب على النواب، كما كشف تهميشا كبيرا لعدد من موظفى الاتصال السياسى، وأصبح هناك شخص واحد فقط هو المسيطر على كل تفاصيل المشهد.

وطبقاً للمعلومات، فإن هناك حالة عدم رضا واضحة من النواب، لأن طلباتهم أصبحت كأن لم تكن، كما أن القائم بمنصب الأمين العام لشئون النواب لا يمتلك صلاحيات واضحة للتعامل معهم.

ووصف أحد النواب لـ«الفجر»، أن معدل تنفيذ الطلبات لا يتجاوز 25% مقارنة بالسابق، رغم أن الطلبات فى غالبها تخص الأهالى وليست شخصية، وأوضح أن أحد النواب تحدث مع مساعد الأمين العام لمجلس الوزراء، حول ضرورة العمل على سد الفراغ الموجود بينه وبين النواب، وحتى لا يتسع، لكن دون جدوى.


2- جدية "مدبولي" وعلاقته الغامضة بالإعلام

 فرض رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، حالة من الغموض حول علاقته بالإعلام منذ توليه المنصب فى 7 يونيو 2018، فلم يحاول أن يقترب منه، وقرر الاكتفاء بالبيانات الصحفية التى يصدرها المكتب الإعلامى لمجلس الوزراء، والمتحدث باسم الحكومة.

وبحسب المعلومات، فإن رئيس الوزراء شخص اجتماعى بطبعه، وكثيرا ما تحدث للإعلام خلال فترة توليه منصب وزير الإسكان، فى حكومة المهندس شريف إسماعيل، لكنه عقب توليه رئاسة الوزراء بالإضافة لمنصبه وزيراً للإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أصبح شخصا جادا جداً، لا يبستم، لكن خلف تلك الشخصية هناك شخص آخر، اجتماعى جداً، يحب بشغف تبادل أطراف الحديث ولكن مع أشخاص بينه وبينهم معرفة مسبقة، عدا ذلك يظهر الوجه الآخر، ويبرر «مدبولي» ظهوره الجاد أكثر من اللازم بأن هيبة المنصب تفرض عليه ذلك.

وطبقا للمعلومات فإن رئيس الوزراء لديه رغبة فى أن يظل بعيداً عن الإعلام خلال فترة توليه المنصب لأسباب شخصية، فهو لم يجر أى مداخلات هاتفية أو لقاءات تليفزيونية أو حوارات صحفية، رغم قيامه بذلك أثناء زياراته للقارة الإفريقية.


3- المقربون وأهل الثقة

لا يثق رئيس الوزراء بسهولة فى أى شخص، وهناك 5 أشخاص فقط يمكن وصفهم برجاله المقربين عندما كان وزيراً للإسكان، وبعد توليه رئاسة مجلس الوزراء رافقه اثنان منهم للمنصب الجديد، تاركاً 3 لإدارة ملفات وزارة الإسكان وتولى مهام الوزير .

المهندسة راندا المنشاوى، مديرة مكتب رئيس الوزراء، كانت أول المنتدبين لمجلس الوزراء، وهى المسئولة حالياً عن كل كبيرة وصغيرة داخل مجلس الوزراء، وهى شخصية ليس لها أى تواصل مع الإعلام وتفضل دائما البقاء خارج المشهد، لكن ظهورها واضح تماما فى مجلس الوزراء ويمكن وصف الوضع بأنه لا يمكن دخول ورقة إلى رئيس الوزراء دون أن تمر على راندا المنشاوى التى لديها علاقات جيدة بجميع العاملين بمجلس الوزراء، أو بالذين لديهم تعامل يومى معها بشكل مباشر .

هانى يونس، المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء، ويمكن القول إنه الرجل الأول والمؤتمن لدى «مدبولي» الذى أسند له جميع الملفات الإعلامية وله حق الرد على كل شىء، وحريص على إبعاد رئيس الوزراء عن الإعلام، ومن المعروف أن «مدبولى» من الشخصيات التى يمكن وصفها بأن «إللى فى قلبه على لسانه»، ما أوقعه فى العديد من الأزمات خلال فترة توليه رئاسة هيئة التخطيط.

عاصم الجزار، يمكن وصفه بأنه وزير الإسكان الفعلى، حيث يدير الوزارة بالكامل، خاصة بعد قرار «مدبولي» بتفويضه فى معظم ملفات الوزارة، وكان رئيس الوزراء يرغب فى تولى «الجزار» منصب وزير الإسكان إلا أن بعض الاعتراضات حالت دون ذلك، و«الجزار» شخص يكره الإعلام تماماً، لكنه الأقرب لمدبولى، وثقته فيه مطلقة.

خالد عباس، نائب وزير الإسكان للمشروعات القومية، هو مصدر القوة الثانى بالوزارة، تم إسناد أهم الملفات إليه حتى أنه يمكن وصفه بالمدير الثانى مع عاصم الجزار، نائب وزير الإسكان للتنمية العمرانية، و«عباس» شخص يتمتع بثقة كبيرة من رئيس الوزراء، وعلى عكس «الجزار» تماماً فيما يتعلق بالإعلام، فعلاقته به قوية وتصريحاته الإعلامية لا تتوقف.

مى عبد الحميد، رئيس صندوق دعم وتطوير التمويل العقارى، انضمت مؤخرا إلى قائمة المقربين لرئيس الحكومة، ويثق بها لدرجة كبيرة جداً، كما أنها تمتلك كل الصلاحيات الخاصة بملف التمويل العقارى.


4- المنتدبون من الإسكان

منذ توليه رئاسة الوزراء قام مدبولى بانتداب كل من سيعملون معه بشكل مباشر، ووصل الأمر لانتداب السائقين وصغار الموظفين.

وطبقا للمعلومات فإن عدد المنتدبين يتراوح بين 10 إلى 15 شخصاً، باعتبارهم أهل الثقة، ولا يحب رئيس الوزراء التعامل المباشر مع أى شخص لا يثق فيه ثقة مطلقة.

لم يزر مصطفى مدبولى، مكتبه بوزارة الإسكان منذ فترة، ويمكن القول بأن غيابه تم بعد تفويضه للمهندس عاصم الجزار، بمعظم ملفات الوزارة، ونظرا لانشغال رئيس الوزراء بالسفريات الخارجية وحضور المؤتمرات، وبعضها بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى، ما جعله يغيب كثيراً عن مكتبه المفضل بوزارة الإسكان.

وبحسب المعلومات فإن المهندسة رندا المنشاوى، مديرة مكتب مدبولى، وهانى يونس، مستشاره الإعلامى أكثر المترددين على وزارة الإسكان للاطمئنان على سير العمل، ويقومان بذلك مرة على الأقل أسبوعياً، لمتابعة سير العمل الخاص بالملفات المسندة إليهما.