عاصفة مصطنعة لضرب حرية الصحافة الخضراء لحماية الصحافة الصفراء.. صفحات من مذكرات عادل حمودة (45)
كتب عبد الله كمال شهادة تنصف تجربتى فى "روزاليوسف" فى 5 آلاف كلمة ثم نقضها لصالح أحمد عز وجمال مبارك
سؤال بلا إجابة: لم تنكر التلاميذ فى بلاط صاحبة الجلالة لمعلميهم الكبار مثل التابعى وهيكل ومصطفى أمين؟
ظاهرة الصحافة القبرصية بما فيها من ابتزاز بقيت على أطلال التجارب الصحفية الجادة التى أجهز عليها تحالف الثروة والسلطة معا!
كثيرا ما تفتقد الصحافة الحكمة المأثورة: تموت الحرة ولا تأكل بثديها.. تجارب المعلمين الكبار فى بلاطها مؤلمة.. تلاميذهم لا يعتبرون الثدى عورة.. ولا الجيب عورة.. تلاميذهم غالبا ما يتنكرون لهم.. غالبا ما يستسلمون لطالبى أيديهم.. ولمن يراودونهم على أقلامهم.
تأمل ما انتهى إليه أستاذ الصحافة الحديثة محمد التابعي.. لم يسأل عنه أحد من تلاميذه.. وبعد أن عاش أميرا مات وحيدًا.
وما أن خرج مصطفى أمين من الدار التى شيدها حتى تلقى الطعنات ممن أخذ بيدهم وعلمهم أصول المهنة.
وتكرر المشهد نفسه مع محمد حسنين هيكل بعد أن أخرجه السادات من الأهرام.
مات الملك.. عاش الملك.. ليذهب رئيس التحرير المغادر إلى الجحيم.. ولتكن الأحضان الدافئة فى انتظار رئيس التحرير القادم حتى لو كان أسوأ مما كان.
تقرب عبد الله كمال منى طوال السنوات الست التى توليت فيها مسئولية تحرير «روزاليوسف» وساعدته فى استيعاب فن صناعة مجلة أو صحيفة ناجحة بل ساندته فى حياته الشخصية التى كادت أن تعصف بكيانه المهنى وتفقده فرص التعلم والتفوق والتميز.
ولكن بعد أن كتب قصائد المديح والثناء فيما فعلت راح بلا مبرر يلقينى بكل ما فى الطرق من حجارة.
تطوع عبد الله كمال بنفسه لتقديم كشف حساب تجربتى فى «روزاليوسف» التى كان له فيها دورا بارزا ليرد على الذين هاجموها وطعنوها بعد أن خرجت منها.
فى عدد «روزاليوسف» رقم 3641 بتاريخ 13 مارس 1998 كتب كمال أكثر من ست صفحات تحت عنوان رئيسى: هذه معاركنا عندما تخاذل الآخرون وتحته عناوين فرعية شارحة:
حين اختبأ الآخرون كشفنا صدورنا وعندما هربوا لم نخش الموت.
حاربنا التطرف من الموجة الأولى إلى الموجة الثالثة ولم نتراجع حين كان الكثيرون يلعبون على الحبلين.
نحن الذين اخترعنا تعبير الحباكين «إشارة إلى قضية فساد شهيرة بطلها عبد الوهاب الحباك» ونحن أول من وصف القانون 93 بقانون اغتيال الصحافة.
رفضنا سيطرة الإخوان على النقابات أو حتى أن تتحول إلى دجاجات حكومية.
لحماية الأقباط دافعنا عن وحدة الكنيسة وهاجمنا أقباط المهجر.
كنا على حق حين راجعنا تخاذل الأمن بعد حادث فندق أوروبا وكنا أول من طالب بقداس لضحايا مجزرة الإرهاب فى الأقصر.
كانت أقلام الفئران غائبة وكنا أول من نبه لما يحدث فى النقابات.
ضد الفساد واجهنا أبو الوفا (رئيس إحدى شركات القطاع العام) والحباك ولن نتوقف.
وربما كان من المفيد قراءة فقرات من شهادة كمال فهى شهادة من مشارك فى التجربة قبل أن ينقلب عليها ويتنكر لها حتى تمنى أن تمسح من أرشيفه ولكن الأرشيف ليس ملكا إلا للحقيقة.. أسمعه يقول:
ليس أسوأ من خصم غير شريف فما بالنا بنوع من الخصوم لا يتحلى بالفروسية ولا يعرف معنى الشرف يطعن فى الظهر ويتوهم النصر وينتهز الفرص متخيلا أنه يحقق إنجازا ويتخلص من الذين يقفون فى طريقه كى تبقى الساحة له وحده خالية من أى عنصر يمكن أن يكشف سمات الجهل والتخاذل التى يتمتع بها.
إننا للأسف نتحدث عن نوع من الصحفيين يوصفون بالكبار نوع من الصحفيين أعيتهم المنافسة وكشفتهم المواهب وأظهرتهم الضمائر الحية تصوروا فجأة أننا وقعنا وأنه يجب القضاء علينا والركوب فوق ظهورنا وراحوا يحسبون حجم مكاسبهم من إبعادنا عن الساحة.
إنهم واهمون ضعفاء يعتقدون أنه يمكن أن يمسحوا تاريخنا بأستيكة وأنهم بمقدورهم صنع تاريخ آخر غير التاريخ الحقيقى ناصع البياض الذى لا نخجل منه ولن نخجل منه لأنه تاريخ من الوطنية والشرف الذى يرفع دائما شعار حماية مصالح هذه الأمة ولا يرفع شعار الخيانة والتكسب من المهنة والتربح من الكتابة على الورق.
لقد تعمد هؤلاء حالة فقد الذاكرة وهو تعمد واضح ومؤكد يكتسب صفات مؤامرة هدفها تصفية الحسابات السياسية والمهنية بعد أن نجحت «روزاليوسف» ولوقت طويل فى أن تكشف حالات التخاذل وعدم القدرة وافتقاد المبادرة والضعف والرعب والخزى الذى حرص هؤلاء على الركون إليها خلال السنوات الطويلة الماضية.
هؤلاء فى وقت من الأوقات لم يصدقوا حالة الحرية ولم يقتنعوا بالديمقراطية وراحوا يروجون الشائعات حول أننا نمارس لعبة ونؤدى دورا متفقا عليه ونطبق سيناريوهات تمت كتابتها فى مكان ما وحين اتضح لهم أنها ليست لعبة ولا سيناريوهات راحوا يحللون ظاهرة «روزاليوسف» وفق هوى عقولهم الواهية الضعيفة.
وإذا كان كثيرون قد نسوا فإن علينا أن نذكرهم بأن المجلة بما فعلت جعلت نيويورك تايمز وهيرالد تربيون وهما اثنتان من كبريات الصحف الأمريكية تقولان عنها إنها مجلة لها أشواك مخيفة فى الشرق الأوسط وصاحبة السيف الحاد من أجل الفقراء والقومية العربية وأنها درع للمجتمع المدنى فى المعركة الكبرى التى تستهدف قلوب الناس.
حين نقول: إنه فى وقت تخاذلت فيه الأقلام فى مواجهة الإرهاب كان أكثر من نصف محررى «روزاليوسف» مهددين بالاغتيال لدرجة اضطرت معها وزارة الداخلية إلى تعيين أطقم حراسة عليهم بداية من رئيس مجلس الإدارة محمود التهامى والكاتب الكبير عادل حمودة وحتى أصغر محررينا وكل محررى «روزاليوسف» كبار القلم والمقام والموقف.
لقد وقفنا ضد الإرهاب سواء كان سلاحا أو حكمًا قضائيا سواء كان بندقية أو قلما سواء كان قنبلة أو صحيفة وقد كتب الكاتب الكبير عادل حمودة الذى فرضت عليه الظروف أن يبتعد عنا تصاريح بالقتل من محكمة النقض قائلا: فى زمن الشهود الزور والنفاق والفساد والتشهير والتعذيب وإطلاق البخور ما الذى يفعله شعب مقهور سوى انتظار الجلد والتكفير والذبح بيد السياف مسرور إن الراية مثقوبة والعباءة دامية والمشنقة منصوبة والعرض مستمر مسكينة الحرية فى بلادنا لا تعرف أين النجاة ضربات الحكومة من أمامها وطعنات المتطرفين من خلفها ومحاكم التفتيش فى الضمائر والعقول فوق رأسها وأشواك مسامير إسرائيل تحتها.
هل ينسى الجميع الآن وتحديدا فئران الصحافة أنه بسبب حملتنا على قضايا الحسبة توصلت الدولة إلى قانون يحد من تلك القضايا؟.
ودافعنا عن قيم الحرية ومن هنا كانت وقفتنا الجادة فى معركة نقابة الصحفيين ضد القانون رقم 93 لسنة 1995 حين حاول أعداء حرية الصحافة تطويق هذه الحرية بقانون يحبس كل صحفى يكتب وكل قلم يقول رأيا وفى هذه الحملة نحت عادل حمودة مصطلح قانون اغتيال الصحافة وهو الذى كتب مقاله الشهير: عواجيز الصحافة ضد حرية الصحافة.
ولم يتحرك أحد حين نشرنا ما يؤكد أن كتيبة من الصحفيين والمحررين فى «روزاليوسف» وغيرها على قوائم المطلوبين للاغتيال من قبل الموساد وكان بينهم من «روزاليوسف» عادل حمودة ومحمد هانئ ومحمد حاكم وتوحيد مجدى ومحمود السعدنى وإبراهيم عيسى ونقيب الصحفيين الحالى مكرم محمد أحمد.
هنا لا ننسى حملة رسامنا الكبير صاحب الريشة المميزة جمعة ضد نشر رسوم فنان يهودى فى الأهرام وهو رعنان لورى وكانت نتيجتها إيقاف النشر بعد 19 يوما من رفضنا لوجوده فى صحيفة مصرية.
ونسى فئران الصحافة أن «روزاليوسف» من هلال كاتبها عادل حمودة هى التى فجرت فضيحة على النيل واخترقت من خلال الحملة على ممدوح الليثى مساحات لم يكن بمقدور أحد أن يدخلها.
إن القائمة طويلة قائمة أصحاب الأقلام ذات الضمير وقائمة القضايا والموضوعات التى تصدت لها هذه الأقلام حتى أصبحت «روزاليوسف» بحق مجلة لها أشواك.
وبتلك الفقرة الأخيرة أنهى كمال شهادته التى زادت عن خمسة آلاف كلمة ولكنه سرعان ما لحسها فور أن جاء محمد عبد المنعم إلى «روزاليوسف» ليفتح طريقا لصعود كمال بشرط أن ينفى ما عاشه بنفسه ويكفر بمن علموه وساندوه ويبدو أن موهبته فى التلون أغرت أحمد عز وجمال مبارك لاختياره رئيسا لتحرير المجلة فيما بعد بل أكثر من ذلك مولوا الصحيفة اليومية لتخدم التوريث وتهوى على رؤوس من يعترض عليه.
فى نفس العدد من «روزاليوسف» كتب عاصم حنفى بقلمه الساخر مقالا بعنوان الصحافة الصفراء بالأمريكانى قال فيه:
الآن وقد هدأت الهوجة ورجعت ريما لعادتها القديمة فانتظمت الأمور وعاد الجميع إلى قواعدهم سالمين ما عدا الدستور التى أغلقت بالضبة والمفتاح وروزا التى حرمت من جهود أبرز أبنائها عادل حمودة أما الصحافة الصفراء فلا تزال صفراء تصدر بانتظام وتوزع عينى عينك وحضرة التليفزيون المحترم لا يزال يذيع إعلاناتها عقب نشرات الأخبار الرسمية بل لا يكتفى بذلك وإنما ينوه عن إصداراتها فى برنامجه المشهور جدا: غدا تقول الصحافة.
بصراحة وعلى بلاطة وقد هدأت الهوجة تماما لا نقول: أن الحكومة شجعت الصحافة الصفراء بل نتجرأ فنقول: إن الصحافة الصفراء صناعة حكومية فمن الذى أعطى هذه الصحف شرعيتها نحن أم الحكومة؟.
ولهذا لم يكن غريبا أبدا أن تشهد الساحة تبارى الجميع فى التهجم على الصحافة فى توقيت واحد تقريبا وقد صارت ملطشة لاعبى الكرة وفنانات نص كم وحتى السفير الأمريكى لم يتورع عن التهجم على روزا بالذات.
وهكذا تورط السفير الأمريكى الذى لم يتصرف بدبلوماسية وقد نسى أن وظيفة السفير الحقيقية هى تحسين العلاقات بين الدول وليس إشعال الفتن والتحيز وتأليب الأحقاد.
أغرب حملات الهجوم جاءت من كاتب هش ينتمى إلى جريدة عريقة حيث كتب مقالا ناعما كالبسكويت يشيد فيه بسجايا السفير وبشخصيته المحببة واتهمنا من أجل خاطر عيون السفير بالسطحية والسذاجة الفكرية والتخلف الصحفى خبط لزق.
والله من فرط حماس الكاتب الرقيق ودفاعه عن مزايا الرجل وخدماته ومواقفه القومية العربية تصورت أنه سوف ينظم قصيدة عصماء فى الغزل العفيف للسفير الأمريكي.
انتهى ما كتب عاصم حنفى دون أن يذكر أن ذلك الكاتب سيلمع نجمه فيما بعد فى «روزاليوسف» وكأن مقاله فى مدح السفير الأمريكى كان سببا فى صعوده المهنى المؤقت.
ولكن أهم ما فى ذلك العدد من «روزاليوسف» كان افتتاحيته التى كتبها محمود التهامى تحت عناوين عريضة:
أسبوع الإجابة عن الأسئلة الصعبة: الصحافة الصفراء وعادل حمودة.
قلنا للأعور هكذا فى عينيه ولم نترك واجبنا الوطني.
الصحافة أصبحت فجأة مكانا لإدارة صراع عنيف من أجل كعكة كبيرة.
السفير المصرى فى واشنطن ومستشاره الإعلامى هاجمانا إرضاء للسادة فى واشنطن.
كنا نطفئ الحرائق حول الأقباط فأمسكت النار فينا.
وقال التهامى:
لم تكن صحيفة الدستور التى أغلقت صحيفة صفراء ومع ذلك أغلقت بالضبة والمفتاح ولم يكن زميلى عادل حمودة من أساتذة الصحافة الصفراء ومع ذلك جمع أوراقه وذهب إلى الأهرام مفارقا «روزاليوسف» التى أفنى زهرة شبابه مناضلا من أجل رمز كبير اسمه حرية الصحافة.
وبقيت الصحافة الصفراء لم يمسسها أحد ولا تزال تطالعنا على مدار الأسبوع.
والصحافة الصفراء لا تزال ناشطة مزدهرة وكثير من الناس لا يعرفون عنها شيئا إلا الذين اكتووا بنارها كل ما يعرفه معظم الناس أن الدستور قد أغلقت وعادل حمودة ذهب إلى الأهرام إذن تلك هى الصحافة الصفراء.
وذلك غير حقيقى بالمرة وينطوى على زرع مقدمات فاسدة للوصول إلى نتائج باطلة بالقطع فما كانت «روزاليوسف» صحافة صفراء وما كانت الدستور كذلك.
وطالبنى الكثير بالتفسير والإيضاح وعبثا حاولت أن أترك الأمر يكشف عنه ولكنى ملزم بالإيضاح لجمهور قرائنا الأعزاء.
والحكاية لم تبدأ منذ أسبوع أو اثنين ولم تكن بدايتها موجة الهجوم على ما يسمى بالصحافة الصفراء.
لقد انشغلت «روزاليوسف» حتى النخاع بقضايا الوطن دون مواربة ولا خوف ولا مجاملة وصرخت بأعلى صوتها ضد الإرهاب حين توارى الآخرون وأطلقت صيحات التنوير حين تخاذل الآخرون واقتحمت «روزاليوسف» مجالات كان محرما على الصحافة الدخول فيها ولست فى حاجة إلى تذكير القراء الأعزاء بأن اقتحام «روزاليوسف» معاقل الفساد والخوض فيها بجرأة متناهية كلفها الكثير من الوقت والجهد وأكسبها عداوات لا حصر لها لم نكن نضع لها حسابا من أجل المصلحة العليا للوطن وتعرضنا للأخطار والتهديدات ومثلنا أمام المحاكم ولكن ذلك لم يؤثر فى صلابتنا وقوتنا.
ولكن كانت قد تجمعت نزر العاصفة.
ولأسباب لا أفهمها شخصيا ولا أخوض فيها لأنى لا أعرفها فوجئنا بالسوق وقد امتلأت بإصدارات عديدة أطلق عليه البعض الظاهرة القبرصية والبعض الآخر قال إنها صفراء وتعدد الكلام حول ألوان الصحافة.
والواقع أن وجود عدد ضخم للغاية من شبيهات الصحف أصبح كالطفح الجلدى على جسد الصحافة المصرية ولا أحد يعرف عنه شيئا.
ولما ضج أصحاب الأعمال والأموال من ابتزاز تلك الصحف انتبه المجتمع وبدأ يعلن غضبه واحتجاجه وذلك هو السبب الظاهر للأزمة فماذا عن السبب الخفي؟.
أقول لكم الحق ليس عندى تأكيد على ما اعتقد أنه سبب حقيقى ولكن تعالوا نخمن معا ماذا يمكن أن يكون السبب؟.
أعتقد والله أعلم أن الصراع ليس على الصحافة أو بسببها ولكن ميدان الصحافة أصبح فجأة اختيار البعض لإدارة صراع كبير من أجل كعكة وزارة الإعلام.
وربما اعتقد البعض أن نجم الوزير صفوت الشريف آخذ فى الأفول وربما تصوروا أن المسألة أصبحت ناضجة وتحتاج مجرد زقة بسيطة ليخرج من دائرة الضوء وتسقط كعكة الإعلام المحظوظ.
أو ربما كان تصورا ساذجا ولكن الأمور قد تسير بمثل هذا التصور أحيانا.
أما قضية الدستور و«روزاليوسف» فهى قصة مختلفة عن تلك الصحف فالدستور صحيفة يمكن القول إنها صحيفة جامحة أو منفلتة نوعا ما أو يمكن وصفها بأنها تخلط الجرأة بالجموح المؤذى للنفس وللغير ولكنها لم تكن أبدا صفراء.
ونظرا لأن «روزاليوسف» اعتادت المبادرة فقد شعرنا بالنار التى اشتعلت حول الدستور من جرأة الموضوع الذى نشرته وأسرعنا بمحاصرة النيران واتصل زميلى عادل حمودة بجماعة من كبار الأقباط الذين تناولهم المنشور وطلب المساهمة فى إطفاء النيران وتبلور الموضوع الذى نشرته «روزاليوسف» وهو مختلف عن الذى نشرته الدستور ولكن ما حدث أن رجل الإطفاء أصابته النار فاحترقت يداه واختنق بفعل عوامل أخرى غير متوقعة وجاءت الضربة من واحد من الذين وافقوا على إطفاء الحريق ولكنه لم ينس أنه تعرض للانتقاد فى «روزاليوسف» أكثر من مرة فى موضوعات تمس تجارته فضرب تحت الحزام وقال إذا كانت الدستور قد أغلقت فلم لا تغلقوا «روزاليوسف»؟.
ولو كان من الصعب إغلاق «روزاليوسف» فإن هناك من قال فى سره هذه فرصة للتخلص من الولد المشاغب عادل حمودة وربما كان يدور فى رأسه أيضا أن يدفع بالمشكلة داخل «روزاليوسف» فيطلب إبعاد عادل حمودة عن المشاركة فى مسئولية التحرير ويضرب عصفورين بحجر واحد فيوقف الكاتب ويقصم ظهر المجلة بالخلافات الداخلية فى آن واحد.
انتهى ما قال التهامى متجنبا ذكر دور نجيب ساويرس وكمال الجنزورى فى الأزمة.
ولا شك أن المقال قوى لا ينقصه الذكاء ولكن ما الذى دفع التهامى إلى تغيير موقفه تجاهى من مجرد نشر خبر عن نقلى نشاطى إلى الأهرام إلى الإشادة بدورى الوطنى والمهنى وتبرئتى من تهمة الصحافة الصفراء؟.
الإجابة فى ثلاث كلمات: الدكتور أسامة الباز.
وهى قصة أخرى.