"أنثى ببطاقة ذكر".. قصة صعيدي اكتشف أنوثته في سن الـ13
"أدهم" استيقظ من النوم ينادي على والدته من داخل غرفة نومه، كما تعود ليجد صوته ناعما جدا على كونه شاب، ليست المرة الأولى الذي تلاحظ فيه "أدهم " ذلك، فقبل أن يقترب من سن الـ 13 عاما، كان والده ووالدته والأقربون منه لاحظوا ا عليه بعض التغيرات في حديثه وطريقة السير الخاصة به وغيرها ولكنهم اعتقدوا أنه شيء بسيط ولم يبالوا إلا وبدأت علامات البلوغ تظهر عليه وبدأ جسده يتغير وهرمونات أنثوية تظهر على "أدهم"، الأمر الذي أجبر والده على أن يصطحبه لطبيب ليجري بعض الفحوصات عليه.
وهنا كانت الصدمة الكبرى التي هزت مشاعر والده الصعيدي المنياوي "أدهم"، ليس رجلا بل "فتاة"، ولكن به بعض التشوهات في الجهاز التناسلي، "فتاه تعيش باسم وشهادة ميلاد ذكر"، ومن هنا بدأت المعاناة.
والد "أدهم"، رافضَا توغل هذا الإحساس بداخله فتمسك بتسجيل اسم نجله على كونه "ذكر "أدهم، رافضًا تماما فكرة كونه أنثي، مما جعل "أدهم " يخرج عن صمته وخاصة بعدما التحق بالمرحلة الجامعية بـ"جامعه المنيا "، وقرر التحدث إعلاميا في إحدى القنوات الفضائية في مداخله هاتفيه باسم "رودينا" ليتحدث عن المأساة.
قال "أدهم " الذي خرج إعلاميا باسم رودينا طالبة جامعية، إن بطاقة الرقم القومي الشخصية الخاصة به مدون فيها أنه ذكر لكنه أنثى كاملة الخصائص، موضح أنه ولد بتشوهات في الجهاز التناسلي لذلك سجله والده كـ "ذكر"، مؤكدًا انه ولد عام 1994 على يد «داية» ريفية بسيطة، حيث أقرت وقتها «الداية» أنه ذكر حتى تحصل على أموال "بقشيش" من أهله ليتم تسجيله في شهادة الميلاد كذكر على الرغم من أنه أنثى، لافتًا إلى أنه عند مرحلة البلوغ ظهرت عليه الملامح الأنثوية الواضحة.
وأوضح أنه في سن الـ13 عامًا توجه برفقة والده إلى أحد المراكز الطبية وتبين أن لديه هرمونات وصفات أنثوية واضحة وكاملة، ولكنه كان بحاجة إلى عملية جراحية لحسم النوع، تتكلف ما يقدر بنحو 30 ألف جنيه، ولكن ظروف والده المادية لا تسمح بإجراء هذه العملية، بجانب نظرة المجتمع الصعيدي أيضًا، مطالبًا بحقه في الحياة على أنه يعيش كأنثى وتصحيح هويته في البطاقة الشخصية، مؤكدًا أن ميوله أنثوية ومن الصعب أن يكون ولد وجميع أصدقائي يعلموا هذا تماما.
"الفجر " تحدثت مع الدكتور محمد عبد الغنى شويل، دكتور الأشعة بكلية الطب جامعه المنيا، والذي أجرى تشخيص على أدهم "رودينا" قائلا: إنني كـ"طبيب أشعة" أعُتبر جزء من "مثلث تأكيد" في مثل هذه الحالات، ولكي يتم التأكد والتيقن بأن حالة "رودينا" أنثي وليس ذكر، لابد من إجراء "تحليل هرمون" لبيان وضوح "الهرمون الأنثوي"، أعلى هرمون الذكورة بداخلها، وليكتمل مثلث الإثبات أيضا لابد من خضوعها لكشف على يد طبيبة نساء وتوليد، لبيان التأكد إنها أنثى كاملة.
وأضاف شويل في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن مثلث التأكيد في حاله «رودينا» هو "أشعة تلفزيونية على بعض المناطق، وطبيبة متخصصة في "النساء والتوليد، وتحليل هرمون"، لافتًا أن ما قام بإجراء لها أشعة هي "أنثى كاملة" دون أي شك، موضحًا تأكده من عدم وجود مادة السليكون في أي منطقة بجسدها.
واستكمل طبيب الأشعة أن التشخيص بالأشعة أوضح الآتي: وجود رحم داخلي مع اكتمال الصدر بشكل طبيعي دون هرمون أو عمليات جراحية، وهي ذو ملمس ناعم، كما أوضحت الأشعة على الجهاز التناسلي وجود بظر كبير ويوجد أسفله فتحة أنثوية، مطالبًا بالوقوف بجانب الفتاة؛ لأن حالتها النفسية سيئة، وكل ما تحتاجه هي أن تعيش حياه طبيعية مثلها كمثل باقي الفتيات.