المفتي السابق يوضح سر العلاقة بين العبد وربه
تعد العلاقة بين العبد وبين الله تعالى مفاداها "لا حول ولا قوة إلا بالله"، التي تفيد حسن التوكل على الله، وأن يؤمن العبد أنه لا يكون في كونه إلا ما أراد، فيحدث له التسليم بأمر الله، سواء أكان أمرًا كونيًّا، فلا يهتز أمام المصائب والبلايا، أو أمرًا شرعيًّا، فلابد عليه أن يطيع ربه، وأن يرضيه، وأن يعود إليه، وجاء هذا وفقا لما قاله الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء.
وأوضح جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن العلاقة بينك وبين الخلق، يجب أن تبنى على "الصفح، والعفو، والمغفرة"؛ لأننا نحب أن يعفو الله عنا، وأن يغفر الله لنا، وأن يوفقنا، وأن ندخل في محل نظره سبحانه وتعالى.
وكتب فضيلته: العلاقة بينك وبين نفسك، مبناها "ذكر الله"، وسيدنا النبي ﷺ يقول: «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله».
لا حول ولا قوة إلا بالله، والعفو والصفح، والاشتغال بالذكر، إن لم تكن مشتغلًا به، وإن كنت مشتغلًا فَدُمْ عليه، واستمر فيه، فإن الناس قد نسيت ذكر الله، ونسيت العفو والصفح، ونسيت لا حول ولا قوة إلا بالله، ونريد أن نرجع إلى مناهج التغيير؛ حتى يُغَيِّرَ اللهُ ما بأنفسنا.
إذا فعلنا ذلك، وشعرنا بأن الله يقف معنا، ازداد إيماننا به، وازداد تعلقنا به جل جلاله، وإذا رأى الله منا ذلك ازداد في التوسعة علينا، في حل أزماتنا، في أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن، في أن يمر بنا بسلام، من كل ضيق.
إذا فعلنا ذلك، سنشعر بأننا خرجنا من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن نزاعها ونكدها وقدرها، إلى وسيع رحمة الله سبحانه وتعالى.
إذا فعلنا ذلك، فإننا سنلحظ شيئًا عجيبًا غريبًا سيزيد من إيماننا، وهو استجابة الدعاء، فالله حينئذ سيستجيب دعاءكم، وكلما استجاب دعاءكم، كلما تعلقت قلوبكم به، وازداد حبكم له، فإذا فعلتم ذلك، فأنتم على خير، وإذا فعلتم ذلك، أنتم الفائزون، والله لا يناله منا ضَرٌّ ولا نفع، هو متعال، مفارق لخلقه.