نوضح الفروق التاريخية للكنائس في احتفالات عيد الميلاد

أقباط وكنائس

أرشيفية
أرشيفية


عيد ميلاد السيد المسيح يعتبر من أهم الأعياد عند المسيحيين وهو العيد الثاني بعد عيد القيامة المجيد، وهو من أهم الاحتفالات الدينية وبه صلوات خاصة للمناسبة، واجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة الكريسماس وتبادل الهدايا واستقبال بابا نويل وتناول عشاء الميلاد، وتكشف بوابة الفجر لقرائها، الأسرار التاريخية في اختلاف التوقيت باحتفالات تلك المناسبة بين المجتمع الشرقي والغربي.

يقول الأنبا إبرام مطران الفيوم، إن الأقباط يحتفلون بعيد ميلاد السيد المسيح في 29 كيهك حسب التقويم القبطي، وكان هذا اليوم يوافق 7 يناير، من كل عام حسب التقويم الروماني الذي سمى بعد ذلك بالميلادي، مؤكداً أن 29 من شهر كيهك تحدد عيد ميلاد وفي نفس الوقت يوافق 7 يناير وذلك بحسب ما حدده مجمع نيقيه في عام 325 م.

وأضاف "إبرام"، أن اليوم الذي يناسب عيد ميلاد المسيح فلكياً يكون أطول ليلة وأقصر نهار، والتي يبدأ بعدها الليل القصير والنهار في الزيادة، مؤكداً أن ميلاد المسيح يرمز بـ"نور العالم"، وهذا يبدأ الليل في النقصان والنهار بـ " نور " في الزيادة، مشيراً إلى الآية التي قالها القديس يوحنا المعمدان عن السيد المسيح "ينبغي أن ذلك (المسيح أو النور) يزيد وأني أنا أنقص" (يو 30:3). ولذلك يوافق   ميلاد يوحنا المعمدان أيضاً فهو المولود قبل الميلاد الجسدي للسيد المسيح بستة أشهر في 25 يونيو وهو أطول نهار وأقصر ليل يبدأ بعدها النهار في النقصان والليل في الزيادة.

ومن جانبه يؤكد الأستاذ الدكتور جميل فخري، أستاذ التاريخ القبطي، بمعهد الدارسات القبطية، ان هناك كان تقويم قبل الميلاد يدعي تقويم "لولياني " والاقباط لها تقويم أخر يدعي تقويم " مصري"، أو " قبطي " ، وهذا معمول به من 42 قرن قبل الميلاد ، وبعد انعقاد مجمع نقية المقدس أسس الاعتدال الربيعي وهو الذي يوافق 21 مارس وقام بتحديد عيد الميلاد لدي روما والغرب يوافق 25 ديسمبر ، وهذا يوافق 29 كيهك في التقويم القبطي ، مضيفاً أن هذا اليوم الوحيد يكون النهار فيه طويل والليل قصير ، وهذا يعتبر بانه ميلاد النور أو شمس البر ، وسار هذا التقويم إلي عام 1582 ميلادية ، وحينما جاء البابا ايغورغويوس بابا روما آنذاك ، رأي أن الاعتدال الربيعي وصل الي ان يوافق 10 مارس وليس 21 مارس كما كان من قبل .

وتابع: أن بابا روما قام بعمل دراسة فلكية وجد أن الدورة الفلكية هي 365 يوم و5 ساعات وكام دقيقة، فقام البابا ايغوريوس بتجميع فرق تلك الدقائق من عام 1582 فوجد أن هناك فرق حوالي 10 أيام بينهما.

وأضاف أستاذ التاريخ القبطي، أن بابا روما أصدر قرار أن كل 400 عام فلكية ينقص ثلاثة ايام إلى أن أصبح الفارق ثلاثة عشر يوم، مشيراً إلي ان الغرب متمسك بالاحتفال يوم 25 ديسمبر، وهذا اصبح يوافق 7 يناير بالميلاد و 29 من شهر كيهك بحسب التوقيت القبطي، مؤكداً أن الاحتفال بعيد ميلاد المسيح بالنسبة للتقويم القبطي ثابت لا يتغير، وهذا يحسب تعليم رسل السيد المسيح.

ويقول الانبا يوحنا قلته، نائب بطريرك الكاثوليك، إن التوقيت الفارق بين الاحتفال بعيد الميلاد في 25 ديسمبر و7 يناير ليست قضية عقائدية ولا تمس للأيمان المسيحي، وهذه قضية تاريخية اجتهادية فقط، مؤكداً إنه لم يكن في بداية المسيحية بوجه خاص وعام في بداية العام الميلادي، لا يهتم الناس في اي توقيت ولد النبي فلان وكيف عاش، ولكن كان يهتمون برسالته فقط وما هي شخصيته، مشيراً إلى ان هذا الني لم يكن يشتهر وقتها فلا يهتمون بميلاده آنذاك، فلم تكن تاريخ الميلاد ذات اهمية لدي الأقدمين.

وتابع: احتفل المسيحيون بعيد ميلاد المسيح في كل بلد بحسب ظروفها الخاصة، مؤكداً ان المجتمع الأوربي كان يحتفل قبل الميلاد بعيد يدعي " عيد الشمس "، وهذا كان يوافق يوم 25 ديسمبر فقاموا بتغير هذا المسمى وأصبح الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح نسبتاً لرمز " شمس البر".