بحليب الظلم خالف الشعر .. رسالة طفل قطري تكشف مؤامرة "حقوق الإنسان" بالدوحة
وجّه الطفل القطري محمد جابر الغفراني؛ رسالة لكل مَن يهمه أمر حقوق الإنسان ولكل الآباء والأمهات، مؤكدًا أن ما يسمّى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر تآمرت عليه وعلى قبيلته، وكانت الغطاء الحكومي الحقوقي الكاذب لطمس الحقيقة وتبرير الإجراءات التعسفية ضد حقوق قبيلة الغفران في قطر.
وقال الطفل في رسالته: "بأنامل طفل بريء أكتب لكل مَن لا يزال يرى الحياة بمنظور العدل والحق والإنصاف، لكل أب قدوة في هذا العالم، ماذا سيكون موقفك عندما يُهجَّر ابنك من وطنه وهو ما زال في المهد؟ لكل أم حنونة في هذا العالم، ماذا سيكون موقفك عندما تشاهدين زاد ابنك كل يوم حليبًا بطعم الظلم والجور؟ مع الأسف حينما تُشكِّل براءة الطفل خطرًا على تنظيم "الحمدين" فسيكون الإسقاط والإبعاد من أرض الوطن هو الحل المناسب لكل طفل تسوّل له نفسه إظهار براءته؛ ليكون عبرة لكل طفل يحاول أن يكون بريئًا".
وأضاف: "أعلم أن معظم مَن يقرأ رسالتي هذه يعتقد أنها من نسج الخيال أو حلم عابر، ولكن -مع الأسف- هذه هي الحقيقة التي لحقت جميع أطفال قبيلة الغفران؛ حيث تجرّد "الحمدين" من كل معاني الإنسانية وانتهجوا سياسة التهجير القسري لكل أفراد القبيلة من غير استثناء، وشرّدوا الأطفال الأبرياء، والشيخ الهَرِم المُثقل بالهموم، وأيضًا الأرملة التي لم تَشفَ من جُرح فراق زوجها، وكذلك الأيتام الذين ما زالوا يردّدون اسم والدهم في البيت، والمعاق الذي لا يستطيع التحرُّك للمطالبة بحقه".
وتابع بقوله: "اسمح لي أيها الشاعر، فأنا الطفل "الغفراني" أخالفك الرأي؛ حينما قلت:
"للـه ما أحلى الطفولة إنها حلم الحـــــــــيــــــــاة
عـهد كمعسـول الرؤى مـا بين أجنحة السبات
ترنو إلى الدنيا وما فيها بعين بـــــــــــــــــاسمة
وتسير في عدوات واديها بعين حــــــــــــالمة".
عذرًا أيها الشاعر، ولا تلمني في اختلافي معك، فقد سلب تنظيم "الحمدين" مني كل معاني الطفولة؛ حيث هجَّرني وانا لم أتمم عامي الأول إلى المجهول، ضاربًا بكل معاني الرحمة عرض الحائط".
وأوضح: "مع الأسف أيها الشاعر فقد تغيّرت كل معاني الطفولة لدى أطفال الغفران، فأصبحت الطفولة عندهم ليست أجمل مراحل الحياة وأعذبها، وليست الحياة السهلة والخالية من المتاعب، وليست القلب الأبيض الذي لا يشوبه شيء".
وأختتم قائلًا: "أخيرًا اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، التي كان من المُفترض أن تكون هي الملاذ الآمن والعادل لنا، -مع الأسف- هي التي تتآمر علينا ليكون الغطاء الحكومي الحقوقي الكاذب لطمس الحقيقة وتبرير الإجراءات التعسفية ضد حقوق "الغفران" في قطر.
وكان الطفل محمد الغفراني؛ قد روى فصولًا من مأساة الظلم الذي تتعرّض له قبيلته على يد السلطات القطرية، كاشفًا أن جنسيته سقطت عنه وهو عمره شهر، متسائلًا: ماذا فعلت من أجل أن أعيش طفولتي خارج وطني؟
وقال "الغفراني"؛ في حوار سابق مع "سكاي نيوز": عمري 13 سنة وُلدت في مستشفى حمد في قطر، جئت إلى جنيف؛ من أجل استرجاع جنسيتي، ومطالبة حقوق الإنسان العالمية والقطرية بحقي، حيث سقطت جنسيتي وأنا عمري شهر، ولا أعرف ماذا فعلت من أجل أن أعيش طفولتي خارج وطني، وهذه مطالبتي ومطالبة جميع أفراد قبيلة الغفران الذين يتمنون العودة إلى وطنهم قطر، ويعيشون حياتهم الباقية في قطر ويكملون دراستهم"، وتابع يقول: "قابلنا أشخاصًا وبلغناهم الرسالة، وإن شاء الله يقفون معنا وهذا ما نتمناه".
وكانت قبيلة الغفران القطرية، قد كشفت أن النظام القطري أسقط الجنسية عن 6 آلاف من أبناء القبيلة، الذين نظّموا وقفة احتجاجية أمام نصب الكرسي المكسور بالأمم المتحدة بجنيف؛ للتنديد بجرائم النظام القطري في حقها، من تجريد الجنسية، وتهجير قسري وتعذيب.