مصطفي عمار يكتب : جماعة الجرذان

مقالات الرأي

مصطفي عمار يكتب :
مصطفي عمار يكتب : جماعة الجرذان

أصبح لا صوت يعلو فوق صوت الجرذان، فبعد أن كانوا يختبئون داخل البالوعات ومصارف المجارى، صعدوا أخيراً إلى السطح، تمكنوا من فرض سيطرتهم على المدينة، والكل أصبح يخشاهم ويحاول التقرب إليهم إلا فئة قليلة تحاول الوقوف أمام تصرفاتهم الفاشية، وعلى عكس ما توقعت جماعة الجرذان، فقد فشلوا بعد مرور أشهر قليلة فى إثبات أنفسهم كحكام وأصحاب قرار بالمدينة، وبعد أن كان يلتف العامة والدهماء حولهم، لفظهم الجميع، ولم يعد على ألسنة الناس سوى سبابهم والدعاء عليهم أملًا فى تخلص المدنية منهم، ليعودوا لمكانهم الطبيعي في البالوعات ومصارف المجارى، وهو ما جعل كبير الجرذان يشعر بالخطر على نفسه وجماعته وكرسيه وطموحه بإعلان إمبراطورية الجرذان العظمى، فقرر أن يعقد اجتماعا مغلقًا لقيادات جماعته، ليحاولوا فهم ما يحدث لهم ولجماعتهم التي فقدت شعبيتها بشوارع المدينة، وحضر كبير الجرذان الشهير بالجرذ «جذيع» إلى مقر الجماعة ومعه جرذ وضعه الجرذان على رأس السلطة يدعى الجرذ «جرذى» بالإضافة إلى الجرذ الذى يتولى إدارة الأمور المالية للجماعة وهو الجرذ «خيرذ الجاذر» وحضر أيضاً الاجتماع الجرذ «الكذاذنى» ومعه الجرذ «عزيان» وانضم إليهم الجرذ «البلجازى» بالإضافة الى مجموعة كبيرة من قيادات الجرذان، وبدأ بينهم النقاش، وكان الجرذ «جرذى» فى غاية الاستياء، وقال لهم: أأنتم السبب فيما وصلنا له اليوم، فكل شخص منكم يطلق التصريحات ويتحدث بالنيابة عنى كأنني خيال مآتة، وتنسون جميعاً أنني رئيس لكل المدينة وليس لجماعة الجرذان، فهذا ما اتفقنا على تنفيذه عندما قررتم ترشيحى لهذا المنصب، ولكن يبدو أن كلام الجرذ جرذى، لم يكن على هواء المسئوول المالي للجماعة « خيرذ الجاذر» وقال له: لماذا تتحدث بهذه الطريقة؟، كأنك صدقت نفسك بأنك رئيس للمدينة، فالكرسى الذى تجلس عليه الآن، كلفنا أكثر من 600 مليون قطعة جبنه رومى، لنضعك عليه وتنفذ ما نؤمرك به، فضحك الجرذ «الكذاذنى» وقال: ويا ليته نجح فى هذا، فأنا اجلس بلا شغلة أو مشغلة منذ تم حل مجلس الجرذان، ولم يستطع الجرذ «جرذى» أن يعيده لى، واستسلم لمجموعة من الأحكام الخائبة دون أن يظهر لهم العين الحمراء، ونهض الجرذ «البلجازى» وقال: أشعر من حديث الأخ «جرذى» أنه لا يطيق حديثنا، ويريدنا أن نتركه يحكم كأنه رئيس حقيقي، ونسى أن جماعتنا هذه هى من توفر له الحماية وترسل أبناءها للدفاع عنه فى أى مكان يذهب إليه، وأنها من أوقفت مخطط خطفه، فنهض من على كرسيه الجرذ الكبير «جذيع» وصرخ فيهم جميعاً قائلاً: ماذا يحدث لكم؟ هل صعدنا لحكم المدينة ليمسك كل أخ من الجرذان السكين ويذبح أخوه؟ !، علينا بتنظيم أنفسنا من جديد وتحديد أولوياتنا، فنحن فى احتياج شديد لجرذنة القضاء، الذى يدخل معنا فى تحد، ويجب أن نراقب تحركات جيش المدينة، خصوصاً بعد أن تعالت الأصوات بانه الطريق الوحيد لخلاص المدينة منا، ويجب أن نحاول فتح صفحات جديدة مع الإعلام ونعقد صفقات مع أصحاب الفضائيات، لنتمكن من فرض سيطرتنا، فأنا أشعر بخطر كبير على جماعة الجرذان، ومن حسن الحظ أن قرار العفو الذى أصدره جرذى للأخ «خيرذ الجاذر» سيمنحه الحق فى نزول الانتخابات، إذا ما اضطرتنا الظروف لا قدر الله للاحتكام للصندوق من جديد، فنحن لسنا حمل رشاوى انتخابية لشراء الأصوات، يكفى ما صرفناه فى انتخابات المجلس المنحل والرئاسة التى لم نستفد منها حتى الآن بأي شىء، وعليكم بالترتيب مع الحركة الشقيقة «حماز» ليكونوا على أهبة الاستعداد إذا ما اضطررنا لاستخدامهم، وأريدكم أن تتفاءلوا، فرغم كل ما يحدث نحن نجحنا فى تمرير دستور الجرذان، وفى جرذنة جهاز شرطة المدينة، ولأول مرة أصبح من حق أبناء الجرذان الالتحاق بالكليات العسكرية، فما حققناه كثير، ولكن يجب أن نطمع حتى نصل لحلمنا بإقامة إمبراطورية الجرذان، وفجأة يتوقف عن الكلام بعد أن تشم أنفه رائحة نتنة فيسأل من حوله عن مصدر هذه الرائحة، فيضحكوا جميعاً ويجيبه الجرذ «جرذى» حضرتك نسيت إننا فى مقر الجماعة الذى هو فى الأصل أكبر بالوعة فى المدينة ولا إيه؟!