خبراء تونسيون: قطر وظفت جماعة الإخوان لاختراق أجهزة الدولة
وجه عدد من الخبراء التونسيين انتقادات
كبرى لدور قطر المشبوه في تسميم المناخ السياسي وتوتير الأوضاع لصالح كفة حركة النهضة
الإخوانية والرئيس السابق منصف المرزوقي، مؤكدين أن الدوحة خرجت عن وحدة الصف العربي
عندما انخرطت في دعم الإرهاب.
وفي هذا الصدد، قال البرلماني التونسي عمار
عمروسية إن قطر أضرت بمصالح تونس على المستوى السياسي عندما قدَّمت الدعم المادي للإخوان
للوصول إلى الحكم، وساهمت عبر قناة الجزيرة في الاساءة إلى الرأي العام التونسي من
خلال تصوير خصوم "حزب النهضة الإخواني" كأعداء للوطن.
وأضاف عمروسية: "هناك لجنة داخل البرلمان
التونسي تقوم بعملية التحقيق في الدور القطري في تسفير الشباب التونسي إلى بؤر الإرهاب
في سوريا والعراق منذ سنة 2017، مؤكدا أن الدوحة متورطة بشكل كبير في دعم الخلايا الإرهابية
في جبل الشعانبي (وسط غرب)، وفي تمويل كتيبة عقبة ابن نافع الإرهابية التي تنشط بين
تونس والجزائر.
وينشط الإرهاب في تونس بشكل كبير منذ وصول
الإخوان إلى الحكم في انتخابات 2011، حيث سجل جبل الشعانبي ذبح 11 جنديا في 27 يوليو
2013 تحت رئاسة منصف المرزوقي، وذبح 14 جنديا في نفس المكان في شهر يونيو 2014 و اغتيال
العديد من السياسيين على غرار شكري بلعيد (الجبهة الشعبية يسار) ولطفي نقض (نداء تونس
وسط) ومحمد البراهمي (التيار الشعبي، قومي).
من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل الاستراتيجي
التونسي أنيس القلعي أن قطر خرجت عن وحدة الصف العربي عندما انخرطت في دعم الإرهاب
وتخريب النسيج التضامني بين مختلف الشعوب العربية.
وأضاف أن دورها في تونس يتجسد في توظيفها
لحركة النهضة الإخوانية من أجل اختراق أجهزة الدولة وضرب مناعة المؤسسات الأمنية والعسكرية،
وضرب الهوية التاريخية للدولة التونسية المناهضة للإخوان منذ السبعينيات، والتي أقرها
الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة (1956-1987).
ومن الأعوان التي عولت عليهم الدوحة في
تخريب النسيج التونسي نجد الرئيس السابق منصف المرزوقي (2012-2014)، والذي رهن الاقتصاد
التونسي للبضائع التركية التي تكلف خزينة تونس سنويا أكثر من 4 مليار دولار.
وأشار القلعي إلى أن الارتماء الأعمى للمرزوقي
في احضان الدوحة جعل من حزبه (حراك تونس الإرادة) يعرف انقسامات واستقالات جماعية.
كما أكد أستاذ أصول الدين بكلية الشريعة
بتونس رمضان البرهومي، أن الفكر الذي ينشره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتناقض
مع المرجعية "الزيتونية " للتونسيين (نسبة الى جامع الزيتونة المعمور ).
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هو هيكل
مشبوه ينشط في تونس منذ سنة 2011، ويعمل على نشر الفكر الإخواني من خلال دعمه السياسي
لحركة النهضة في كل المواعيد الانتخابية التي عرفتها تونس (2011 و2014).
وأضاف البرهومي أن دوره في تونس هو دور سياسي واستراتيجي للإضرار بمصالح تونس فقط، ومن أجل نشر الفتنة بين مواطنيها، مؤكدا أن مساهمة قطر في ذلك مساهمة كبيرة باعتبارها تحتضن هذا الاتحاد المتهم بالإرهاب في عديد البلدان العالمية.