ما الذي تستفيده "السعودية" من استضافة بطولة فورمولا إي؟
تنطلق اليوم الفعاليات الخاصة بسباق "الفورمولا إي- الدرعية 2018" والذي تحتضنه السعودية لمدة ثلاثة أيام؛ في أول ظهور لتلك البطولة في الشرق الأوسط -حيث نُظم من قبل في شوارع أكثر المدن شهرةً في العالم مثل باريس ولندن وبكين وروما وهونغ كونغ ونيويورك-، وطبقاً لما قاله "كارلو بوتاجي" الرئيس التنفيذي للشركة المنظمة للسباق "سي بي إكس"، فإن السباق هذه المرة يعد أكبر سباق "للفورمولا إي" يقام على مستوى العالم بأكمله.
وأنشأت المملكة لذلك مضماراً طبقًا لأعلى المعايير التصميمية؛ إذ تتجاوز مساحته أكثر من 180 ألف متر مربع لإيجاد بيئة تنافسيّة بين سائقي "فورمولا إي" الموزعين على 11 فريقًا، فيما يبلغ امتداده مسافة 2495 كيلومترًا؛ وصُمم بطريقة جعلتْه يضم 21 لفة ومنعطفًا، سيطوف السائقون من خلالها حول جدران مدينة الدرعية التاريخية قبل العودة إلى خط البداية – النهاية في قلب المنطقة.
ترقّب عالمي
ويسرت اللجنة المنظمة للحدث الأمر على الراغبين في الحضور؛ وذلك باستحداثها لتذاكر اليوم الواحد لحضور فعاليات اليومين الأول والثاني من الأنشطة المرافقة للسباق، التي تتيح للزوار خيارات أوسع للمشاركة في أكبر فعالية رياضية وموسيقية وثقافية تنظَّم في السعودية، ولوحظ أن أغلب عمليات شراء التذاكر كانت من قبل سعوديين؛ حيث بلغ الطلب 3 أضعاف التذاكر المتاحة (40 ألف تذكرة).
كما أنه سيكون هناك أكثر من 80 مليون مشاهد حول العالم يتابعون تفاصيل الحدث الدقيقة، ويتعرفون – ربما للمرة الأولى – على الثقافة السعودية الغنية، وهو ما يضع المملكة تحت دائرة الضوء ويحّمس مساعي القيادة بالتعريف بالإرث الثقافي السعودي، ومناطقها الأثرية والسياحية النابضة بالحياة، حيث سيُعّرف تصميم المضمار مدينة الدرعية التاريخية للعالم من خلال عرض كاميرات التصوير لآثارها خلال متابعة حركة سيارات المتسابقين عبر مضمار السباق الذي يدل تصميمه على دهاء الإدارة الحكيمة.
تعزيز قطاع السياحة
وقالت الهيئة العامة للرياضة وقت توقيع الاتفاق، إن الشراكة مع "فورمولا إي" تعبر عن التزام الرياض بمستقبل السياحة لكونها إحدى الركائز التي تدعمها رؤية المملكة 2030″؛ حيث ستتمكن الشراكة طويلة الأمد التي وقعتها السعودية مع القائمين على الحدث والتي بموجبها ستستضيف البلاد السباق لمدة 10 سنوات، من تعزيز فرص قطاع السياحة السعودية خصوصًا مع إتاحة الهيئة العامة للرياضة عبر منصة "شارك" فرصة للجمهور الرياضي حول العالم لحضور الحدث الكبير بإصدار تأشيرة مرتبطة بتذكرة الحضور، وذلك في عملية لا تستغرق سوى دقائق معدودة، وستمكن التأشيرة حاملها من التجول في مدن المملكة الغنية بالتراث العريق ما عدا الأماكن المقدسة، لذا ستتيح تلك التسهيلات للزائرين التعرف على شعب المملكة العريق وحضارته التي تمتد لآلاف السنين.
يذكر أن كل هذه التجهيزات التي ستعمل على تنشيط السياحة بالمملكة جاءت تأكيداً على رؤية 2030، والتي تشمل العمل على إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي وتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدًا حيًا على الدور الفاعل في تاريخ الحضارة الإنسانية.