قطر تدعم محاولات عودة "كريم واد" لحكم السنغال
كشف موقع "اجزاليما" السنغالي، أنه باستطاعة نجل رئيس السنغال السابق كريم واد - المدان بتهم فساد - الاعتماد على مساعدة علي بن فطيس المري، النائب العام القطري، مؤكدا أن المري، لم يخف تقاربه مع "الطموح" كريم واد، حيث قام بالعديد من الرحلات بين الدوحة وداكار.
وألقى الموقع السنغالي الضوء على كريم واد، حيث يعد الفرنسي السنغالي كريم واد (50 سنة) الابن الوحيد لعبد الله واد، رئيس جمهورية السنغال في الفترة من 2000 إلى 2012، وانضم لوالده كمستشار اقتصادي قبل أن يرأس الوكالة الوطنية لمنظمة المؤتمر الإسلامي (ANOCI)، والمتهمة بالاختلاس.
وأضاف الموقع: "سرعان ما صار وجود كريم - المسؤول عن الملفات الاستراتيجية مثل البناء والتطوير في داكار - لا غنى عنه في المناقصات، ووفقاً لوثيقة "ويكيليكس" الصادرة في مارس 2009 ، فقد كان يعتبر المستشار الاستراتيجي الأساسي للرئيس واد من خلال القيام بدور "غامض وغير واضح".
ووفقا لوثائق سرية من السفارة الأمريكية في السنغال: "من المعروف على نطاق واسع أن كريم قد حول مبلغا كبيرا من الأموال.
وفي الأوساط الدبلوماسية، كان كريم معروفا باسم "استاذ 15%" (بعد أن كان استاذ 10٪ في بداية عام 2007)".
وتابع اجزاليما، أنه بعد أن أصبح واد المسؤول عن التعاون، والنقل الجوي، والبنية التحتية والتخطيط، فقد تلطخ واد - الذي لا يحظي بشعبية ويتحدث قليلا الولوف (لغة غالبية سكان السنغال) - بوصمة عار مفاجئة بعد الهزيمة الانتخابية لوالده.
وباعتقاله في عام 2013، سوف يحكم عليه بالسجن ست سنوات وغرامة 210 مليون يورو بتهمة الفساد من قبل محكمة قمع الثراء غير المشروع.
واستدرك الموقع أنه على الرغم من الحكم، سيكون كريم واد قادرا على الاعتماد على حليف من الوزن الثقيل لاستعادة حريته، ألا وهو علي بن فطيس المري، المدعي العام القطري.
وحول علاقة كريم واد بالمسؤولين القطريين، أوضح الموقع أنه نظرا لعلاقته ملك المغرب، الذي قدمه إلى شخصيات قطرية، تقرب كريم واد من النائب العام حينما كان على رأس وكالة ANOCI.
وأضاف الموقع: "في تلك الفترة ، كانت الشائعات تدور حول التمويل السري للحملات الانتخابية لـ"عشيرة واد" واسعة الانتشار في الدوائر الدبلوماسية. وتعرف قطر بتمويل السياسيين في الخارج، وخاصة في فرنسا. ولذلك ليس من المستغرب أن نرى حضور فطيس المري على متن طائرة خاصة في داكار في يونيو 2016 لاطلاق سراح كريم واد بعد حبسه لفترة وجيزة".
وتابع: "ونتيجة للمفاوضات الدبلوماسية المكثفة، سوف يتم الترحيب بحرارة بوزير الطاقة السابق في الدوحة، حيث يستعد للعودة مجددا على الساحة السياسية مستهدفاً الرئاسة".
كما أوضح الموقع أن المري يكثف التحضيرات، حيث قام بمضاعفة رحلاته إلى داكار في عام 2018 في محاولة للتفاوض بشأن عودة كريم واد .
وفي سياق جيوسياسي متوتر، تدخلت قطر في السياسة السنغالية بشكل سيء. وعلى الرغم من السخاء القطري، فإن الرئيس ماكي سال سيكون حذراً من هذا الصديق المزعج ودعمه لكريم واد. ووفقاً لعدة مراقبين، فإن قطر ستسعى في الواقع إلى جعل كريم الرئيس المقبل للسنغال ، للتأثير على السياسة في غرب أفريقيا ومواجهة المصالح السعودية.
وفي لهجة استنكارية، قال الموقع السنغالي: "بينما يصور المري نفسه كشخصية دولية في مكافحة الفساد، كيف سيقوم بتفسير صداقته مع كريم واد، الذي يواجه حكما بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة الفساد والذي يفقد الكثير من المصداقية سواء في السنغال أو في المجتمع الدولي؟".
وأشار الموقع إلى أن المدعي العام القطري أثار جدلا كثيرة في الصحافة خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك نظرا لحساباته الخاصة في بنك الكويت الوطني، والأصول غير المشروعة في باريس وجنيف والتي تقدر بعشرات الملايين من اليورو، إلى جانب دعمه لأعضاء في تنظيم القاعدة.