"حرية شخصية".. مختصون يكشفون الموقف القانوني لـ"تجريم تعاطي الشيشية"

وسبق لمنظمة الصحة العالمية أن حذرت من الشيشة موضحة أن التدخين عبر الأنبوب الشهير يهدد بمواد سامة تسبب سرطان الرئة ومرض القلب ومتاعب صحية أخرى. وشدد بعض أخصائيون الأمراض النفسية وعلاج الإدمان، أنه يجب أن يكون هناك قناعة بأن التدخين بكل أنواعه مرفوض لأنه يضر الصحة بشدة، ولكن علميا ومن خلال دراسات فإن تدخين الشيشة يفوق بمراحل تدخين السجائر العادية، وأن استخدام "المعسل" الذي هو عبارة عن أوراق التبغ مفتتة ومخمرة لفترات طويلة تصل في بعض الأحيان إلى عامين تتعرض فيهم لكافة أنواع البكتريا والفطريات نهيكم عن أضرارها، بالإضافة إلى النكهات التي تضاف إليها لإضفاء رائحة وأنواع جديدة كل هذا يحتاج إلى وقت وأماكن لتخميرها وتجهيزها.

كما يستخدم في الشيشة الفحم والذي يحرص دائما العامل على جعله مشتعلا كي يحرق أوراق التبغ، ويعطي النكهة المحببة للمدخن ولكنه لا يدرك أن حرق الفحم ينتج عنه وجود غاز أول وكسيد الكربون بالإضافة إلى بعض المواد السامة والمختلطة من الفحم، فضلاً عن أن مدخن الشيشة يستنشق كميات هائلة من الدخان تفوق بمراحل الكمية التي يستنشقها مدخن السجائر، وقد أثبت تقرير منظمة الصحة العالمية أن حجم كمية الدخان الذي يدخل إلى رئة شخص يدخن الشيشة لمدة ساعة يعادل 200 ضعف كمية الدخان التى تدخل إلى رئة شخص يدخن سيجارة واحدة.

ونبهت دراسة أمريكية حديثة، إلى تبعات خطيرة لتدخين الشيشة على الصحة، فيما يسود الاعتقاد لدى البعض بأنها أخف ضررا من السجائر العادية. وكشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة كاليفوريا في لوس أنجلوس، أن جلسة واحدة من تدخين الشيشة تلحق ضررا كبيرا بنبض القلب وضغط الدم وتيبس الشرايين.

واعتمد الباحثون على عينة من 48 شخصا بالغا لا يعانون من أي مشكلات صحية ولم يسبق لهم أن دخنوا السجائر، ثم قاست تأثير تدخين الشيشة لديهم. وقبل بدء الاختبار، تم إخضاع المشاركين لقياس كل من معدل نبض القلب وضغط الدم ومدى تيبس الشرايين فضلا عن فحص حالة تسمى بـ"أم الدم الأبهرية البطنية".

ويعد تيبس الشرايين واحدا من أبرز أعراض الجلطة كما أنه يؤدي إلى اضطرابات أخرى في عضلة القلب، وفق ما نقل موقع "ميديكال نيوز توداي". ووجد الباحثون أنه بعد 30 دقيقة من تدخين الشيشة ارتفعت نبضات القلب لدى المدخنين بـ16 نبضة في الدقيقة الوحيدة، كما ارتفع ضغط الدم بصورة لافتة.

وأضافت الدراسة أن تدخين الشيشة لنصف ساعة يرفع مستوى تيبس الشرايين بصورة مشابهة لما يحدث أثناء تدخين سيجارة عادية. ويرى الباحثون أن الأضرار الأخرى قد تكون أكثر خطورة لأن الدراسة قاست التأثير في نصف ساعة فقط، أما المدخنون فيلازمون الشيشة في بعض الأحيان لساعات طويلة. وتنبه الدراسة إلى أن إضافة نكهات الفواكه إلى "معسل" الشيشة يزيد من انتشارها ويشجع عددا من الشبان واليافعين على تدخينها.

على إثر ذلك طالب النائب خالد حنفي، تجريم وتغريم المتعاطين للشيشة تدريجياً حتى تصبح الغرامة مغلظة، قائلاً إن انتشار ظاهرة تدخين الشيشة والمتعاطين لها خاصة في أوساط الشباب تستدعى أن ننظر لها بعين الاعتبار، خاصة في ظل الأمراض التي تلحق المتعاطي لها وغير المدخن في آن واحد، مضيفًا أن الشيشة تسبب الأمراض الصدرية لمن يتناولها وتؤثر سلباً على غير المدخنين، متابعًا "الدخان اللي بيخرج من الشيشة يتأذى منه المارة أو المواطنون غير المدخنين"، وذلك خلال اتصال هاتفي ببرنامج "كل يوم"، الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، والإعلامية خلود زهران، عبر فضائية "one".

في سياق متصل، قال المستشار محمد حامد الجمل الرئيس الاسبق لمجلس الدولة، إن تعاطي الشيشة، يعد تكلفة اقتصادية على المجتمع، وتهدد حرية الاقتصاد، وجهود الفرد، لذا لا تعد حرية شخصية، مؤكدًا أن وضع قانون خاص بهذا الشأن يصب في مصلحة المواطن.

وأضاف الجمل، لـ"الفجر"، أن القضية شائكة والتفكير في تقيد تناول الشيشة أو تجريمها سليمًا جدًا، وإنما يجب الامر يكون بشكل معتدلا، ويراعي هذا التجريم إذا احتوت الشيشة على أنواع من المخدرات.

بينما رفض النائب عبدالكريم زكريا، وعضو اللجنة الدينية في مجلس النواب، هذا المقترح أو المطالبة بمشروع قانون له، قائلاً إنه في حالة الموافقة على هذا الأمر سندخل في مخالفة الدستور، وفقًا لبنود مواد الحرية الشخصية، لأن تعاطي الشيشة لا يضر العامة، إنما يضر الشخص نفسه وغير مقبول التدخل في الحياة الشخصية للفرد.

وأضاف زكريا، لـ"الفجر"، أن تناول شرب الشيشة ليست جريمة يعاقب عليها القانون، لافتًا إلى أن من أسباب رفض مشروع القانون أو إذا كان طلب إحاطة، يرجع لبعده، مضيفًا أن منذ مئات السنين وتعد الشيشة موجودة وما تطرق أحد لتجريمها على مر العصور، لأنها لا تخضع للوائح قانونية.