تعزيزا للتعاون البيني.. أبرز تصريحات كبار المسئولين باجتماع مؤتمر وزراء التجارة الافارقة
عقدت، اليوم، بالقاهرة فعاليات الاجتماع السابع لوزراء التجارة الأفارقة لمناقشة تطورات اتفاقية التجارة الحرة القارية الافريقية، بمشاركة عدد كبير من الوزراء الافارقة وممثلي المنظمات الاقليمية والقارية والعالمية وكذا ممثلي القطاع الخاص.
وقد شارك في فعاليات الجلسة الافتتاحية المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، وآميليا بيامبادي وزيرة التجارة والصناعة الاوغندية ورئيس مفوضية منطقة التجارة الحرة الافريقية، والبرت موشانجا، مفوض التجارة والصناعة بالاتحاد الافريقي، وبنديكت اوراما، رئيس مجلس ادارة البنك الافريقي للاستيراد والتصدير، وديفيد لوك منسق مركز السياسات التجارية لإفريقيا ممثل عن الدكتورة فيرا سونجوي، المديرة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لافريقيا، وتشيتشي البوانجي، ممثل المجموعات الاقتصادية الافريقية الاقليمية.
ومن جانبها تقدمت آميليا بيامبادي وزيرة التجارة والصناعة الاوغندية ورئيس مفوضية منطقة التجارة الحرة الافريقية بالشكر للحكومة والشعب المصري علي استضافة هذا الاجتماع ، مشيرة الي ان اتفاقية التجارة الحرة القارية الافريقية ستسهم في تحقيق رفاهية الشعوب الافريقية والتحول السياسي والاجتماعي والاقتصادي بكافة دول القارة لتحقيق اجندة افريقيا 2063.
وأشارت إلي ضرورة تعزيز التجارة البينية بين الدول الافريقية والتي تصل قيمتها الى 28% فقط بالنسبة لحجم التبادل التجاري للقارة مع دول العالم ، لافته الي ضرورة الاهتمام بمشروعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطرق لتفعيل التواصل بين دول القارة الافريقية.
ولفتت بيامبادي الي ضرورة تحسين منظومة انتقال السلع والخدمات والافراد بين دول القارة خاصة فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، مشيرة الي اهمية توفير التمويل اللازم والقروض الميسرة للمشروعات التجارية والاستثمارية الافريقية.
واشارت الي اهمية تحقيق الاستفادة القصوي من الموارد الطبيعية الضخمة المتاحة بالقارة الافريقية واستغلالها صناعياً بدلاً من تصديرها في صورها الاولية ، لافته الي ضرورة التوسع الزراعى والإستفادة من طاقات الشباب ودعم قطاع السياحه بكافة دول القارة بالإضافة إلى الإستفادة من مصادر الطاقة المتاحة بالقارة الإفريقية لدعم المشروعات الصناعية بكافة دول القارة
وأوضح بنديكت اوراما، رئيس مجلس ادارة البنك الافريقي للاستيراد والتصدير ان اشراك القطاع الخاص في المفاوضات المتعلقة باتفاقية منطقة التجارة الحرة الافريقية يمثل خطوة هامة في عملية التفاوض ويؤكد الدور المحوري للقطاع الخاص في تحقيق التكامل الاقتصادي الافريقي وتعزيز منظومة التنمية الصناعية والتبادل التجاري البيني بين مختلف دول القارة الافريقية، لافتاً الي استعداد البنك لدعم مسيرة التفاوض ووضع الحلول وتدارك الصعوبات.
وأشار أوراما الي ان معرض التجارة الافريقي والمقام بالقاهرة حالياً يعد خطوة هامة لدعم منظومة العلاقات التجارية بين دول القارة الافريقية، لافتاً الي امكانية قيام البنك بتمويل كافة مشروعات التجارة البينية الافريقية.
وأضاف ان البنك يقوم حالياً بتدشين عدد من المبادرات الهادفة الي تفعيل التبادل التجاري الافريقي تشمل إنشاء منصة للمدفوعات بالعملات الوطنية وتدشين بوابة للمعلومات والتي ستدخل حيز النفاذ الاسبوع المقبل، مشيراً الي ان البنك يوفر تطبيقا الكترونيا يسمح لمختلف الكيانات الافريقية بطلب التمويل من البنك الكترونياً.
وقال ديفيد لوك منسق مركز السياسات التجارية لإفريقيا ممثل عن الدكتورة فيرا سونجوي، المديرة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لافريقيا ان التقدم الذي يحرزه الاتحاد الافريقي في مفاوضات اتفاق التجارة الحرة الافريقية هذا العام يعكس التزام الدول الافريقية بأجندة التكامل الاقتصادي بين دول القارة كما يبعث برسالة ثقة للعالم أن افريقيا قادرة على صناعة مستقبلها وممارسة الدور الريادي الذي يليق بقدراتها، مشيراً الي ان الدول أعضاء الاتفاق تحتاج الي الاتفاق علي قواعد المنشأ ووضع آليات لتجارة السلع والخدمات واجراء بعض الاصلاحات فيما يخص التصنيف المزدوج لرسم الأطر الذي ستسير عليها الدول في اطار الاتفاق.
ومن جانبها أكدت تشيتشي البوانجي، ممثل المجموعات الاقتصادية الافريقية الاقليمية ان مصر قطعت شوطاً كبيراً في تعزيز علاقاتها مع شركائها الأفارقة الأمر الذي انعكس في نجاح مؤتمر الاستثمار المنعقد في مدينة شرم الشيخ، بالاضافة الي استضافة المعرض الافريقي الاول للتجارة البينية، مشيرة الي ان ترأس مصر للاتحاد الأفريقى العام المقبل سيسهم في استعادة مصر لمكانتها في قلب قارة أفريقيا.
وقالت البوانجي ان الاتحاد الافريقي نجح حتي الان في الحصول على موافقة 49 دولة افريقية على اتفاق منطقة التجارة الحرة الافريقية وهو في طريقه للحصول علي موافقات باقي الدول اعضاء الاتفاق حيث ستسهم الموافقة النهائية لهذه المنطقة بصورة كبيرة في تعزيز معدلات التجارة بين الدول الافريقية وتحسين مستوى المعيشة لشعوبها، لافتة الي ضرورة بذل مزيد من الجهود لحكومات الدول الأعضاء في الاتفاق لتعزيز دور القطاع الخاص وتدريب العمالة، وتحسين وضع وسائل النقل واللوجيستيات بين الدول الافريقية، فضلاً عن تيسير حرية انتقال الأفراد والخبراء ورجال الأعمال لتيسير المفاوضات الخاصة باتفاق منطقة التجارة الحرة الافريقية.
كما أكدت باميلا كوك ممثلة منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية " الاونكتاد" فى الكلمة التى ألقتها نيابة عن الدكتور موكهيسا كيتويي، الأمين العام للأونكتاد حرص المنظمة منذ عقود على دعم خطط التنمية فى القارة الإفريقية وتقديم كافة أوجه الدعم الملائمة فى هذا الصدد والتى تكللت بالتوقيع على اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية فى كيجالى بروندا خلال مارس الماضى ، لافتة إلى استمرار التعاون بين الاونكتاد و مفوضية الاتحاد الإفريقى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المنشودة لكافة الدول الافريقية والتى نصت عليها أجندة افريقيا 2063 للتنمية ووصولا للسوق الإفريقية المشتركة.
وأشارت إلى أن دخول اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ و تحرير التعريفات الشامل سيعمل على إحداث طفرة هائلة فى معدلات التجارة البينية الإفريقية خاصة مع الإمكانيات الإقتصادية الهائلة للقارة حيث من المتوقع أن تسهم فى زيادة معدلات التجارة البينية بين دول الكوميسا بنسبة ٥٣٪ بحلول عام ٢٠٢٠ وذلك بعد إزالة العوائق الجمركية وغير الجمركية والتوسع فى قطاع الخدمات، كما من المتوقع أن تسهم فى زيادة فرص العمل فى القارة بنسبة كبيرة.
وأكدت ضرورة عمل دول القارة على تنمية سلاسل القيمة المضافة و جذب المزيد من الإستثمارات الصناعية للقارة الإفريقية جنبا إلى جنب مع تسوية كافة المسائل العالقة والمتعلقة بإنفاذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية كتحديد المعاملات التجارية والخدمية، وآليات القضاء على الحواجز التعريفية الأمر الذى سيسهم فى إعادة هيكلة الاقتصاد الإفريقى ونموه بشكل يرقى لطموحات وتطلعات الشعوب والدول الإفريقية.
وبدوره أشاد ألبيرت موشانجا مفوض التجارة والصناعة للإتحاد الإفريقى بالإرادة القوية والإلتزام الذى أبدته دول القارة الإفريقية حيث تم الإتفاق على الإنتهاء من مفاوضات منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية فى غضون عام واحد فقط بعدما كان من المقرر أن يتم الإنتهاء منها فى غضون ٥ سنوات، كما أشاد بحسن الاستقبال والتنظيم المصرى للمؤتمر وللدورة الأولى من المعرض الافريقى للتجارة البينية والذى تم إفتتاحه بالأمس، داعيا لزيارة المعرض والتعرف على مختلف المنتجات المعروضة من داخل وخارج إفريقيا.
وأشار إلى قيام ٩ دول إفريقية بالتصديق على اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية مؤخرا وهى كينيا، وغانا، ورواندا، والنيجر ، وغينيا، وأوغندا ، والكودفوار، وتشيلى، وتشاد وجارى استكمال اجراءات التصديق من الدول التى وقعت على الإتفاقية الأمر الذى يسهل دخول الإتفاقية حيز النفاذ فى القريب العاجل.
ولفت إلى بدء المفاوضات الخاصة بالإستثمار وحقوق الملكية الفكرية فى القارة بالتزامن مع مفاوضات اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية الأمر الذى سيدعم الإتفاقية وسيسهم فى ضمان إستفادة القطاع الخاص من المزايا التنافسية والمعاملة على قيد المساواة بين كل المنتجين فى كافة أنحاء القارة الإفريقية، وكذا زيادة وتيرة النمو الإقتصادى وضمان حماية حقوق الملكية الفكرية.
كما أكد أهمية وضع آليات واضحة لكيفية إتفاق الدول المشاركة بالإتفاقية مع أطراف ثالثة بما لا يضر مصالح المنطقة القارية إقليميا ودوليا، وكذا وضع خارطة طريق للنهوض بالتجارة الإفريقية الداخلية وجودة الصناعات الإفريقية، والتماشى مع التوجه العالمى المتزايد نحو الإقتصاد الرقمى والدور الكبير الذى يلعبه القطاع الخاص فى ذلك الصدد.