في ذكرى رحيل رائدة التحرر .. صفحات من نضال هدى شعراوي
اتسمت بشجاعتها حتى كسرت العادات والتقاليد في المجتمع المصري ووضعت أول حجر الأساس لمبنى الاتحاد النسائي، عقب عدة أعوام من النضال لرفع الظلم عن المرأة والمساوة بينها وبين الرجل، لتصبح أول رائدة نادت بتحرير المرأة، إنها المناضلة "هدى شعراوي"، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم.
وتزامنًا مع ذكرى
رحيل، أبرز الناشطات المصريات اللائي تمسكن بحرية المرأة، تستعرض "الفجر"، فيما يلي أهم المحطات في حياتها.
تأثرها
بتحرير المرأة
البداية كانت أثناء
رحلتها الاستشفائية بأوروبا بعد زواجها، تعرفت على قيادات فرنسية نسوية لتحرير المرأة؛
الأمر الذي شجعها في أن تحذو حذوهم، ليبدأ مشوارها في تحرير المرأة بعد انبهارها بالمرأة
الإنجليزية والفرنسية، حيث تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تطالب بتحرير
المرأة، عند عودتها أنشأت مجلة "الإجيبسيان" التي كانت تصدرها باللغة الفرنسية.
قيادة
أول تظاهرة نسائية
قادت أول تظاهرة
نسائية ضد الانجليز في ثورة 1919، حيث ظهر
ريادة شعراوي وشخصيتها الثورية عندما تقدمت لتقود مسيرة السيدات تضم قرابة 300 سيدة
مصرية في 16 مارس عام 1919، للمناداة بالافراج عن سعد زغلول ورفاقه، وخرجت لتواجه فوهة
البندقية البريطانية، ووقعت في هذه التظاهرة أول شهيدة للحركة النسائية، ما أشعل حماس
بعض نساء الطبقات الراقية اللاتي خرجن في مسيرة ضخمة رافعات شعار "الهلال والصليب"
دليلًا على الوحدة الوطنية، للتنديد بالاحتلال وتوجهت هذه المسيرة إلى "بيت الأمة"،
وأصبح هذا اليوم بعدها "يومًا للمرأة المصرية".
رفع البرقع
لم تتوقف "شعراوي"
عن مساندتها لوطنها، إذ كان لها بالغ الأثر في الحركة الوطنية أثناء الاحتلال، ولم
يكن موقفها التحرري النسائي بأقل تأثير من موقفها الوطني، وكان بادرة التأثير النسائي
الفعلي عندما التقت بسعد باشا زغلول على ظهر سفينة واحدة أثناء عودته من منفاه ورأها
بحجابها دون برقعها، فأشاد بذلك وطلب من زوجته أن تفعل فعلتها، لتعلن حينها"شعراوي"
بداية مرحلة جديدة في مسار المرأة العربيّة نحو المساواة.
لم تربط حقوق المرأة
بمواجهات سياسية من نوع آخر، أو بتيار الإسلام السياسي، بل كانت دعوتها هي والعديد
من السيدات اللاتي شاركن في الحركات النسائية الكبيرة ترتبط بحق المرأة في حرية مسلوبة
منها في الأصل.
المشاركة
في أول مؤتمر دولي للمرأة
شاركت في أول مؤتمر دولي للمرأة في روما عام 1923، وتعد هذه بداية الانطلاق والتحرر عند "شعراوي"،
وكتبت آنذاك قائلة: " كان من بين ما حققه مؤتمر روما الدولي أننا إلتقينا بالسنيور
موسوليني ثلاث مرات، وقد استقبلنا و صافح أعضاء المؤتمر واحدة واحدة، وعندما جاء دوري
وقدمت إليه كرئيسة وفد مصر عبر عن جميل عواطفه ومشاعره نحو مصر وقال إنه يراقب باهتمام
حركات التحرير في مصر".
المساوة
في الحقوق السياسية
لم ينتهي مشوارها
النضالي لهنا بل طالبت"شعراوي" بالمساواة في الحقوق السياسية مع الرجل وعلى
الأخص الانتخاب، بالاضافة إلى الحد من سلطة الولي أياً كان وجعلها مماثلة لسلطة الوصي،
الجمع بين الجنسين في مرحلتي الطفولة و التعليم الابتدائي، وحاولت إصلاح قانون الأحوال
الشخصية، فيما يخص الحضانة والزواج، وطالبت بحقوق المرأة النيابية، وهي صاحبة الجهد
الكبر في تحديد سن زواج الفتيات على ألا يقل عن 16 عامًا.