نية قطرية بإشراك إيران في استضافة مونديال 2022
يبدو أن الدوحة جادة في أن تكون ملاعب طهران
شريكة كاملة لها في استضافة مونديال 2022، ويبدو ايضًا أن هذا يثير حفيظة الأمريكيين
والإسرائيليين، ويدفعهم إلى تقويض الحلم القطري.
نية قطر إشراك إيران في الاستعدادات لمونديال
2022 تثير غضب اسرائيل والولايات المتحدة، وتحركهما لطرح فكرة نقل المونديال من قطر
إلى بلد آخر سبق واستضاف المونديال، حيث أن فكرة إشراك إيران في استضافة مثل هذا الحدث
تمنح الشرعية لدولة تعتبر ارهابية من منظور إسرائيلي وأميركي ودولي عام.
تقترح فيفا زيادة المشاركة في كأس العالم
من 32 إلى 48 فريقًا وطنيًا. ومع ذلك، ستتمكن قطر بالكاد من بناء البنية التحتية اللازمة
لـ 32 فريقًا، ما يعني أنه في حال وصول 48 فريقًا إلى المنافسة، فسيكون على قطر ربما
إشراك دول من المنطقة في التحضير وتجهيز البنى التحتية والملاعب وغير ذلك من المنشآت
اللازمة لاستضافة المونديال.
من المنظور الجيوسياسي، من المشكوك فيه
أن تشارك السعودية أو الإمارات في هذا التنظيم مع قطر، نظرًا للحالة السياسية بين هاتين
الدولتين وقطر لاسباب خليجية وداخلية لا تمت بصلة لأي أمر خارجي. لذلك، تبدو إيران
أفضل مرشح.
بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، عرضت إيران
استضافة فرق وتنظيم مباريات خلال كأس العالم 2022. وقال وزير الرياضة الإيراني إن بلاده
مستعدة لمساعدة قطر في تنظيم المباريات: "يمكننا أيضًا توفير أماكن التدريب قبل
نهائيات كأس العالم، والتي ستكون لها ميزة وجود مناخ مماثل لمناخ قطر".
تقول مصادر من فيفا لـ"إيلاف"
إنه للتذكير فقط، لدى إيران أحد أسوأ سجلات حقوق الإنسان، بحسب جدول الحريات الذي تعده
مؤسسة فريدوم هاوس.
تتهم الولايات المتحدة إيران بأنها الدولة
الإرهابية الرئيسية، وانسحبت من الاتفاق النووي مع إيران وشددت العقوبات ضد هذا البلد.
من جانبها، طالبت إيران وبصوت عالٍ بإزالة إسرائيل من على وجه العالم وما زالت تعتبر
الولايات المتحدة الشيطان الأكبر.
ولذا، ترجح مصادر أوروبية مطلعة أنه في
حال "استضافت إيران كأس العالم مع قطر، فمن المرجح أنه بسبب التوترات الحالية،
ستطرح إسرائيل والولايات المتحدة إمكانية تنظيم تصويت ثانٍ حول كأس العالم 2022، ولهذا
الأمر حظوظ نجاح كبيرة، بسبب الاوضاع السياسية العالمية الحالية، وبسبب قوة الولايات
المتحدة التي بدأت تعود إلى الشرق الاوسط بعد أن ضعف هذا النفوذ في عهد الرئيس الأميركي
الاسبق باراك أوباما.
إلى بلدان أخرى
قال مسؤول في الخارجية الإسرائيلية لـ"إيلاف"
إنه في حال اسناد الفيفا أي دور لايران في مونديال 2022، فإن إسرائيل ستتوجه إلى كل
مؤسسة وكل منبر وإلى الفيفا من أجل إلغاء هذا الأمر حتى وإن كلف ذلك نقل المباريات
إلى بلاد أخرى غير قطر.
أضاف المسؤول أن إسرائيل لن تقبل أن تستضيف
رائدة وراعية الارهاب في العالم (ايران) مباريات دولية مثل المونديال خاصة وان إيران
لا تزال تنادي بازالة اسرائيل وتقوم عبر أذرعها المختلفة بنشر الارهاب في المنطقة ومحاولة
استهداف اسرائيل والدول العربية المعتدلة في المنطقة.
إذا كانت إيران ستقوم بالمشاركة في استضافة
كأس العالم مع قطر، فإن الشركات الأميركية الكبرى التي تمول الاتحاد الدولي لكرة القدم
مثل كوكا كولا وماكدونالدز، وفيزا وغيرها يمكن أن تتخلى عن الإسهام حتى لا تتعرض لوابل
من العقوبات الامر الذي تتجنبه الشركات الدولية في ظل العقوبات الأميركية المتجددة
على ايران.
أعمال سخرة
أدت المقاطعة المفروضة على قطر، التي نظمتها
السعودية والإمارات ومصر والبحرين، إلى توقف التجارة وحظر المجال الجوي ووقف جميع الرحلات
الجوية من تلك الدول إلى قطر.
وتتخوف مصادر الإتحاد الدولي لكرة القدم
مما قيل حول قيام المملكة العربية السعودية بحفر قناة مائية حول قطر وزيادة عزلتها.
نتيجة المقاطعة العربية لقطر، أصبحت إيران
المزود الرئيسي للمواد الغذائية والبضائع لقطر، وكذلك الشريك التجاري الرئيسي منذ بدء
المقاطعة في يونيو 2017 وبسبب العقوبات الاميركية على ايران والعقوبات الخليجية على
قطر، فإن الوضع الاقتصادي في قطر يتدهور وقد يصل إلى حدود غير متوقعة، نتيجة الوضع
الإيراني الحرج، وتمسك قطر بإيران المعزولة دوليًا، وهذه الأمور بدأت تظهر على رواتب
العمال الذين استقدمتهم قطر للعمل على إنشاء البنى التحتية والملاعب والمرافق الهامة
والخاصة باستضافة المونديال. فمثلًا، العمال المشاركون في ملعب الريان يجب أن يعملوا
8 ساعات يوميًا (في قيظ قطر) وستة أيام في الأسبوع مقابل راتب 140 جنيها استرلينيا
في الشهر - أقل قليلًا من 35 جنيها للأسبوع، أو 5 جنيهات إسترلينية في اليوم.
مدينة العمل
يقول مسؤول في فيفا إن مباريات كأس العالم
ستقام في أغنى دولة في العالم مع أعلى معدل دخل للفرد، بحيث يقوم بالعمل الهائل استعدادًا
لهذه المناسبة عمال مهاجرون من أفقر دول العالم.
بنت قطر ما يسمونه "مدينة العمل"
- وهو مجمع مخفيّ خلف جدران كبيرة وتحرسه بوابات، وهو مخصص لاستخدام واسكان العمال
المهاجرين.
تم افتتاح هذه "المدينة" في عام
2015. ووفقًا للعرض الذي قدمته شركة (QOLVC) وهي شركة بناء فرنسية-
قطرية مشتركة، فقد تم بناء مدينة العمل لتوفير "بيئة مقبولة" لهذه
"الفئة الاجتماعية. لكن في هذا التجمع شروط الحياة صعبة جدًا ويصفها البعض بلا
انسانية.
شعار كأس العالم للعام 2022 " صنع
المعجزات " ومع ذلك، يقال إن العديد من العمال لا يملكون ما يكفي من المال لتناول
الطعام. فبحسب صحيفة غارديان اللندنية، 40 جنيها إسترلينيا مقابل عمل اسبوعي لا يكفي
فعلًا للحد الادنى من العيش الكريم.