مؤسس "القلعة" يستعرض نتائج مشروع الشركة المصرية للتكرير بـ"أفريقيا 2018"
شارك أحمد هيكل، رئيس مجلس إدارة شركة القلعة، في فعاليات مؤتمر "أفريقيا 2018" المنعقد في مدينة شرم الشيخ، وقام باستعراض قصة نجاح مشروع الشركة المصرية للتكرير بتكلفة استثمارية 4.3 مليار دولار باعتباره نموذج مشرف لأضخم مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في أفريقيا، وذلك بحضور أكثر من 1000 شخصية قيادة على ساحة الأعمال الأفريقية والعالمية وأبرز المسئولين الحكوميين.
وأوضح هيكل، أن المصرية للتكرير تعد أكبر مشروع بنية أساسية تابع للقطاع الخاص على مستوى أفريقيا، والذي تم إقامته من خلال ترتيب وتنفيذ أكبر صفقات التمويل التي شهدتها القارة بدعم من أبرز المستثمرين المصريين والدوليين ووكالات ائتمان الصادرات ومؤسسات التمويل التنموية. وقال أن القلعة أوشكت على رفع الستار عن أول مشروع من نوعه يساهم بشكل مباشر في تعزيز الأداء الاقتصادي والبيئي، والذي يمثل أيضًا نموذج يحتذى به للدور الذي يمكن لمؤسسات القطاع الخاص أن تلعبه في إقامة المشروعات الضخمة ذات المردود الإيجابي المستدام عبر تعزيز التعاون من الجهات الحكومية وتوظيف الموارد المتحة بالشكل الأمثل.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع الشركة المصرية للتكرير – الذي وصل حاليًا إلى المراحل النهائية من الاختبارات الفنية وبلغ معدل اكتماله العام 98.44% ومعدل استكمال الأعمال الميكانيكية 99.84% – سوف يساهم عند تشغيله في خفض واردات السولار المحلية بمعدل الثلث مع توفير 300 مليون دولار سنويًا على خزانة الدولة بشكل مباشر، فضلاً عن مساهمته في تعزيز الأداء البيئي من خلال منع انبعاث 96 ألف طن من ثاني أكسيد الكبريت إلى هواء القاهرة الكبرى سنويًا. وستقوم شركة القاهرة لتكرير البترول بتغذية مشروع المصرية للتكرير الذي يقع على مقربة منها بمدخلا الإنتاج مثل المازوت منخفض القيمة، حيث من المقرر أن تقوم المصرية للتكرير إنتاج 4.7 مليون طن سنويًا من المنتجات البترولية عالية الجودة والقيمة، تشمل 2.3 مليون طن من وقود السولار المطابق لمواصفات الجودة الأوروبية Euro V.
وخلال جلسة فردية انعقدت تحت عنوان "حالة الأعمال لتعزيز الاستثمارات البينية بين الدول الأفريقية"، تطرق هيكل إلى رؤيته الطموحة حول مستقبل القارة الأفريقية، وكذلك التجارب المستفادة من الخبرات التي اكتسبتها القلعة منذ نشأتها قبل أكثر من 10 سنوات باعتبارها واحدة من أبرز الشركات الاستثمارية في أفريقيا.
وتابع هيكل أن مجتمع المستثمرين ورواد الأعمال يواجهون مجموعة من التحديات القوية التي تعرقل قدرتهم على الاستثمار في أفريقيا، غير أن القارة السمراء تنفرد بالعديد من الخصائص الفريدة وعلى رأسها الأسواق الاستهلاكية الضخمة التي تضمها ويبلغ تعدادها السكاني 1.3 مليار نسمة. وأكد هيكل على ثقته في قدرة البلدان الأفريقية على تنمية اقتصاداتها بصفة مستدامة، مشيرًا إلى التزام شركة القلعة بمواصلة استكشاف الفرص الاستثمارية الجذابة التي تنبض بها أسواق القارة السمراء ومختلف قطاعاتها الاقتصادية.
وقال هيكل أن تركيز القلعة خلال الفترة الراهنة ينصب في تنمية استثماراتها بالسوق المصري، مشيدًا بحزمة الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة والخطوات الجادة التي اتخذتها من أجل حل المشكلات الهيكلية بالاقتصاد المصري واستعادة ثقة مجتمع الاستثمار على الساحتين المحلية والدولية ممن يرغبون في اقتناص الفرص الجذابة التي تنبض بها البلاد. كما تعتزم القلعة توظيف فرص الاستمار الجذابة في تنمية عمال مختلف قطاعاتها في أفريقيا، وذلك بعد اسنتكمال مشروع المصرية للتكرير وتشغيله كليًا.
ولفت هيكل إلى أن نجاح القارة الأفريقية في إحداث نقلة إيجابية ملحوظة وتبني نموذج نمو شامل أصبح مرهونًا بقدرة الأسواق الأفريقية على تزليل العقبات التي تواجه الاستثمار مع السماح لشركات القطاع الخاص بالتوسع باستثماراتها في القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية مثل الطاقة والنقل والبنية الأساسية.
وتمثل الطاقة أحد القطاعات الرئيسية التي تستثمر بها القلعة، حيث تعمل شركة طاقة عربية، وهي أكبر شركة تابعة للقطاع الخاص المصري في مشروعات توزيع الطاقة، على إنشاء محطة طاقة شمسية بتكلفة استثمارية 1.35 مليار جنيه في منطقة بنبان بمحافظة أسوان، وتتوقع تشغيل المحطة التي تبلغ قدرتها 50 ميجاوات خلال الشهر المقبل.
وتجدر الإشارة أن استثمارات القلعة في قطاع الطاقة تمثل جزءًا لا يتجزأ من استراتجية الشركة لدعم الحكومة المصرية في تحقيق أهدافها لتوليد 20% من إجمالي الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2022، فضلاً عن التحول إلى أحد أكبر مراكز توليد الطاقة الكهربائية في المنطقة
وأضاف هيكل قائلا " لقد دعوتموني منذ عامين للتحدث امامكم على نفس المنبر عن حلمي لافريقيا والذي تحدثت فيه عن بناء ووجود اتصال في شبكات الغاز الطبيعي و شبكات الكهرباء وشبكات المياه ونظام التكرير يوما ما. في واقع الامر اصبحت جزء من ذلك الحلم والذي نسعى جميعا الى تطبيقه في الوقت الحاضر وعلى أرض الواقع."