يحتفل بعامه السبعين.. نبذة تاريخية عن "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"
لنقف جميعًا من أجل المساواة والعدالة والكرامة الإنسانية بين شعوب الأرض
يحتفل العالم بيوم حقوق الإنسان في 10 ديسمبر من كل عام،
ويرمز هذا اليوم، لليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة في عام 1948 الإعلان
العالمي لحقوق الإنسان.
وكان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي اعتمدته
الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 كانون الأول/ ديسمبر 1948، نتيجة لما خلفه
العالم في الحرب العالمية الثانية.
وبعد الحرب العالمية الثانية وإنشاء الأمم المتحدة، تعهد
المجتمع الدولي بعدم السماح على الإطلاق بوقوع فظائع من هذا القبيل مرة أخرى، وقرر زعماء العالم إكمال ميثاق الأمم المتحدة بخريطة طريق تضمن حقوق كل فرد في أي
مكان أو زمان.
والوثيقة التي توخاها هؤلاء الزعماء، والتي أصبحت فيما
بعد "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، كانت موضع نظر في الدورة الأولى
للجمعية العامة في عام 1946.
ولقد استعرضت الجمعية العامة مشروع إعلان حقوق الإنسان
والحريات الأساسية وأحالته إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي، بهدف عرضه علي لجنة
حقوق الإنسان للنظر فيه لدى إعدادها للشرعة الدولية للحقوق، وقامت اللجنة في
دورتها الأولى، التي عُقدت في أوائل عام 1947، بتفويض أعضاء مكتبها لصوغ ما أسمته
"مشروع مبدئي للشرعة الدولية لحقوق الإنسان"، وبعد ذلك استؤنف العمل على
يد لجنة صياغة رسمية تتألف من أعضاء للجنة تم اختيارهم من ثماني دول في ضوء
المراعاة الواجبة للتوزيع الجغرافي.
وكانت لجنة حقوق الإنسان مكونة من 18 عضوًا يمثلون شتى
الخلفيات السياسية والثقافية والدينية، وقامت السيدة إليانور روزفلت أرملة الرئيس
الأمريكي سابقًا فرانكلين د. روزفلت برئاسة لجنة صياغة الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان، واشترك معها السيد رينيه كاسين من فرنسا، الذي وضع المشروع الأولي
للإعلان، ومقرر اللجنة السيد تشارلز مالك من لبنان، ونائب رئيسة اللجنة السيد بونغ
شونغ شانغ من الصين، والسيد جون همفري من كندا مدير شعبة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان،
الذي أعد مخطط الإعلان، ومع هذا، فإنه كان ثمة تسليم بأن السيدة روزفلت كانت
بمثابة القوة الدافعة وراء وضع الإعلان.
"الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" وثيقة
تاريخية أعلنت حقوقًا غير قابلة للتصرف، حيث يحق لكل شخص أن يتمتع بها كإنسان -
بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو اللغة أو الرأي السياسي أو غيره
أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الثروة أو المولد أو أي وضع آخر - وهي الوثيقة
الأكثر ترجمة في العالم، وهي مُتاحة بأكثر من 500 لغة حول العالم.
ويضع الإعلان، الذي صاغه ممثلون من خلفيات قانونية وثقافية
متنوعة من جميع مناطق العالم، القيم العالمية، معيارًا للهدف المُشترك لجميع
الشعوب وجميع الأمم، وينص على المساواة في الكرامة والقيمة لكل شخص، وبفضل
الإعلان، والتزامات الدول بمبادئها، تم إحياء الكرامة للملايين ووضع الأساس لعالم
أكثر عدلًا.
والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يمنح القوة للجميع، حيث
أن المبادئ الثابته في الإعلان لا تزال تحافظ على أهميتها اليوم، كما كانت عليه في
عام 1948.