التحطيب "غية الرجال".. "الفجر" داخل حلبة التحطيب على كورنيش المنيا (فيديو وصور)
في التاسعة صباحًا من كل جمعه، وأمام مسجد "أحمد الفولى " المار على كورنيش المنيا، تجدهم مصطفون في شكل دائري، وحلبة تجاور أخرى كـ شكل هندسي متكامل الأضلاع، جميعهم يرتدون جلباب صعيدي، مرسم على وجوههم ابتسامه هادئة، فور أن تنظر إليهم تخطف أنظارك العصا.. هنا تتيقن انك في حلبة تحطيب المنيا.
فمع كل صباح يوم الجمعة يتوافد المحطبون على كورنيش النيل، بأيديهم مجموعة من العصا ينتظرون راغبى المنافسة في حلبة التحطيب أو تعلم لعبة العصا، وسط حاله من الغناء الشعبي من قبل الأناس الملتفون حولهم مرديين " سوق العصايا أتنصب واللي نزل لعيب".
في هذا السياق، يقول " رمضان الكحلاوى"، أقدم لاعبي التحطيب في المنيا لـ"الفجر"، أحطب منذ وكان عمري 11 عام وأنا الآن ابلغ من العمر 43 عاما، اى إنني أمارس تلك اللعبة المعشوقة للجميع وخاصة صعيد مصر منذ أكثر من 32 عاما، وطوال تلك السنوات دائما تجدني متواجد كل يوم جمعه، على حلبة التحطيب، نتنافس بشرف، نلعب بالاصوال، دون أن نؤذي بعضنا البعض، نلعب في حلبة تحطيب المنيا من اجل أن نتعلم من بعضنا لبعض ونحي تراث التحطيب من جديد.
ولفت " علاء صادق عزيز "، من أهالي منطقه مضرب الأرز بمدينة المنيا، قائلا: أصبح لنا جمهور يحضر مخصوص للاستمتاع بتلك العروض وأضاف أن العروض تتم على إيقاع الطبلة مما يضيف لها قوة في التنافس ويجعل الأهالي يقبلون علينا.
على جانب أخر، يقول "عيسي إبراهيم تادرس"، من أهالي قرية حلوه التابعة أداريا لمركز مطاى شمالي المنيا، لـ"الفجر"، دائما نقوم كل ثلاث أشهر بتكوين فريق نجوب به محافظات الصعيد لنتنافس كـ"محافظات" بعضنا البعض، ونقوم باختيار أعضاء الفريق بعناية شديدة " علشان دى سمعه محافظة "، قمنا بخوض العديد من المنافسات بين رجال محافظات أخرى، ودائما نتفوق على الاسايطة والسواهجة في المنافسات، ودائما أهالي قنا الطيبين يقوموا بالانتصار علينا في المنافسات " هما أصل العصا والتحطيب "، على حد تعبيره.
وبجدر بالإشارة، أن فن التحطيب تعود جذوره إلى مصر الفرعونية، حيث وجدت نقوشات على المعابد الفرعونية، والعصا التي استخدمها قدماء المصريين كانت مصنوعة من نبات البردي المعجون حتى لا تسبب إصابات بالغة للاعبين وبمرور الوقت تغير نوع العصا من الشومة الغليظة وحتى عصا خفيفة من الخيزران.