بيان اجتماع مطارنة الطائفة المارونية
أصدر المطارنة الموارنة، بيانا في ختام اجتماعهم الشهري الذي عُقد برئاسة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وذلك في الكرسي البطريركي في بكركي ومشاركة الآباء العامّين للرهبانيّات المارونيّة، وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة، وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
يُعبِّر الآباء تكرارًا عن سعادتهم باللقاء الذي جمعهم وقداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، خلال زيارتهم الأعتاب الرسولية في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني المنصرم، ودام حوالي ثلاث ساعات.
وقد شاءه قداسته حواريًّا حول كلّ ما رغب السادة المطارنة أن يطرحوه عليه من مواضيع كنسيّة عامّة وخاصّة، وتلك التي تهمّ لبنان في ضوء الأوضاع الإقليميّة والدوليّة المُؤثِّرة. وحمّل الآباء رسالته إلى أبناء الكنيسة المارونية، ودعاهم فيها إلى الحفاظ على دعوتهم إلى القداسة والشهادة لإيمانهم بالصلاة والفقر والجرأة والرجاء.
كما عبّر قداسته عمّا يكنّه للبنان واللبنانيّين من محبّةٍ وتقدير لدورهم في المنطقة. وهذا أظهره أيضًا في استقباله، خلافًا للعادة، الوفدَ اللبناني المؤلَّف من نوّاب من مختلف الطوائف مع المؤسسة المارونية للانتشار، بالإضافة إلى الإكليروس الماروني، وقد رافقونا جميعهم بمبادرة خاصّة منهم.
التقى الآباء أيضًا الكرادلة والأساقفة رؤساء الدوائر الفاتيكانية، ولاسيّما في مجمع الكنائس الشرقية وأمانة سرّ دولة الفاتيكان حيث تمّ التداول بمجريات الأمور في منطقة الشرق الأوسط وأبعادها الكنسيّة والسياسيّة، إقليميًّا ودوليًّا، وكانت مناسبة اطّلع فيها الآباء على قراءة أمانة سرّ الدولة لهذه المجريات. يُقلق الآباء غيابُ أيّ بصيص أمل بتشكيل الحكومة، بسبب تمسّك كلّ فريق بمطلبه وموقفه، وبسبب الأحداث الداخلية المستجدّة، فيما تتفاقم الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية.
لذا يُجدِّد الآباء دعوتهم المسؤولين السياسيّين إلى اتّقاء الله في وطنهم وشعبه ومؤسساته. فما من مبرّر لتأخُّر تشكيل الحكومة يتقدّم وجوب إقبالهم على العمل لإنقاذ البلاد ممّا هي فيه ويمكن أن يدهمها ويزيد من محنتها، وقد بدت علاماته المشبوهة تظهر في هذه الأيام الأخيرة.
ويتّكل الآباء على حكمة فخامة رئيس الجمهورية المؤتمن على مؤسّسات الدولة وخير شعبها، كي يجد الحلّ المناسب للمعضلة التي تحول دون ولادة الحكومة الجديدة، من أجل خلاص الوطن من الأخطار المحدقة به داخليًّا وخارجيًّا.