حكاية "مواطن بدرجة ضابط" منع مسجلين خطر من كسر كرامته (فيديو)
كانت
عقارب الساعة تشير إلى الثانية مساء الجمعة، والأجواء هادئة داخل شارع بمنطقة المقطم
والسماء تتلبد بالغيوم وكأنها توشك أن تمطر، والطرقات تعج بالمواطنين عائدين من صلاتهم،
وصل "أ.م"، ضباط بمباحث الأموال، إلى أسفل مسكنه مستقلا سيارته، حيث قرر
أن يرتاح قليلا والعودة سريعا إلى عمله.
أسفل
العقار كانت هناك سيارة تغلق مدخل الجراج، أسرع إلى حارس العقار طلبا منه نقل السيارة
حتى يستطيع الدخول، فأخبره الأخير بأنها مالك صاحب كشك "فجله".
بخطوات
ثابتة سار الضابط صوب صاحب الكشك طالبا منه نقل سيارته، ليرد الأخير بالانتظار بعض
الوقت لحين الانتهاء من وضع بضاعته الجديدة داخل محله، حاول الضابط إخباره أن وقته
قليل ولديه عمل، ليرد صاحب الكشك بإهانة الضابط وليرد عليه الأخير مثله، ويغادر الضابط
تاركًا السيارة في الشارع حتى لا يدخل في شجار معه.
ولكن
"فجلة" مسجل خطر، ولم يتمالك نفسه، فأسرع لإحضار أصدقائه وإقامة حفلة استقبال
للضابط لـ"كسر عينه"، ليحاصروه من كافة الاتجاهات، بالإضافة إلى سبه وقذفه حاملين الأسلحة البيضاء والعصا
وانهالوا عليه بالضرب يمينا وشمالا في كافة أنحاء جسده.
وحاول
أحدهم الاستيلاء على سلاحه الميري، ووسط حالة الشد والجذب بين الطرفين، خرجت طلقة بالخطأ
من الضابط أدت لوفاة المجني عليه "فجله" بعدما فقد السيطرة على سلاحه.
دقائق
وطوقت قوات الشرطة المنطقة، وألقت القبض على الطرفين ونقل الجثة للمشرحة، وأمام النيابة
مثل الضابط المتهم كواليس الواقعة.
ووجهت
النيابة للضابط تهمة القتل الخطأ، ووجهت للمتهمين الثلاثة الآخرين اتهامات البلطجة
والشروع في قتل الضابط وأحد أقاربه، وحيازة أسلحة بيضاء، واستعراض القوة.
وبإجراء
التحريات وأقوال الشهود وفحص محتويات بعض مقاطع الفيديو التي صورها المواطنين كشفت
صدق رواية الضابط، وأمرت النيابة بإخلاء سبيله بضمان وظيفته وحبس 3 بلطجية على ذمة
التحقيقات.
وبالرغم
أن "دولة السوشيال ميديا"، دائما ما تقف ضد رجال الشرطة، ولكن هذه المرة
وقف الجميع خلف الضابط وأطلقوا عليه "مواطن بدرجة ضابط" تصدى للبلطجة لدفاع
عن نفسه.
وحصلت
"الفجر"، على نص التحقيقات الكامل في الواقعة، حيث جاء فيها أن مشاجرة قد
تمت بين مقدم بمباحث الأموال العامة وسائق للخلاف على ركنه سيارة على إثرها استعان
السائق بمجموعة من البلطجية حاملين الشوم والأسلحة البيضاء وتعدوا على الضابط بالضرب
مما اضطره لإخراج سلاحه الميري وأطلق الرصاص في الهواء لتخويفهم إلا أنهم انهالوا عليه
بالضرب بالشوم والسب والقذف، وبسبب تكتل البلطجية عليه خرجت طلقة استقرت في جسد السائق
ليسقط قتيلا قبل وصوله إلى المستشفى.
وجاء
بنص التحقيقات، أن صاحب كشك يُدعى "محمد فجلة"، سبق ضبطه في عدة قضايا مشاجرات.