"مطبخ الخير".. مبادرة شبابية للتجول بين المحافظات لإطعام الفقراء
"اسعد الناس وخد مرتبك فرح وبركة".. من هذا المبدأ انطلقت الفكرة، فعلى حب نشر الخير اجتمعوا معًا ليصبحوا نموذجًا مشرفًا يقتدي به الجميع، وتقاسموا حلمًا واحدًا بإدخال السعادة على قلوب البسطاء من خلال إحياء فضيلة الإطعام بين عموم الناس.
فمنذ أكثر من عام، قرر المهندس أشرف حراز، أن يحث الجميع على فكرة تقديم المساعدات الخيرية للمحتاجين، وهو ما دفعه لتكوين فريق من المتطوعين في البداية بمسقط رأسه في محافظة الإسكندرية يحمل اسم "سواعد الإطعام" والذي يمد يد العون للفقراء من خلال نشر فكرة "مطبخ الخير" على مستوى الجمهورية، ومن ثم نشر مبدأ العمل التطوعي والخيري.
وبالتعاون مع الجمعيات الخيرية العاملة تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي، تمكن الفريق التطوعي من الوصول إلى أكبر قدر من الأسر الفقيرة والعاجزة لتقديم الوجبات لهم أسبوعيًا، حيث خصص الفريق يوم الجمعة من كل أسبوع لهذا العمل الخيري.
ومن باب تعميم الفائدة على الجميع، حرص "أشرف" على دمج ربات المنازل المحتاجات في فريق العمل، من خلال قيامهم بطهي الوجبات الخيرية، في مقابل الحصول على حصة من الطعام لأسرهم، وهو ما يمنحهم شعورًا بالتقدير كونهم يكسبون رزق يومهم من عرق جبينهم.
أما عن المتطوعين؛ فيتنافس كل فرد على تقديم أشهى الأطباق داخل المطبخ الخيري، حيث يتبرع كل منهم بأدوات الطعام أو بمبلغ مالي محدد للمشاركة في الوجبات التي يتم طهيها وتوزيعها داخل أطباق بلاستيكية على المساكين، إما كنوع من الرغبة في فعل الخير، أو أحيانًا لقضاء كفارة عليهم.
أسماك، ولحوم، وحلوى، وأنواع مختلفة من الطعام يتفنن الفريق التطوعي في طهيها للفقراء، فهم يحرصون على التنويع في الوجبات وتزيين شكلها الخارجي، بما يخلق شعورًا لدى البسطاء بعدم وجود فرق بين غني وفقير، ليتحول الأمر إلى عمل إنساني يهدف للمساعدة الخيرية، وإدخال السرور إلى نفوس الجميع بلا مقابل.
ولكن نجاح المطبخ وازدياد الإقبال عليه، رفع سقف حلم المهندس الثلاثيني، مما دفعه لتنفيذ الفكرة على نطاق أوسع، عن طريق إنشاء مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحمل اسم "سواعد الإطعام"، استهدفت جمع أكبر قدر من المتطوعين من مختلف المحافظات على مستوى الجمهورية، ليدشن بالتعاون معهم 66 مطبخ خيري في 22 محافظة حتى الآن ، ليتجاوز عدد المتطوعين اليوم أكثر من 100 ألف فرد.
"100 مطبخ خير".. هي المرحلة الأولى التي يسعى "حراز" للوصول إليها، من خلال توفير مطابخ لإطعام البسطاء في 100 منطقة مختلفة بالجمهورية، لتصبح النواة التي تنتشر الفكرة عن طريقها، حيث يتحقق نجاح الفكرة الفعلي بالنسبة للمهندس الشاب، حينما يستطيع أن يوجه رسالته المعنوية إلى أكبر قدر من الناس، وهي أن كل فرد في المجتمع قادر أن يصبح فاعلًا للخير.