بعد تبرؤ الجماعة الإسلامية من الإخوان.. خبراء: التنظيمات المتشددة انتهت في مصر
رغم العلاقة القوية التي تربطهما معًا، لمدة خمس سنوات، تبرأت الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية، الانسحاب من تحالف جماعة الإخوان رسميًا، ليؤكد الخبراء، أن هناك عدة دوافع وراء الانسحاب منها وضع المنتمين للإخوان على قوائم الإرهاب ومطالب حل الحزب.
الجماعة الإسلامية تتبرأ من "الإخوان "
أصدر "حزب البناء والتنمية"، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية بيانًا، تبرأ فيه من دعم الإخوان أو الانطواء تحت أي تحالف داعم لها، مؤكدًا أنه لن يكون طرفا في نزاع، ولكنه يرحب دائمًا بأن يكون جزء من حل أي خلاف.
ونفى حزب البناء والتنمية في البيان ما تداولته بعض وسائل الإعلام التي نسبته (الحزب) إلى بعض التكتلات والتحالفات، بحسبما جاء فينص البيان.
وبخصوص ما يثار حول تحالف دعم الشرعية، فقد شدد الحزب على أنه ليس عضوًا بذلك التحالف أو غيره، موضحًا أن الحزب يؤكد ماأعلنه مرارا وتكرارا من أنه لا ينضوي تحت أي تكتل أو تحالفات داخل البلاد أو خارجها.
إدراج المنتمين للجماعة على قوائم الإرهاب
وترجع دوافع الحزب للتبرأ من الإخوان، نظرًا لحالة الرفض التام لجماعة الإخوان في الشارع، بسبب أعمالهم وجرائمهم الإرهابية، إضافة إلى إصدار محكمة جنايات القاهرة، بإدراج مئات المنتمين للجماعات الإسلامية على قوائم الإرهاب.
ويتم إدراج المتهمين على قوائم الإرهاب لمدة 5 سنوات طبقا لقانون الكيانات الإرهابية.
مطالب حل الحزب
ومن أسباب تبرأ الجماعة الإسلامية من الإخوان، الدعاوى القضائية المقامة لحل حزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة، منذ ما يقرب من ثلاث أعوام، حيث حجزت دائرة شؤون الأحزاب بالمحكمةالإدارية العليا، الدعوى المقامة من لجنة شئون الأحزاب السياسية، بحل حزب البناء والتنمية، وتصفية أمواله وتحديد الجهة التي يؤول إليها، للحكم بجلسة 16 فبراير المقبل.
وكانت لجنة شئون الأحزاب أرسلت ملف حزب البناء والتنمية إلى المحكمة الإدارية العليا، وجاء قرار لجنة شئون الأحزاب السياسية بهذا الشأن في ضوء مخالفة الحزب للبنود ثانيا وثالثا ورابعاوخامسا وسادسا من المادة الرابعة من قانون الأحزاب السياسية رقم 40 لسنة 1977 والمعدل بالمرسوم بقانون رقم 12 لسنة 2011.
التنظيمات المتشددة انتهت في مصر
ويقول أحمد عطا الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن الجماعة الإسلامية في مصر لا تملك سوي الخروج بهذا التصريح لأسباب كثيرة - مشروع الإسلام السياسي والتنظيمات المتشددة أصبح لم يعد له وجود في مصر- فالجماعة فقدت أي وسائل اتصال بينها وبين القيادي طارق الزمر نظرًا للسيطرة الأمنية وأي وجود اتصال سيعرض قيادات الجماعة لمشاكل مع الأمن المصري، مشيرًا إلى أن الجماعة الإسلامية في وجود حكم الإخوان كانت جزء من مشروع جناح سياسي بجانب حزب العدالة وحزب الوسط الذي ترأسه القيادي أبو العلا ماضي.
وأوضح "عطا"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن هناك نية لحل الأحزاب التي على خلفية دينية في عام ٢٠١٩م، بالإضافة إلى أن الجماعة الإسلامية ليس لها وجود ولا تأثير على الأرض بسبب أن التركيبة الاجتماعية للمواطن المصري اختلفت بعد ثورتين، أصبح لا يهتم بالسياسة بشكل عام والأحزاب والتنظيمات بشكل خاص، ناهيك عن أن الجماعة الاسلامية ليس لها أي مصادر للتمويل للإنفاق علي حزب سياسي فهم ليسوا حزب العدالة والتنمية الذي تم تأسيسه بعد ٢٥ يناير.
ولفت الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن هناك شيء هام زمن الثورات انتهي والاقتصاد المصري أصبح لا يتحمل المراهقة السياسية المتأخرة- فالجماعة الإسلامية أفضل لها أن تبتعد عن السياسة وتحل هذا الحزب فظل أعداد كبيرة من الأحزاب الكرتونية التي تم تأسيسها في هوجة ٢٥ يناير وترك مؤسسيها هذه الأحزاب.
التبرأ من تدابير الإخوان مستقبلًا
بينما يشير المستشار عماد أبو هاشم، رئيس محكمة المنصورة السابق والمنشق عن الإخوان، إلى أنه يعتقد أن الجماعة الإسلامية، تبرأت مما يدبر له الإخوان مستقبلًا لتخلى ذمتها منه.
وأضاف "أبو الهاشم"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن ما يفكر فيه الإخوان يدبرون له مستقبلًا قد ألمح إليه إبراهيم منير نائب مرشد الإخوان وأمين التنظيم الدولي للجماعة، في تصريحاته التي كشف فيها عن تحالف الإخوان مع محمد البرادعي حين ساق عبارة "إدارة مرحلة ما بعد السيسي" في ظل تأكيده هو والبرادعي أنهما لا يخططان لانقلابٍ أو ثورةٍ، ثم أتبعها بما يفسر المعنى المقصود منها حين قال: "لا يدري السيسي ماذا سيحدث غدًا، والله أعلم ماذا يُدَبَّر" ثم انتبه ليقول "والله أعلم ماذا يُدَبَّر له"، مستكملًا العبارة "ماذا يدبره له القدر"، بما يعنى أن الإخوان وحلفاءهم يدبرون مؤامرة تستهدف شخص الرئيس.