أبرز معالم فرنسا.. كل ما تود معرفته عن قوس النصر
تمكن متظاهرى حركة السترات الصفراء، المخربة والمثيرة للشغب فى فرنسا، من الوصول إلى بعض التماثيل، التى تعود لقرون من الزمان، والتى تعبر عن أشهر رموز البلاد، ويرجع تاريخها إلى عام 1836، والموجودة فى الدائرة الثامنة بالعاصمة باريس، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، حيث اعتقلت الشرطة 412 شخصاً، في حين بلغ عدد المشاركين في التظاهرات والاحتجاجات في عموم أنحاء فرنسا 136 ألف شخص.
وتسببت التظاهرات فى فرنسا، فى إتلاف المعالم الآثرية والتراثية الأهم على الإطلاق، وقوس النصر، يعتبر من أبرز الرموز الوطنية في فرنسا تعرّض لأعمال تخريب ونهب طالت الأثاث والأعمال الفنيّة وأجهزة الكمبيوتر، إضافة إلى جدرانه، التي كتبت عليها شعارات بالطلاء.
كما أعلن رئيس مركز الآثار الوطنية الفرنسية فيليب بيلافال، أن كلفة الأضرار الجسيمة، التي لحقت بقوس النصر خلال أعمال العنف، التي رافقت تظاهرات "السترات الصفراء" في العاصمة الفرنسية، قد تصل إلى مليون يورو، لذا تقدم "الفجر"، كل ما تود معرفته عن قوس النصر بفرنسا، وذلك من خلال التقرير التالى.
ما هو قوس النصر؟
يعتبر قوس النصر، وُجهَة سياحية مهمة للسياح في باريس، ونستطيع الصعود إلى سطحه ببطاقة نأخذها من الطابق السفلي، الذي نسيطيع أن نصل إليه من نفق خاص من شارع الشانزليزيه، حيث تعرض إلى أعمال تخريب ونهب منظم طالت الأثاث والأعمال الفنيّة وتجهيزاته، كما لوثت جدرانه بالطلاء، وصرح المدير بأن هذا المعلم سيظل مغلقا أمام الجمهور لعدة أيام.
يعتبر قوس النصر، الذي يعرف باللغة الفرنسية باسم (Arc de triomphe)، أكبر قوس نصر في العالم، حيث يمكن رؤيته من كل ناحية من ضواحي باريس، وهو أبرز معالم فرنسا، ورمز إمبرياليتها العالمية وقوة امبراطوريتها، وهو شاهد على الحقبات الزمنيّة، التي مرّت عليها.
قوس النصر، يقع على رأس طريق الشانزلزيه بباريس في فرنسا، وهو طريق مزين بالأشجار، وهو في ميدان شارل ديغول، ميدان النجمة سابقاً وهو ملتقى 12 طريقاً ، بدأ العمل في قوس النصر في بداية القرن التاسع عشر، وأراده نابليون بونابرت رمزاً يخلد انتصارات الجيوش الإمبراطورية، إلا أن إنجازه الفعلي تم عام 1836.
متى تم بناؤه؟
بني في عهد نابليون الأول لتخليد انتصارات الجيش الفرنسي، وانتهى بناؤه في عهد نابليون الثالث، كرمز لمجد العسكرية الفرنسية ولنصرها في هذا البلد، فعد أحد صروح فرنسا التاريخية وأبرز معالمها التي تميزها عن غيرها من البلدان.
كم يبلغ ارتفاع قوس النصر؟
يبلغ ارتفاع قوس النصر خمسين متراً، وعرضه خمسة وأربعين متراً، وبقي قوس النصر أطول قوس نصر في العالم حتى عام 1938 عند الانتهاء من بناء نصب لاريفولوسيون في العاصمة المكسيكية مكسيكو، والذي بلغ ارتفاعه سبعة وستين متراً، وتحمل جدرانه الدّاخليّة أسماء قادة فرنسا الذين خاضوا الحروب.
قام بتصميم القوس، المهندس شالغران على هضبة (شايو) ليكّون مركز نجمة تنطلق منها خمس جادات رئيسية، أضيفت إليها فيما بعد، أثناء إعادة تخطيط العاصمة على يد البارون هوسمان سبع جادات كبري (1854).
تحمل جدرانه الداخلية 660 اسما من أسماء قادته العسكريين، و96 من أسماء انتصاراته، كما أقام الفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى، قبرًا للجندي المجهول بشعلة دائمة أسفل القوس تخليداً لذكراه.
مستوحى من الرومان
جاءت فكرة قوس النصر الفرنسي، مستوحاة من قوس تيتوس الروماني، الذي يعود إلى القرن الأول للميلاد، والذي مَهدّ النموذج العام للعديد من أقواس النصر، التي أقيمت منذ القرن السادس عشر، وأشهرها قوس النصر الذي بناه الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت في قلب باريس، تخليداً لانتصارات الجيوش الفرنسية على الجيوش الأوروبية في مرحلة الحروب النابليونية،.
تميزت فترة حكم نابليون بونابرت بتحقيق العديد من الانتصارات على الجيوش الأوروبية، وخصص له مبلغ مليون فرنك فرنسي تحسم من الميزانية المخصصة للجيش الفرنسي.
إغلاق قوس النصر أمام الجمهور
أوضح رئيس مركز الآثار الوطنية الفرنسية فيليب بيلافال، أن المعلم الأثري والسياحي والوطني حيث ضريح الجندي المجهول تعرض لنهب منظّم شمل قاعات العرض وتماثيل، والمتجر والمراحيض.
وقال بيلافال، إن كلفة الأضرار تقدر بمئات آلاف اليوروهات، بل حتى بمليون يورو، وأن النصب سيظلّ مغلقاً أمام الجمهور لعدة أيام، مشيرا إلى أن موعد إعادة فتح النصب التذكاري أمام العامة لم يعرف بعد.
4 سنوات من العمل
وضع حجر الأساس لقوس النصر في الخامس عشر من شهر أغسطس عام 1806، وفي عام 1810 وضعت أربعة أعمدة ارتفاع كل منها متر واحد بمناسبة زواج الإمبراطور نابليون بونابرت من الأرشيدوقة ماري لويز في باريس، استلم مشروع قوس النصر المهندسان المعماريان جان-فرانسوا تيريز شالجرين ، وشقيقه أرنو ريمون شالجرين، لكنهما اختلفا حول تزيين الأعمدة، وتم اختيار جان فرانسوا تيريز شالجرين لتصميم البرج.
استمر العمل بقوس النصر حتى هزيمة نابليون أمام الجيوش الأوروبية في عام 1812، حيث توقف بناؤه، وفي عام 1830 استأنف الإمبراطور الفرنسي لويس فيليب نابليون الشهير بـ نابليون الثالث؛ بناء قوس النصر، حيث تسلمه المهندس المعماري جويلان هابيل بلوت لتطويره وتزيينه في عام 1832، وانتهى بناؤه في عام 1836، ليأخذ شكله الحالي وافتتح في التاسع عشر من شهر يوليو عام 1836، فأقيمت مأدبة كبيرة لضيوف الافتتاح الذين وصل عددهم إلى ثلاثمئة شخص.
تكريم العظماء
كرمت فرنسا عظماءها بأن يمروا تحت هذا البرج، ومن أشهر الشخصيات: "الإمبراطور نابليون بونابرت وزوجته ماري لويز في عام 1810، حيث مرّا تحته حتى قبل أن يكتمل بناؤه، ورفات الإمبراطور نابليون الأول في الخامس عشر من شهر ديسمبر عام 1840، و جنازة الكاتب الفرنسي فيكتور هوجو في الثاني والعشرين من شهر مايو عام 1885، و سارت قوات الحلفاء تحت قوس النصر للاحتفال بالنصر، وذلك في الرابع عشر من شهر يوليو عام 1919، وسارت قوات الحلفاء من تحت قوس النصر للاحتفال بالنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية في عام 1944".
منحوتات
تضمن قوس النصر، أربع منحوتات، هي: رحيل المتطوعين، كما يطلق عليها اسم البؤساء عام 1792، نحتها فرانسوا رود، وانتصار عام 1810، نحتها جان بيير كورتوت، والمقاومة عام 1814، نحتها أنطوان إيتكس، والسلام عام 1815، نحتها أنطوان إيتكس.
تضمن قوس النصر، ستة نقوش صغيرة منحوتة على جانبي القوس، تصور مشاهد من الثورة الفرنسية وعهد الإمبراطورية، وهذه النقوش منها: "جنازة فرانسوا سيفيرين مارسو أحد رموز الثورة الفرنسية ومعركة أبي قير البرية عام 1799، ومعركة جيمباس 1792 ومعركة جسر أركولا 1796 واحتلال الإسكندرية 1798 ومعركة أوسترليتز، وفي الجهة العليا من القوس فنقشت أسماء المعارك التي حصلت خلال الثورة الفرنسية".