مبعوث ترامب يتهم السلطة الفلسطينية بـ"حرمان شعبها مما يستحقه".. ورام الله ترد
وجهت السلطة الفلسطينية انتقادات شديدة
اللهجة إلى مبعوث الإدارة الأمريكية إلى الشرق الأوسط ،جيسون غرينبلات، على خلفية نشره
مقالا اتهم فيه رام الله بقلة الاهتمام بمصالح الفلسطينيين.
وشددت الخارجية الفلسطينية في بيان أصدرته
أمس على أن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الأراضي المقدسة في مقاله
"المشؤوم" المنشور الجمعة الماضي في صحيفة "القدس" يثبت مرة أخرى
أن مهمته تقتصر على "إعادة إنتاج واجترار ومحاولة تسويق أفكار ومفاهيم ورؤية رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخاصة بكيفية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن مقال
غرينبلات يضم "التباكي المذموم والمجزوء والموجه على الاقتصاد الفلسطيني"،
إلا أن الخيار الاقتصادي الوحيد الذي يروج له "لا يعدو كونه مطالبة الفلسطينيين
بالاستسلام"، مما سيزيد تبعية الاقتصاد والكفاءات والخبرات ورأس المال الفلسطيني
للاقتصاد الإسرائيلي.
وحذرت الخارجية من أن هذا الخيار لن يؤدي
إلا إلى "السلام الاقتصادي الذي اخترعه نتنياهو كشكل من أشكال التطبيع الفلسطيني
والعربي مع الاحتلال وكأسلوب وباب للهروب من استحقاقات الحل السياسي للصراع وتحقيق
السلام وفقا للشرعية الدولية وقراراتها".
ووصفت الخارجية المقال بأنها "دعوة
أمريكية صريحة ليس فقط للأيدي العاملة الفلسطينية، وإنما أيضا لعقول وأدمغة الفلسطينيين"
لخدمة اقتصاد إسرائيل والاندماج فيه، بغية تطوير وتعميق "تكنولوجيا الاستيطان
والاستعمار لوطنهم ومستقبل أبنائهم".
واتهمت الخارجية الفلسطينية غرينبلات بالانحياز
المطلق للحكومة الإسرائيلية اليمينية والاستيطان، مضيفة أن حديثه شكلي وغير جدي عن
خطة السلام الشاملة المزعومة بين طرفي النزاع.
وأشارت الخارجية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي
كان ولا يزال أهم سبب لتردي الأوضاع الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، لافتة إلى أن
"الفلسطينيين قادرون على بناء اقتصادهم دون مساعدة خارجية في حال وضع حد للاحتلال".
وفي مقاله، ذكر مبعوث ترامب أن "الفلسطينيين
يستحقون من قيادتهم أكثر من مجرد التصريحات السياسية والمواقف التفاوضية"، مضيفا
أنه "آن الأوان للقادة الفلسطينيين أن يساعدوا شعبهم"
واتهم مبعوث ترامب القيادة الفلسطينية بالسعي
إلى حرمان أبناء شعبها من الشعور بالارتياح، قائلا إن "الوقت حان لبناء الاقتصاد
الفلسطيني ومنح الفلسطينيين الفرص التي يستحقونها".
وتفاقمت العلاقات بين السلطة الفلسطينية
والولايات المتحدة منذ بداية العام الجاري حتى وصلت إلى مستوى غير مسبوق منذ عقود،
على خلفية قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها
من تل أبيب.
وردا على هذا الإجراء، رفض الرئيس الفلسطيني
محمود عباس أي وساطة أمريكية في مفاوضات السلام مع الإسرائيليين، وشدد على عدم قبول
الفلسطينيين لـ"صفقة القرن"، وهي خطة السلام التي يعمل البيت الأبيض على
إعدادها وتمريرها.