"نادى بتحرير المرأة فقتله العشق".. أسرار لا تعرفها عن قاسم أمين
امتلك فكر مختلف، استطاع به أن يقيم مبدأ الحرية والتقدم على أسس من الثقافة المسلمة، وكان من المؤيدين للإمام محمد عبده في الإصلاح فسار على نهجه، وكان حريصًا على البحث عن العلل الاجتماعية التي تعتري المجتمع المصري فتناول العديد من قضايا المرأة في كتبه ونال هجومًا كبيرًا بسبب آرائه الجدلية في هذا الوقت.
وبالتزامن مع حلول ذكرى ميلاد الكاتب والمفكر قاسم أمين، ترصد "الفجر" الجانب الخفي من حياة رائد الحرية وقائد حركة تحرر المرأة.
صالون الأميرة نازلي غير أفكاره
بالرغم من أن قاسم أمين كان يحمل أفكارًا جامدة بخصوص المرأة في البداية حيث طالب بالتزامها المنزل وعدم المشاركة في الحياة العامة، بل وأيد حرية تعدد الزوجات كذلك، إلا أن الأميرة نازلي فاضل كانت سببًا في تغيير معتقدات المفكر الكبير من خلال صالونها الثقافي.
فطالبت الأميرة نازلي من الشيخ محمد عبده حينها أن يخبره باستيائها الشديد من مقالاته، ليصبح هذا الصالون هو البداية التي تغيرت منها أفكار "أمين" فبدأ يعيد النظر في مواقفه السابقة وفي التقاليد السائدة حول عزل المرأة عن الشأن العام فبدأ يكتب أفكاره الجديدة عن حرية المرأة منذ عام 1899م في صحيفة المؤيد وأصدر كتابه الأشهر حينها بعنوان "تحرير المرأة".
ندم على آرائه
وفي عام 1906م، نشرت جريدة الطاهر اعترافات لقاسم أمين، تتحدث عن ندمه على مناداته بالانفتاح الذي وصل إلى نزع الحجاب مما تسبب في تفشي فساد الأخلاق في المجتمع.
ونشرت الجريدة عنه قوله:"لقد كنت أدعو المصريين قبل الآن إلى اقتفاء أثر الترك بل الإفرنج في تحرير نسائهم وغاليت في هذا المعنى حتى دعوتهم إلى تمزيق الحجاب وإشراك المرأة في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم ولكن.. أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس، فلقد تتبعت خطوات النساء من أحياء العاصمة والإسكندرية لأعرف درجة احترام الناس لهن وماذا يكون شأنهم معهن إذا خرجن حاسرات، فرأيت من فساد أخلاق الرجال وأخلاقهن بكل أسف ما جعلني أحمد الله ما خذل دعوتي واستنفر الناس إلى معارضتي.. رأيتهم ما مرت بهم امرأة أو فتاة إلا تطاولوا عليها بألسنة البذاءة، وما وجدت زحاماً فمرت به امرأة إلا تعرضوا لها بالأيدي والألسن".
قتله العشق
ووفقًا لما أكده أصدقاء الكاتب "أمين" المقربون، فإن وفاة المفكر الكبير لم تكن بسبب إصابته بنوبة قلبية ولكن بسبب امرأة عشقها بشدة ولكنه لم يتمكن من الزواج بها بسبب زواجه من السيدة زينب هانم وهي امرأة شديدة الغيرة عليه.
فبالرغم من أن طبيب العائلة أكد وفاة قاسم أمين بنوبة قلبية عام 1908م، إلا أن صديقه سعد زغلول زعيم الأمة، كشف في مذكراته الشخصية التي نشرها مصطفى أمين في منتصف الخمسينيات، عن السيدة التي أحبها قاسم أمين ولكنه أقسم على دفن اسمها وصورتها مع صديق عمره.
وفجر "زغلول" مفاجأة بأن قاسم أمين انتحر، حيث أنه عاد إلى منزله في مساء أحد الأيام، ورفض أن يتناول الطعام ثم شعر بألم شديد أعلى صدره فدعكته زوجته بماء الكولونيا ثم طلب النار لإشعال سيجارته ليفارق الحياة على الفور.