رحلة تحدٍ.. "جهاد وأسامة" من الكرسي المتحرك للزواج (فيديو)
"التقيت أسامة حين كنت أبحث عن عمل، في بداية الأمر كانت علاقتنا لا تتعدى الصداقة، وكان لديه بطولة في لعبة القوس والسهم في أحد الأندية في 2017 وبعد هذه البطولة قويت علاقة الصداقة بيننا وبعد فترة طلب أن يتزوجني فوافقت".. هكذا لخصت جهاد عادل، ٢٢ عامًا، تطور علاقتها بخطيبها أسامة.
وتضيف "جهاد"، الطالبة في معهد مساحة وخرائط : "لم أرَ أسامة بعين المجتمع الذي ينظر للإعاقة على أنها عبء وكارثة، ولكني رأيته بعين القلب والعقل الذي يرى شخصيه مسؤولة ومثقفة، كنت أعلم أني سأواجه العديد من التحديات من بين رفض أهلي بسبب حالة أسامة وخوفهم أن أزهق في يوم وأسيبة وبين رفض أهله وخوفهم عليه من تجربة جديدة قد تفشل وتتسبب في تدهور حالته النفسية والصحية".
وتواصل "جهاد": كنت مؤمنة بهذا الحب، وعلى ثقة بأني أستطيع المواجهة، لذلك تحدثت مع أهلي أكثر من مرة بعد رفض والداي لأسامة ثلاث مرات، وافق أخيرًا على الخطوبة التي لم تدم طويلًا بسبب المشاكل والتنمر من الأهل والأقارب على حالة أسامة، لكننا صممنا أكثر على أن نعود ونكتب الكتاب حتي أصبحت زوجته رغمًا عن الجميع.
أما أسامة، صاحب الـ٢٦ ربيعًا، فيحكي تفاصيل الحادثة التي غيرت حياته قائلًا: "تعرضت لحادثة منذ سبعة أعوام، ترتبط عليها كسر ٣ فقرات في ضهري، وبعدها قعدت في البيت ٤ أعوام، كان دكتور العلاج الطبيعي يوهمني أنها فترة مؤقتة وسوف يعود وضعي إلى طبيعته بعد فترة، لكن طبيبًا آخرًا نصحني بأن أخرج وأمارس حياتي بشكل طبيعي وأكون صداقات جديدة وأعود لممارسة عملي، ولم تكن الحادثة بالنسبة لي نهاية العالم ولكنها بداية لحياة جديدة.
ويضيف "أسامة"، الحاصل على دبلوم تجارة شعبة شؤؤن قانونية،: "واجهت التنمر من الجميع من أهلي وأصدقائي وأقاربي، في بداية أصابني كنت أتحرك بالسيارة، وأتعامل مع الناس من خلال نوافذها، ولكن مع الوقت قررت أن أنزل إلى الشارع بالكرسي المتحرك، وأن استخدم المترو والمواصلات العامة في التحرك، وبدأت عملي في شركة "راية" لمدة عامين، ثم تركته وانتقلت إلى عمل آخر، ولا زالت أواجه التنمر يوميًا من أشخاص عدة في العمل وغيره، ولكني اكتفي بإيموشن الغضب مع ابتسامة استهزاء."
وعن علاقته بـ"جهاد"، يقول "أسامة": "جهاد اسم غير مسار حياتي بشكل كامل، تعرفت عليها منذ عامين، قبل رمضان ٢٠١٦ بيومين، طلبت أن أقابلها وصرحت لها بمشاعري، وأصبحنا حبيبين بعد صداقة قوية بيننا، وفي ١٥ رمضان ذهبت لمنزل والدها لتتحول علاقتنا لخطوبة رسمية، لكن أسرتها رفضتني، وبعد مرور عام صعب وبمساعدتها استطعنا مواجهة كل هذا الرفض، فقد أيقنت أنها فتاة الأحلام، قبل جهاد كان في ناس كتير ولكنهم كانوا مجرد أرقام، ومع ظهورها في حياتي أصبحت هي كل شئ، وأتمنى الفترة الجاية أننا نتجوز لأني بجد تعبت وأريد حياة هادئة بدون مشاكل".