ما بين أسنان المشط والبطة السوداء
كتب : علاء عمر
بداية أحب أنا أوجه اعتذار وتقدير لكل بطة سوداء على أرض الكنانة والعالم كله,بكل صراحة وصدق لم اكتب لأتحدث عن البط الملون أو المشط ولكن موضوعى كبير ومتشعب لأقصى درجة فقط أردت أن أقترب من الشارع والكلمات الدارجة على لسان الملايين يوميا وما يُخفى وراءها , فالبطة السوداء منذ عقود (عبرة على كل لسان) فى مصر ليس لكونها تذبح ولا يسمع صوتها وأنينها فبطيبعة الحال الجزار لا يشعر! ولكن بسبب لونها الأسود الذى لم يرحمها من السكين, فاكرين (هو أنا يعنى ابن البطة السودا) (هو أنا وقعت من قعر الأوفة )هذه التعبيرات عنصرية تميزية من الدرجة الأولى ونلفظ بها عند الشعور بأننا درجة تانية أوأخيرة أو مقهور أو انتزع حقك بالباطل فالعلاقة ليست علاقة البطة بالأوفة وانها وقعت اتكسحت فأصبحت بطة بلا هوية ومحكوم عليها بالإعدام ولا علاقة البطة بالمشط وسمعنا عنه كثيرا عند المطالبة بعدم التمييز بطريقة غير مقصودة بقول:(كلكم سواسية كأسنان المشط) يتزامن الحديث مع احتفال العالم باليوم العالمى لأحد رموز مكافحى التمييز والزعيم المناضل الإنسانى نيلسون مانديلا البالغ من العمر 93 عاما وهو أول رئيس أسود للبلاد(جنوب أفريقيا) لسنة 1994 و لخمس سنوات لن أستفيض فى الحديث عن نيلسون مانديلا لأن اسمه مخلد وموثق على جميع الوجوه واشهر مخطوطات التاريخ أيضا لم يكن نيلسون مانديلا فقط الذى دفع من عمره وشبابه لمكافحة العنصرية والتمييز العرقى واللونى المناضل الوحيد بل يوجد أيضا زعماء منهم (سبارتاكوس _مارتر لوثر كينج) نحتوا أسماؤهم ببراعة فى مكافحة التمييز بشتى انواعه سواء عرقى أو عنصرى أو دينى , لأنى لم أكن أتوقع الكمية الهائلة من الكتب الإنجليزية أو الروسية والعربية أيضا التى تحدثت عن انتشار هذا الفيرس فى العالم منذ بداية الخلق ومحاولة القضاء عليه ومنع التفرقة وفرز البشر والحكم عليهم على اساس الأصل أو الحسب أو الجنس أو العرق أو الانتماء الدينى اكتشفت أن كل الجرائم البشعة والشنيعة التى لاتنسى فى كل المجتمعات ترتكب تحت ستار هذا سئ السمعة (التمييز)سواء انتشار الجريمة بكل أنواعها, والأطفال مجهولى النسب والهوية وكثرة الامراض النفسية, وأكثرها عرفا وتداولا أيضا فى شعوبنا العربية قلة الإنتاج بسبب الضغوط النفسية المتذايدة أو كردة فعل لمن مورس بحقهم التمييز العنصرى فهم لا يرغبون بخدمة مجتمع لا يحفظ لهم كرامتهم ,فانقسم المجتمع إلى طبقات متناحرة أحدثت حوادث قتل واغتصاب وسرقات بالاكراه وبيع للأعراض والضمائر أيضا. مما كان السبب الرئيسى فى قيام الثورات , أشكال التمييز تتركذ فى عامة وخاصة والقوانين المشجعة على التمييز (كمنع اختلاط الأجناس _العزل العنصرى (العرقى_الدينى_الجنسى) _ومنع الهجرة_التحريض على الغرباء_قوانين الفصل فى جنوب أفريقيا) كما ذكرت فأنواع التمييز متشعبة لا نهاية لها , لكن يوجد بعض نقاط و أمثلة لا أستطيع انا اتنساها لأنها كانت للأسف بقع سوداء برائحة الدماء لُطخت بها صفحات التاريخ !
الهولوكوست : المحرقة الشهيرة ( هى كلمة يونانية:( أصلها القرابين المقدمة لخالق الكون ) والهولوكوست كناية عن الحملات الحكومية التى كان يقوم بها الحزب النازى المسيطر على المانيا بقيادة أدولف هتلربغرض الاضطهاد والتصفية العرقية لليهود فى أوروبا ومن ضمن مذابح الأبادة الجماعية التى لن ينساها التاريخ فى القرن العشرين أيضا سنة 1982 مذبحة(صبرا وشتيلا) التى هزت العالم على يد حزب الكتائب اللبنانى والجيش الاسرائيلى التى ارتكبت تجاه اللاجئيين اللفلسطنيين وراح ضحيتها ما بين 3500 الى 5000 شهيد من رجال ونساء وشيوخ أغلبهم من الفلسطنيين واللبنايين ايضا عندما كان المخيم مطوق بالكامل من الجيش الإسرائيلى بقيادة (ارائيل شارون _رافائيل أيتان ) _ما قام به أيضا الجيش العراقى من احتلال دولة الكويت وقتل النساء والرجال والاطفال والرضع والحوامل وكبار السن وهدم البيوت وحرق آبار النفط بقصد الضرر الكلي للدولة واقتلاع الاشجار وتجريف الاراضى واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد العزل والمدنيين كما حصل للأكراد في العراق نفسه. فإهدار الدماء وسفكها لن يتوقف بسبب هذه الكلمة الملعونة التى تتوارى تحت مسميات وأمثلة شعبية نظرا لنمو فيرس التمييز الذى مازال ينمو بقوة والامثلة بسيطة حولنا تدعو الى الضحك باستهزاء وسخرية :فما يحدث فى كرة القدم خيرمثال صادق على التمييز سواء بالداخل أو الخارج أتذكر ما تعرض له مهاجم نادي برشلونة صامويل ايتوو، كاميروني الأصل، للإساءة من قبل مشجعي ريال سرقسطة، الأمر الذي دفعه إلى محاولة ترك المباراة. وكرد فعل على ذلك صاغت الحكومة الأسبانية قانون يهدف إلى مكافحة العنصرية في كرة القدم .الأمثلة كثيرة ومتعددة ولكن يوجد مثال يبدو بسيط ولكنه معقد (لما يمثله من شتى أنواع التمييز ) المشكلة الأبدية الكفيل والمكفول التى يتعرض له العمال المهاجرين فى بلاد الخليج العربى ابتداءا من الدكتور المصرى !وحتى العاملة الأندونسية او الفلبينية !عنصرية الدول الغنية التى تستغل أبناء الدول الفقيرة اسوأ استغلال ,هل العنصرية جزء فى التكوين الغريزى جزء فى المعاملة اليومية فى البيت والشارع والمدرسة كل ما أثق فى قوله الآن انها ليست بين ابيض واسود فقط فهى بين أسود واسود أيضا بين مسلم ومسلم يهودى ويهودى مسيحى ومسيحى أب وابنته احيانا ,مواطن ومسئول , مسئول وديكتاتور العنصرية غريزة .. تتحرك حينما تعتلى , تتحرك حينما تتوهم أنك تتصرف لمصلحة الجميع ؟والجميع عادة فى يد أحمق يتحرش بالنساء لإقناع نفسه بالشباب الخالد! أو يدمن الخمر أو يعشق مشاهدة الثيران تتفجر منها الدماء أو يتهافت على اقتناء الأسلحة للحفظ على ماتبقى من رجولته! تتحرك حينما ترى مظاهرة غريبة غير تقليدية لم تتعود عليها !! تتحرك حينما يعترض على قراراتك شركاء القرار فلا مانع من الإبادة أيا كان نوعها أتمنى أن تختفى البطة السوداء من أطراف الألسنة وأن يأتى من يستطيع إصلاح الأوفة خوفا من سقوط باقى البط ويكون على دراية بآلية المشط