أوكرانيا: فرض قانون الطوارىء على خلفية التصعيد مع روسيا
وقع الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، الأربعاء، قانون الطوارئ الذي يسري على المناطق الحدودية على خلفية
التوتر مع روسيا، إثر احتجازها ثلاث سفن حربية أوكرانية، فيما دفعت هذه الأزمة بالرئيس الأمريكي إلى التهديد
بالغاء لقاء مع نظيره الروسي.
لكن الكرملين أعلن الأربعاء أن اللقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب المرتقب عقده على هامش قمة
مجموعة العشرين في الأرجنتين في نهاية الأسبوع لا يزال قيد التحضير.
وأعلن بوتين، الأربعاء أن خفر السواحل الروسي أدى "واجبه العسكري". وقال خلال منتدى اقتصادي في موسكو
"أدوا واجبهم العسكري بشكل مثالي وبدقة، في حماية حدود روسيا" مبررا تحركهم بأن أفراد الطواقم الأوكرانية
لم يردوا على تحذيرات القوات الروسية.
وأكد المتحدث باسم الرئيس الأوكراني أن بوروشنكو وقع قانون الطواريء الذي يفرض لمدة ثلاثين يوما في
عشر مناطق على الحدود مع روسيا البحر الأسود وبحر آزوف.
ويأتي ذلك بعدما حذر الرئيس الأوكراني من حشد للقوات الروسية قرب الحدود الاوكرانية، في تصعيد يعتبر
الأسوأ منذ سنوات بين البلدين.
وكتب المتحدث الرئاسي الاوكراني سفياتوسلاف تسيغولكو على فيسبوك أن "الرئيس بوروشنكو وقع القانون"
في إشارة إلى القانون الذي صادق عليه البرلمان الأوكراني الاثنين بعد حادث الاحد بين خفر السواحل الروسي
والبحرية الاوكرانية.
وتُواجه كييف وموسكو أسوأ أزمة منذ سنوات، بعد احتجاز القوّات الروسية ثلاث سفن أوكرانيّة الأحد إثر اتّهامها
بدخول المياه الروسيّة بشكل غير شرعي قبالة سواحل القرم في بحر آزوف.
واتهمت دول غربية روسيا بالتصرف بشكل غير مشروع عبر احتجاز السفن الثلاث فيما قال ترامب انه ينظر
في احتمال الغاء لقائه المرتقب مع بوتين خلال قمة مجموعة العشرين في بوينوس آيرس.
وقال ترامب إنه سيتخذ قرار نهائيا بعد الاستماع الى تقرير من مستشاري الأمن القومي حول الحادث الذي وقع
الأحد بين روسيا واوكرانيا. وأوضح ترامب لصحيفة "واشنطن بوست" أنه "سيكون ذلك حاسما، وربما لن أعقد
اللقاء".
لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أعلن الأربعاء إن "التحضير للقاء مستمر. تم الاتفاق على عقد
اللقاء. لا نملك أي معلومات أخرى من زملائنا الأمريكيين".
ووضع 15 بحارا أوكرانيا من أصل 24 تم احتجازهم، الثلاثاء قيد الحجز الاحتياطي الموقت حتى 25 يناير
بتهمة عبور الحدود الروسية بشكل غير شرعي، وسيمثل الاخرون امام القضاء الأربعاء.
اتهم الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو روسيا، الثلاثاء، بزيادة انتشارها العسكري بشكل كبير على الحدود الأوكرانية، محذرا من خطر نشوب "حرب شاملة".
وصرح في مقابلة تلفزيونية بأن "عدد الدبابات الروسية في القواعد الموجودة على طول الحدود إزداد ثلاثة
أضعاف"، مضيفا أن "عدد الوحدات التي نشرت على طول حدودنا تزايد بشكل كبير".
وتابع أن الحشد العسكري يعني أن البلاد "تتعرض لتهديد اندلاع حرب شاملة مع روسيا".
وصرّح رئيس الوزراء الأوكراني فولوديمير غرويسمان في مستهلّ جلسة حكومية الأربعاء "يجب أن نكون
جميعاً مستعدين لصدّ عدوان من عدوتنا التي كانت منذ وقت قليل" فقط "جارتنا".
وأكدت السلطات الأوكرانية مرات عدة أن قانون الطوارئ الذي يُتيح لها أن تقوم بتعبئة مواطنيها وتنظيم وسائل
الإعلام والحدّ من التجمّعات العامّة، لديه طابع "وقائي" بشكل أساسي.
وقال الرئيس بوروشنكو مساء الثلاثاء في حديث تلفزيوني "هدف قانون الطوارئ يتمثل بإثبات أن العدو سيدفع
ثمناً غالياً كثيراً إذا قرر مهاجمتنا".
حادث الأحد كان أول مواجهة مهمة في البحر في النزاع بين اوكرانيا وروسيا التي تتهمها كييف بدعم انفصاليين
في الشرق الأوكراني.
وقد أثار مخاوف من تصعيد أكبر في النزاع الذي أوقع أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ العام 2014 ما أدى الى
تكثف الدعوات الدولية لضبط النفس.
وأعلن مسؤول في الجيش الروسي الأربعاء أن نظاما جديدا لصواريخ أرض-جو إس-400 سينشر "في مستقبل
قريب" في القرم، شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014.
وقال الكولونيل فاديم استافييف المتحدث باسم المنطقة العسكرية الروسية الجنوبية كما نقلت عنه وكالة انترفاكس
"في مستقبل قريب، سيتم نصب نظام الدفاع الجوي في موقع قتالي لحماية المجال الجوي للاتحاد الروسي".
وبحسب وكالة ريا نوفوستي فانه سينصب قبل نهاية السنة، لينضم الى الانظمة الثلاثة إس-400 الموضوعة قيد
الخدمة أساسا في القرم.
وكان مصدر في أجهزة الأمن الروسية أعلن في سبتمبر لوكالة ريا نوفوستي أن نظاما رابعا من أنظمة إس-400
سينشر في القرم قرب دجانكوي المدينة الصغيرة الواقعة قرب "الحدود" مع أوكرانيا.
ونظام إس-400 البالغ مداه نظريا 400 كلم هو الأحدث بين أنظمة الدفاع الجوي والأنظمة المضادة للصواريخ،
الروسية ويعتبر فخر صناعتها العسكرية.
وتم بيعه الى الهند لكن أيضا الى تركيا ما أثار غضب حلفاء غربيين لانقرة داخل حلف شمال الأطلسي لا سيما
واشنطن.