وفد حوثي يزور طهران.. مليشيا إيران تقدم "الولاء" لرعاتها
رغم محاولات إيران المستمرة لحرف الأنظار
عن علاقتها الوثيقة بدعم مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، وتمويل عناصرها بالمال
والسلاح لتنفيذ أجندة طهران التخريبية بالمنطقة، فضحت عدسات الكاميرا جانبا من تلك
الروابط المشبوهة بين الجانبين.
ونشرت وكالة أنباء "جماران" الإيرانية
المقربة من أسرة مرشد نظام ولاية الفقيه الراحل الخميني، الإثنين، صورة يظهر بها وفد
حوثي مكون من شخصين -لم تفصح الوكالة عن هوياتهما- خلال لقاء مع حسن الخميني حفيد المرشد
الإيراني الأول بالعاصمة الإيرانية طهران."جماران" ذكرت أن وفد المليشيا
الانقلابية الممولة رأسا من الحرس الثوري الخاضع لسيطرة مرشد إيران الحالي علي خامنئي،
زار مرقد الخميني في طهران فيما بدا كـ"تقديم فروض الطاعة" لمموليهم، على
هامش مؤتمر سنوي يدعى "الوحدة الإسلامية".
مدير قناة المسيرة الحوثية إبراهيم الديلمي،
والنشط إعلاميا لبث شائعات وأكاذيب ضد قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن،
ظهر خلال صورة أيضا نشرتها وسائل إعلام إيرانية رسمية، محاولا تقبيل يد خامنئي مرشد
طهران خلال لقاء جمع الأخير مع موالين لنظام إيران.
شعارات جوفاء واعترافات صريحة من نظام خامنئي
بتمويل مليشيات تخريبية إقليميا، هي ملخص جلسات الدورة الـ 32 لمؤتمر ما يسمي بـ
"الوحدة الإسلامية" السنوي في طهران، تحت رعاية من محسن آراكي ممثل الولي
الفقيه والأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
وتنشط تلك المؤسسة ذات الطبيعة الدعائية
في سبيل بسط نفوذ طهران داخليا بدول مجاورة، والعمل على تعزيز فكرة ما تعرف بـ
"تصدير الفوضى" واختراق نسيج تلك البلدان.
صور وفد مليشيا الحوثي في أحضان رعاتهم
بطهران، تؤكدها اعترفات قائد بارز في مليشيا الحرس الثوري الإيراني، أغسطس/ آب الماضي،
بتحريض المليشيا الانقلابية على استهداف ناقلتي نفط سعوديتين بمضيق باب المندب قبل
4 أشهر.
وقال ناصر شعباني، رئيس مركز الدراسات الأمنية
والدفاعية التابع لجامعة الحسين الخاضعة لسيطرة الحرس الثوري الإيراني، في كلمة له
بثكنة عسكرية في مشهد الواقعة شرقي إيران، إن "الحرس الثوري وجه أوامر للحوثيين
في اليمن باستهداف ناقلتي النفط السعوديتين ففعلوا ذلك"، على حد قوله.
ووصف شعباني، الذي يتولى قيادة عمليات ثكنة
عسكرية تابعة للحرس الثوري تدعى "ثأر الله"، أن مليشيات حزب الله اللبناني،
والحوثي الانقلابية تمثلان "عمقا إيرانيا" في المنطقة، على حد قوله.
ستيوارت آيزنستات، خبير معهد واشنطن لمكافحة
الإرهاب، قال إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها معلومات تشير إلى أن حجم الإنفاق
السنوي الإيراني على دعم الإرهاب يقترب من مليار دولار، بخلاف نفقات دعم نظام الأسد
في سوريا في قمع شعبه.
وأوضح آيزنستات أن النظام في طهران يعمل
على توفير مئات الملايين من الدولارات سنويا لإرهابيين في جميع أنحاء العالم، ويفعل
ذلك رغم الاضطرابات الاقتصادية المستمرة التي تُفقر الكثير من الإيرانيين.
وتتسع دائرة المستفيدين من هذا السخاء الإيراني
غير الشرعي لتشمل "حزب الله" في لبنان، و"حماس" في غزة، مرورا
بالجماعات العنيفة في الضفة الغربية، والحوثيين في اليمن، ووصولا إلى المليشيات المسلحة
في العراق وسوريا.