المدرس أبكاها وآثار سخرية زملائها منه.. قصة الطالبة "بسملة" ضحية التنمر بدمياط
لم تكن تعلم أنه صباح مختلف، ليس عاديًا ككل الصباحات التي تستيقظ فيها بحثًا عن حقيبتها التي تحملها لتركض إلى المدرسة فتلتقي أقرانها، وتنغمس في دروسها كالمعتاد بابتسامتها المعهودة التي لا تفارق شفتيها.
"اعربوا الجملة الآتية.. بسملة فتاة سوداء"، اختفت ابتسامتها وتجمدت قدماها وعجز لسانها عن النطق، فصدى صوت هذه الكلمات التي رددها المدرس داخل حصة اللغة العربية في الفصل كاد يصم أذني الطالبة بسملة من شدة قسوتها فما كان منها إلا أن انهمرت في البكاء من هول الصدمة التي تعرضت لها.
البداية
بدأت الواقعة حينما حاول مدرس اللغة العربية بمدرسة محمد جمال صابر الإعدادية المشتركة التابعة لإدارة دمياط التعليمية، أن يحرج طالبة سمراء البشرة تدعى بسملة، فطلب من الطلاب بالفصل أن يعربوا جملة "بسملة طالبة سوداء".
وصف المدرس للطالبة بالسوداء تسبب في سخرية أقران الطالبة منها حيث استمروا في السخرية والتهكم منها، لتنفجر في البكاء فيهددها المدرس بطردها من الفصل، وعاقبها بتكرار القيام والجلوس على مقعدها بين طلاب الفصل عدة مرات مما تسبب في أزمة نفسية لدى الطالبة.
التقدم بشكوى للمديرية
الأزمة النفسية التي انتابت الطالبة بسملة، أثرت على شخصيتها وهو الأمر الذي لاحظه والدها، فأصر على معرفة السبب منها لتحكي له الفتاة الواقعة التي مرت بها في المدرسة، فتقدم الوالد بشكوى إلى المديرية التعليمية وإدارة المدرسة.
المدرس يواصل الإساءة
وبالرغم من الشكوى التي تقدم بها والد بسملة، إلا أن المدرس واصل الإساءة إلى الطالبة وتعمد إحراجها بشكل مهين أمام أقرانها، وهو ما دفع أقرانها لاعتياد السخرية عليها، حتى قال لها أحد زملائها ساخرًا:"يجب أن تعودي إلى أفريقيا"، وهو ما دفع ولي أمرها للتقدم بشكوى رسمية إلى مكتب وكيل وزارة التربية والتعليم.
استجابة الوزارة للشكوى
وعلى الفور استجابت وزارة التربية والتعليم للشكوى، حيث أمر السيد سويلم، وكيل الوزارة بمحافظة دمياط، بحضور الطالبة إلى مكتبه، مؤكدًا أنه لا تفرقة بين أبيض وأسود، مقدمًا الاعتذار إلى الطالبة، حيث قال لها:"متزعليش يا بسملة، حقك علينا، مفيش فرق في مصر بين أبيض وأسود، أنا بقى عاوز أتصور معاكي".
استبعاد المدرس
وردًا لاعتبار الطالبة، أكد "سويلم" لوالد بسملة، أنه استبعد المعلم من المدرسة عقابًا له على تصرفه غير المسؤول، كما أنه قرر إحالته إلى التخقيق من جانب الشؤون القانونية بالمديرية التعليمية للمحافظة.
محافظ دمياط تهدي بسملة باقة زهور
وفي بادرة طيبة؛ حرصت الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، على زيارة المدرسة وتقديم باقة من الزهور إلى الطالبة لتؤكد لها أن الجميع يرفض التمييز والكل يجب أن يكون فخورًا ببلده وبمصريته.
وخلال حضورها الطابور الصباحي، شددت "عوض" على ضرورة التمسك بالمبادئ والقيم والصفات الحميدة والأخلاق الحسنة، منوهة إلى ضرورة الالتزام بالثوابت الدينية التي تعد ركيزة أساسية من ركائز بناء المجتمع، موجهة المعلمين بالعمل على ترسيخ هذه القيم في نفوس الطلاب.