العلاقات المصرية السعودية في عهد "السيسي".. تبادل الزيارات والاتفاقيات الاقتصادية
توطدت العلاقات المصرية السعودية، بشكل كبير، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، حكم مصر، إذ عمل على تدعيم أواصر الصلة والروابط التاريخية بين البلدين، وتعزيز أوجه التعاون في إطار الزيارات المتبادلة بين القيادات.
ويزور الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية، القاهرة، اليوم الإثنين، لإجراء مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطار تعزيز التعاون.
وتتضمن الزيارة عقد جولة مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها فى مختلف المجالات، فضلًا عن التباحث حول بعض الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض.
العلاقات التاريخية
شهدت العلاقات المصرية السعودية تطورًا ملحوظًا، عمق من العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وتعزيز أوجه التعاون الثنائي لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، والتأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين المملكة ومصر، والحرص على تعزيزها في مختلف المجالات.
اتفاقيات مشتركة
وتوطدت العلاقات أكثر من خلال توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاون بين البلدين في عدد من المجالات، شملت اتفاقيات قروض مشروعات تنموية في مجالات الطاقة والتنمية والكهرباء وتجنب الازدواج الضريبي، والصحة، والنقل البحري والموانئ والزراعة والإسكان والتجارة والصناعة ومكافحة الفساد والتعاون التعليمي والثقافي بالإضافة إلى تعيين الحدود البحرية بين البلدين.
كما تم توقيع مجموعة من الاتفاقيات شملت إنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار برأسمال (60) مليار ريال بين صندوق الاستثمارات والكيانات التابعة له والمتفقة معه والحكومة المصرية والكيانات التابعة لها والمتفقة معها، ومذكرة تفاهم صندوق الاستثمارات العامة في السعودية ووزارة التعاون الدولي في مصر لإنشاء منطقة اقتصادية حرة في شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين وزارة التعاون الدولي في مصر والصندوق السعودي للتنمية، وهذه الاتفاقيات ضمن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.
علاقات اقتصادية
وحول التبادل الاقتصادي، عقد مجلس الأعمال السعودي المصري بالقاهرة اجتماعًا لبحث الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2017م، بلغ حوالي 2.1 مليار دولار، فيما تخطى حجم الاستثمارات السعودية في مصر حاجز الـ6 مليارات والاستثمارات المصرية في المملكة تخطت المليار دولار"، وتمثل الاستثمارات السعودية نحو 11% من الاستثمارات الأجنبية في مصر.
وشارك وفد من مجلس الغرف السعودية في فعاليات ملتقى مصر الثالث للاستثمار، لتعبر عن متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين، وتحقق مصالح قطاع الأعمال بالمملكة من خلال المشاركة الفاعلة في الملتقيات الإقليمية والدولية كافة، فضلًا عن إتاحة الفرصة لأصحاب الأعمال السعوديين لبحث فرص التعاون التجاري والاستثماري مع نظرائهم من الجانب المصري، ما ينهض بالاقتصاد الوطني من خلال بناء شراكات وتحالفات مستدامة.
مواقف الدعم المشترك
ووقفت المملكة العربية السعودية بجانب مصر، وشعبها، عبر تكريس سياستها الخارجية لحث الحكومات الغربية على الاعتراف بشرعية 30 يونيو وخارطة الطريق والاستحقاقات الثلاثة التي تمت بنجاح لتخرج مصر من الفترة الانتقالية إلى الاستقرار السياسي.
التعاون العسكري
أما المجال العسكري، فقد شهد تطورًا ملحوظًا، إذ تدريبات مشتركة للقوات المسلحة المصرية والسعودية لنقل وتبادل الخبرات وتعزيز أوجه التعاون العسكري، مثل مناورات "تبوك" للقوات البرية ومناورات " فيصل " للقوات الجوية ومناورات "مرجان" للقوات البحرية، ومشاركة القوات السعودية والمصرية في تدريبات "رعد الشمال"، و"درع الخليج"، و"تحية النسر"، و"النجم الساطع".
كما حدثت زيارات عسكرية متبادلة بين القادة والمسؤولين العسكريين في كلا البلدين وبشكل دوري لتبادل الآراء والخبرات والمعلومات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التي تهم البلدين.
زيارات متبادلة
وشهدت فترة ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيارات كثيرة متبادلة مع قيادات المملكة العربية السعودية، لزيادة التعاون بين البلدين في جميع المجالات، وتعزيز أمن واستقرار المنطقة العربية.
بدأ تلك الزيارات، العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، حين جاء إلى القاهرة في زيارة قصيرة قادمًا من المغرب لتهنئة الرئيس السيسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية.
ونظرًا لمكانة مصر لدى السعودية، كانت أول زيارة لولى العهد محمد بن سلمان، في أول جولة دولية له عقب توليه ولاية العهد، اختياره لمصر وهو دليل واضح على مكانة مصر لدى السعودية والسعوديين ودليل على ثقلها العربي والإقليمي؛ حيث استقبله خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحث لقاءهما مجلس التنسيق المصري السعودي المشترك، الذي يهدف إلى تعزيز أواصر التعاون والتبادل الاقتصادي بين الدولتين.
وتعددت زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمملكة العربية السعودية، إذ قام بأول زيارة في أغسطس 2014م، حينما التقى بالعاهل السعودى الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وعقدت بينهما جلسة مباحثات حول الأوضاع العربية والعالمية.