تعرف علي "الست العزباوية" صاحبة ايقونة المعجزات فى مصر
الست العزباوية، صاحبة الايقونة العجائبية، هكذا اطلقوا عليها الاقباط والمسلمون في مصر، هي شخصية العذراء مريم والدة السيد المسيح، والتي يتشفع بها الكثير في امورهم المستحيلة.
من المعروف ان العائلة المقدسة، اثناء زيارتها الي مصر، باركت المكان التي
اقيمت به الكنيسة العزباوية، إذ مرت العائلة المقدسة بهذا المكان وكان حقلاً، فلما
وصلو الي هذا الحقل قال القديس يوسف النجار لصاحب الحقل سلام لك ايها الرجل الطيب، وكان هذا الرجل في هذا الوقت يزرع بذور البطيخ في
حقلة، فطلبت العذراء مريم منه ان يشربوا ماء فاعطاهم الرجل من البئر وشربوا جميعاً،
ومازال هذا البئر متواجد حتي الان بجوار مدخل الكنيسة.
واعلمت العائلة المقدسة صاحب الحقل
بانهم هاربون بامر الله من وجة هيرودس والي فلسطين انذلك، لانه كان يريد قتل الطفل
يسوع، ثم حدثتة العذراء مريم عن سر التجسد
الالهي، فتأثر الرجل من كلامها ورق قلبة لهذا الحديث، حيث قالت له انه اليوم تزرع هذه
البذور في الارض وبقوة ابني الحبيب يسوع المسيح له المجد سترى عجيا فتندهش وتؤمن بابني هذا، وانك ستقوم غدا ونتظر هذه البذور
التي زرعتها في الحقل اصبحت بطيخا كبيرا وبكثرة، وقالت له اعلم انه سيمر عليك باكر
رجال هيرودس يسالونك عنا فقل لهم ان هذه العائلة قد مرت علي عندما كنت ازرع بذور هذا
البطيخ، وبعد ان استراحوا قاموا ليواصلوا سيرهم الي مصر القدمة ( كنيسة ابي سيرجة حاليا)،
وفي صباح اليوم التالي رأى الرجل اكثر مما توقع اذ ان البطيخ ظهر في حقلة بمنظر بهى
جدا فاندهش وامن بالرب يسوع وشكر الله، ثم مر عليه رجال هيرودس وسالوه عن العائلة المقدسة،
فقال لهم كما اوصتة العذراء مريم .
لماذا سميت بالعزباوية
كان رؤساء دير السريان يقيمون ببلدة الطرانة بمحافظة البحيرة، حتى انتقل منها
القمص يوحنا الفيومي ( أوائل القرن 19 ) إلى قرية أتريس مركز إمبابة بالجيزة نظراً
لوجود أوقاف الدير بها.
ولما انتقل مقر الكرسي البطريركي إلى الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية رأى
قداسة البابا البطريرك انذاك أن يجمع حوله رؤساء الأديرة ليكونوا بجوار البطريركية،
فاختار القمص يوحنا الفيومي، رئيس الدير وقتئذ، مقراً له بالدرب الإبراهيمي بالأزبكية
وظل به إلى أن تنيح بسلام.
ولما خلفه القمص عبد القدوس، استبدل هذا المكان بمنزل آخر فسيح في حارة درب
الجنينة المتفرع من شارع كلوت بك قرب الدار البطريركية، وكان مكوناً من دور واحد بجواره
بئر ماء وأطلق عليه اسم العزبة وهو ذات الاسم الذي كان يُطلق على سكن رئيس الدير عندما
كان يقيم في أتريس، فصار يُعرف عند الناس بهذه التسمية حتى أخذت به بلدية القاهرة وأطلقت
على الحارة الكائن بها مقر الدير اسم ( عطفة العزبة ).
وفي وقت لاحق قام القمص عبد القدوس بشراء المنازل المحيطة وضمها إلى
" العزبة " ثم كرَّس حجرة خاصة للصلاة باسم السيدة العذراء ثم أحضر من الدير
أيقونة أثرية للسيدة العذراء تُعرف بـ " أيقونة العجائب " ووضعها في مقصورة
جميلة وأنار أمامها قنديلاً ليتبارك منها جميع الشعب على اختلاف جنسياتهم ودياناتهم،
فتوافد عليها المرضى وذو المشاكل والحاجات والطلبة يسألونها العون والشفاعة، وكان الرب
يتمجد – في معظم الحالات – وتستجاب طلباتهم – حسب مشيئته – فكانوا يوفون له النذور
ويصلون التماجيد.
يقول القمص أنطونيوس، كاهن كنيسة العذراء بتوريل، التابعة لمطرانية المنصورة
للاقباط الارثوذكس، ان تقليد الكنيسة بأن العائلة المقدسة بعد هروبها الى مصر، كانت
تنتقل من مكان لآخر لأن جنود هيرودس الملك كانوا يطاردونهم بالبحث عن الطفل يسوع حتى
يمكنهم القبض عليه وقتله حسب أوامر ملكهم وفى أثناء هذه المطاردة.
واوضح " انطونيوس، ان الكنيسة القبطية الارثوذكسية تحتفل بتذكار دخول
العائلة المقدسة الي مصر في يوم الرابع والعشرون من شهر بشنس الذي يوافق الاول من شهر
يونيو من كل عام.