وقالت مواقع إلكترونية تركية معارضة، بينها "vaziyet"، الأحد، إن صبري أونال، الذي شارك في التصدي لآليات الجيش ليلة 15 يوليو 2016، قال إنه أعاد ميدالية التكريم.
وكان أونال أثار اهتمام وسائل إعلام محلية وعالمية، بعد أن انتشر فيديو التقطته كاميرات مراقبة، وهو يتصدى لدبابات تابعة لمجموعة من الجيش مشاركة في المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وليلة 15 يوليو، نزل مدنيون إلى الشوارع بعد أن أطل أردوغان، على شاشة إحدى القنوات المحلية عبر تطبيق "فايس تايم"، ليطالب المدنيين المشاركة في إحباط المحاولة الانقلابية.
وكان أونال من بين الأشخاص الذين لبوا النداء، ودفعته حماسته للوقوف بوجه الدبابة التي صدمته، مما أدى إلى سقوطه على الأرض وإصابته بجروح، حسب ما أظهرت اللقطات المصورة.
وبعد أن مرت الآلية الثقيلة فوق جسده الممدد على الأرض، انتفض أونال واقفا ليجد نفسه أمام دبابة أخرى مندفعة صوبه، وعوضا عن الهروب تكرر المشهد الأول، إلا أن الشاب نجا بأعجوبة.
وفور انتشار اللقطات، سارع الإعلام التركي إلى تسليط الضوء على قصة هذا الشاب الذي فقد ذراعه، في حين عمدت السلطات إلى تكريمه ومنحه ميدالية ومجموعة امتيازات.
واستقبله الرئيس التركي في نوفمبر 2016 بوصفه أحد الأشخاص الذين أصيبوا "أثناء مقاومته المحاولة الانقلابية التي قامت بها منظمة جولن الإرهابية"، في إشارة إلى الداعية فتح الله جولن.
وبعد نحو عامين على هذا الاستقبال، فجر أونال مفاجأة من العيار الثقيل، حين قال على حسابه في تويتر، وفق ما نقل موقع "vaziyet"، أنه أعاد الميدالية وسيتخلى عن كافة الامتيازات.
وبعد أن أكد عزمه التخلي عن التعويض المادي وراتب الإعاقة والامتيازات التي تشمل تخفيضا على رسوم المياه والكهرباء والغاز، أعلن أن النزول إلى الشارع في تلك الليلة كان أمرا عبثيا.
وقال أيضا إنه يدرك جيدا خطورة ما سيترتب على إعلانه التمرد على التكريم، مشيرا إلى إمكانية استدعائه للتحقيق من قبل السلطات، والتعرض لفحص لقواه العقلية وصحته النفسية.
وبالفعل، سارعت السلطات إلى التحرك وكانت أولى خطواتها، وفق ما قال "vaziyet" إغلاق حساب أونال على تويتر، الأمر الذي أثار المخاوف من تعرض الرجل للاعتقال.
ويبدو أن خطوة أونال تهدف إلى الاعتراض على الانتهاكات التي مارستها السلطات عقب الانقلاب، تحت ذريعة احتواء الجماعة التي تقف وراء هذه العملية الفاشلة.
ومنذ المحاولة الفاشلة شنت السلطات حملات أمنية، شملت اعتقال آلاف العسكريين والموظفين في القطاع العام والمدرسين والقضاة، بذريعة انتمائهم لجماعة جولن.
وتتهم أنقرة غولن بالضلوع في المحاولة الفاشلة، الأمر الذي ينفيه شدة الرجل المتواجد في الولايات المتحدة، والذي كان يوما من أحد حلفاء أردوغان قبل أن تندلع خلافات بين الرجلين.