بعد إعادة تركيبه.. قصة هدم الرومان للجدار الفاصل بين البحيرة المقدسة وفناء الخبيئة بمعبد الكرنك (صور)
يواصل المركز المصري الفرنسي بالأقصر لدراسة آثار الكرنك، إعادة تركيب الجدارين الفاصلين بين فناء الخبيئة والبحيرة المقدسة، داخل المعبد، حيث وصولت نسبة التركيب للشرقي إلى 90 %، ويجرى العمل على تركيب الغربي.
ويعود تاريخ هذين الجدارين الفاصلين بين فناء الخبيئة والبحيرة المقدسة في معبد الكرنك، إلى عهد الملك تحتمس الثالث، ليمتد مسافة تزيد عن 60 متر بسمك 3 أمتار، وارتفاع 8 أمتار، ضمن الجدار الذي شيده هذا الملك ليمتد حول منطقة المعبد بالكامل.
ويقول الطيب غريب كبير مفتشي معبد الكرنك، لـ "الفجر"، إن هذا الجدار يتكون من كتل حجرية، تصل إلى حوالي 200 كتلة من الأحجار الرملية مختلفة الأحجام، وشيده الملك تحتمس الثالث، ثم قام خليفته الملك امنحتب الثاني، ببعض الإضافات، قبل أن يزيل الملك "مرنبتاح" بعض الخراطيش من عليه، ليضيف نقوشًا ومناظر هامة، لتسجيل حروبه وانتصاراته ضد شعوب البحر والقبائل الآسيوية على الواجهة الغربية للجدار.
وأوضح أن الناحية الشرقية للجدار المطلة على البحيرة المقدسة، توجد عليها نقوش هامة ونادرة للملك توت عنخ آمون، والتي أزيلت فيما بعد على يد الملك حور محب.
وأضاف، أنه يعتقد أن سبب هدم الجدار يرجع للعصر الروماني، عندما قام أحد الأباطرة بتحريك أحد المسلات وهدم الجدران التي تعيق عملية نقلها من الناحية الشرقية من المعبد إلى نهر النيل، حتى يتم وضعها في سفينة عابرة للنيل لتصل إلى البحر المتوسط ومنها إلى روما.
ويعتقد أن هذه المسلة هي أطول مسلة في روما ولديها أكبر قاعدة وتزن 230 طنا، ويصل طولها إلى حوالي 46 مترًا، والتي أخذت من معبد آمون في الكرنك، وأحضرها إلى روما قنسطانطيوس الثاني في العام 357 م ليزين بها ساحة مكسيموس، وعثر عليها في ثلاث أجزاء منفصلة العام 1587 م، واستعيد قوامها بطول أقصر بـ4 أمتار عما كانت عليه بواسطة البابا سيكستوس الخامس ووضعت في ساحة سان جيوفاني قرب قصر لاتيران.