مدمن بدرجة كميائي.. "الفجر" تقتحم عالم مدمني الأدوية المخدرة بالمنيا (فيديو)
- "أقراص منع الحمل.. مهدئ الأعصاب.. قطرات توسيع حدقة العين" الكيف البديل عن الترمادول
- وكيل كلية الصيدلة: يجب منع ترخيص الصيدليات لمن ليسوا منتسبين للمهنة
- خبراء علم النفس يرجحون: السبب الرئيسي للإدمان "البطالة"
في ظل محاربة الدولة بشتى الطرق للقضاء على ظاهرة المخدرات ومدمنيها ومروجيها والإعلانات المرئية والمسموعة والمقروءة، ناهيك عن محاولة الأجهزة الأمنية في تديق الخناق على المروجين، لجأ مدمنو الأدوية والمواد المخدرة في الأونة الأخيرة إلى استخدام مواد طبية غير مدرجة على قوائم المخدرات بالصيدليات، وبدورنا في مساعدة الدولة، وإيمانًا بأن المخدرات سرطان بدأ ينتشر في القرى والنجوع والمدن.. "الفجر" تكشف في السطور التالية حيل مدمني الأدوية في المنيا، وكيفية خلط الأدوية والبراشيم ليخرج منتج مخدر.
- "القطرات".. حقن في الوريد
قال الدكتور مايكل طلعت شاكر، صيدلي، إنه في ظل ارتفاع أسعار المواد المخدرة وزيادة فرض الرقابة، لجأ الشباب إلى استحداث عدة أنواع واستخدام مواد دوائية طبية لتعويضهم عن مواد مخدرة لها نفس تأثير تلك المواد والتي لا يمنع صرفها بموجب القانون من بينها أدوية السعال "الكحة" تحتوي على مادة مضادة للحساسية antihistaminic تسبب النعاس عند تناولها وتهدئة القصبة الهوائية ومادة "دكستروميثورفان dextromethorphane" والتي تسبب الكحة الجافة.
وأكد شاكر لـ"الفجر"، أن هذه المواد من مشتقات "الأفيون"، لذلك يلجأ المدمنون إلى تناول زجاجة كامة أو أكثر من تلك المواد، حيث يشعر بالسعادة والنشوة والنعاس والتوهان، وقد تسبب له فقدان الذاكرة مؤقتًا، فضلًا عن الشعور بالخمول وأكثر من يتعاطون ذلك هم سائقي السيارات النقل الثقيل.
وأضاف شاكر أن المدمنين يلجأون إلى أنواع أخرى من المواد الطبية كـ"القطرات"، وهي مضادة للحساسية يتعاطونها كحقن في الوريد المباشر، معللًا بان تلك القطرات يزيد لديه نسبة التغيب عن الواقع.
- أدوية شلل الرعاش
وأشار شاكر، إلى أن بعض المدمنين يلجأون لقطرات توسيع حدقة العين وهي من مشتقات مادة "الأتروبين" التي تعمل بشكل مباشر عند تناولها بجرعات كبيرة على إحداث الهلوسة السمعية والبصرية عند حقنها الوريدي؛ لأن تناولها بجرعات كبيرة يتسبب في حدوث ذلك، مضيفًا أن هناك مواد طبية خاصة بأمراض علاج الشلل والرعاش وللأسف يسيئون استخدامها من قبل المدمنين مثل دواء "أكتنيون" وهو عبارة عن أقراص تنتمي لـ"عائلو الكولينات"، ولها فاعلية شديدة في علاج مرض الرعاش والشلل، ولكن عند استخدامها بتناول جرعات بكميات كبيرة، يسبب مرض الهلوسة السمعية والبصرية، مما يجعل المدمن يشعر بالاسترخاء والسعادة.
- "نايت كالم" دوراء الأرق
كما أوضح الدكتور إبراهيم ناجي، صيدلي آخر، أن أقراص "نايت كالم" هي عبارة عن أقراص توجد بها مادة "أزوبيكلون" ويستخدم ذلك لعلاج الأرق الحاد وكمضادات للقلق والنوم بشكل صحيح، وأن هذه المادة تساعد في تقليل تنشيط المخ والشعور بالاسترخاء، وعند تناولها بجرعات كبيرة تتسبب في شعور المدمن بتوقف تنشيط المخ بشكل كبير والاسترخاء والشعور بالراحة والسعادة.
- إميتركس Emetrex
وتابع ناجي لـ"الفجر"، أن "إميتركس" عبارة عن أقراص وحقن يوجد بها مادة فعالة "سكليزين" وفيتامين "ب"، يستخدم لعلاج الشعور بالغثيان والدوخة، ويعالج القئ وفقدان القدرة على التركيز؛ لذلك عند تناولها بجرعات كبيرة تتسبب في شعور المدمن بالتوهان والهروب من الواقع، فضلًا عن أنها تسبب الهلوسة وتشويش وعدم وضوح الرؤية، ودخل الـ"بريجابالين" خريطة المدمنين، فهو عبارة عن أقراص تستخدم كمهدئ للأعصاب يوجد منها أكثر من 20 نوعًا، والبديل الشهير لها "لريكا"، ويوجد أيضا عدة أنواع بديلة منها "اليرولين، فيرعربيك بريك، كافيركيا، وبريجافالكس" ولكن عند استخدم هذه المواد بجرعات كبيرة يشعر الجسم بعدم الإحساس بأي آلام، وتعمل بشكل كبير على تنشيط الجسم، ولا يستطيع الاستيقاظ أو التحرك بدون تعاطيها، حيث بها نسبة تركيز عالية ما تساوي مفعول "الترمادول" ولكن تؤثر على الكبد والكلى والحالة النفسية.
ولفت الصيدلي، إلى أن بعض المدمنين يلجأون إلى طحن حبوب الحمل وخلطها بليمونة وحقنها بالوريد، وأن هناك كثير من يستخدم قطرات موسعة لحدق العين مثل "ميدريد"، حيث يستخدم المدمن هذا العلاج ويخلطه بالبودرة ويحقنها بالوريد، حيث تؤدي- على حد تعبيره- إلى تخدير الجسم والشعور بالانفصال عن العالم.
- عميد "صيدلة المنيا" يكشف سبب لجوء المدمنين للمواد الطبية في الآونة الأخيرة
من جانبه، قال الدكتور محمد عبد العزيز، عميد كلية الصيدلة بجامعة المنيا لـ"الفجر"، إن المدمنين يلجأون إلى الكثير من المواد الطبية في الآونة الأخيرة، خاصة عقب ارتفاع ثمن المواد المخدرة، ومنها دواء "السعال" الذي يوجد به مادة الكودين، وهي مادة مخلقة تشبه "المورفين" وتنتمي لمجموعة الأكسي رقم 3، حيث تسبب تخدير للمخ والشعور بالنعاس لذلك ينصح بالتقليل من تناول تلك المواد.
وأكد حاتم عبد المنصف سرحان، وكيل كلية الصيدلة بجامعة المنيا، أن كثير من الشباب يتعاطون مواد طبية كتعويض عن المخدرات، كأدوية "الكحة، البرد، الحساسية، الصرع، المغص، وحقن الطلق"، ما يجعل المدمن يدخل في حالة من التخدير والامبالاة، ولكن له كثير من العواقب، حيث تؤثر على القلب والدورة الدموية، وقد تؤدي للوفاة أحيانًا.
- عقوبات رادعة
وأشار سرحان لـ"الفجر"، إلى أن وزارة الصحة قد وضعت ثوابت لصرف المواد الطبية التي بها نسبة من المخدر للصيدلي، حيث قسمتها إلى جدولين "أول وثاني" على موجبها تصرف تلك المواد بعدد معين؛ لذلك يجب على الصيدلي عند صرف تلك المواد، هو أن يكون بروشتة وبها تاريخ اليوم، ويجب أن يحمل الصيدلي نسخة من تلك الروشتة التي يتم صرفها، وفي ضوء ذلك تجري وزارة الصحه مرورًا شهريًا على الصيدليات للتاكد من سلامة تلك الإجراءات، ومن يخالف ذلك ينتظر أشد العقاب، ولكن هناك بعض المواد الطبية التي تدخل الصيدلية من الخارج بمعزل عن الوزارة.
وأكد وكيل كلية الصيدلة بالمنيا، ضرورة عدم تناول المواطنين أدوية بدون روشتات أو بدون توصية من الدكتور، لأن لتلك الأدوية أضرار أكبر من الإيجابيات، مشيرًا إلى ضرورة قيام وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الصحة، بتخصيص أطباء تتولى متابعة الشباب خصوصا في المرحلة الثانوية والإعدادية، حيث تعتبر مرحلة المراهقة لذلك يجب الشرح لهؤلاء بخطورة تلك المواد.
كما وجه نداء لنقابة الصيادلة، بضرورة عدم منح ترخيص صيدلية إلا بعد التأكد من أن الذى سيديرها دكتور صيدلي بسبب أن في بعض الأحيان يفتح الصيدلي الصيدلية باسمه، ولكن يبيعها لشخص آخر، وللاسف معظم هؤلاء ليس لديهم أي وعي بخطورة تلك المواد، ما يتسببوا في الإضرار بالشباب، موضحًا أنه لابد من شن النقابة حملات وخصوصا على الريف لإغلاق تلك الصيدليات.
- تشخيص علم النفس
وعلق جمال عبد المولى صديق، دكتور علم النفس بكلية التربية بجامعة المنيا لـ"الفجر"، أن سبب لجوء المدمنين إلى أدوية "الكحة" الخاصة بالأطفال وبعض أنواع الأدوية، فضلًا عن المواد المخدرة الشائعة، هو محاولة للهروب من الواقع، وتعتبر بالنسبة للمدمن مخرج للهروب من العالم الذي يعيش فيه، وأن العامل الأساسي الظروف الاجتماعية والمادية ومحاولة تقليد الرفاق؛ للهروب من بعض المشكلات التي تواجههم، ناهيك عن أن عامل البطالة له دور كبير في لجوء الشباب إلى التعاطي.
كما انتقد صديق، منظمات المجتمع المدني، بسبب دورها السلبي اتجاه المجتمع، وعدم تعاونها مع الجهات المختصة، واصفًا ذلك أن كل ما نسمعه منهم كلام فقط، موجهًا نصيحة للشباب بضرورة البعد عن تلك المواد التي تسبب فقدان الوعي.