"قضيت حياتي كلها أقاوم الرغبة في إنهائها".. جولة داخل حساب الطبيب النفسي المنتحر
"أريدُ أن أُسَافرَ بينَ النُجومِ، وهذا البِائسُ جَسَدي يُعيقني"، رسالة دونها إبراهيم أحمد نصر الله، الطبيب النفسي- الذي انتحر أمس بالقفز من أحد الطوابق العلوية ببرج سكني- لاستقبال الزائرين على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وتلقى اللواء جمال الرشيدي، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من شرطة النجدة، بانتحار طبيب أمراض نفسية وعصبية، بإلقاء نفسه من أحد الأدوار العلوية ببرج سكني بمنطقة الوكالة بدمنهور. وانتقل ضباط قسم شرطة دمنهور لمكان الواقعة، لمعرفة أسباب الحادث وملابساته، وتبين من التحريات الأولية للحادث انتحار الدكتور "إبراهيم أحمد"، ومقيم بمنطقة الوكالة بدائرة القسم، وأنه كان يعاني من مرض نفسي وكان يعالج منه، وجرى نقل الجثة لمشرحة المستشفى. وحرر المحضر اللازم، وجار العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
ونشر عدد من أصدقاء الطبيب المنتحر، صاحب 33 ربيعًا، على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، أنه كان يعاني من اضطربات نفسية، منذ أكثر من عام، فكان يتواصل مع أصدقائه من الأطباء النفسيين، ليسأل عن كيف يحمي نفسه من الاكتئاب، وأخرى عن أسرع طريقة للتغلب على المرض النفسي.
وأشار أصدقاؤه إلى أنه كان يعاني من الاكتئاب، ووصل إلى آخر مرحلة يتم استخدامها في العلاج، وهي العلاج بالصدمات الكهربائية "ECT"، وفي مارس الماضي قال، "مدام أنا كدة كدة رايح لنفس المصير، مرحهوش بسرعة ليه"، إشارة إلى الموت، حسبما أوضح أصدقائه على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
الطبيب المنتحر، نشر في العشرين من نوفمبر الجاري، مقطع فيديو للفنان عادل إمام يسير بالشوارع وابتسامته لم تفارقه، معلقًا عليه: "هذا الشعور يارب...ارجوك". كما نشر في الثامن عشر من نوفمبر الجاري، تعليقا من إحدى الفتيات قالت فيه: "صديقتي صارحتني برغبتها بالانتحار لكن خوفها على دموع أمها تمنعها فقلت لها لو أمك تحبك وخائفة عليم لم أنجبتك"، حيث أعاد نشر تلك التغريدة لصاحبته "أميل سيوران" ، وعلق عليها "وجهه نظر".
وفي الرابع عشر من نوفمبر الجاري، كتب في تدوينة له قال: "ثم يأتيك ذلك النسيم الخفيف من الهواء المريح للروح أو تلك المتعة من سماع مقطع من أغنية ما أو أن تلمح هذا الوجه الجميل لتلك الفتاة.. فتتذكر، تتذكر لماذا مازلت على قيد الحياة لماذا لم تنه كل شيء حتى الآن".
بينما في الثاني عشر من نوفمبر الجاري، كتب: "الحياة حتديك حقك وزيادة من كل واحد ظلمك و حتشوف ده بعينك في حياتك وبدون اي تدخل منك"، وفي مطلع نوفمبر الجاري، اقتبس الطبيب المنتحر، لأحد الأدباء الألمان فرانز كافكا عبارة "لقد قضيت حياتي كلها أقاوم الرغبة في إنهائها".
كما نشر صورة له وهو يلاعب كلبًا وعلق عليها: "إني ألعب مع حيوان وأخده على حجري أو جنبي لمدة ساعة ولا حاجة.. من أكتر الحاجات اللي بتريح قلبي وتحسن المود".