"ملأت الكون يا طه سرورًا".. احتفالات المولد النبوي فرحة أضاءت ساحة الحسين (معايشة)
الساحة تعج بالمارة، والرواد تارة يلتقطون الصور التذكارية للمشهد المهيب الذي تزينت به منطقة الحسين احتفالًا بمولد سيد الخلق، وتارة يتجولون لشراء الهدايا.
أما في منتصف بهو المسجد، فيحتشد الجميع حول خمسيني يصيح معلنًا:"الواحدة بثلاثة جنيهات ونصف"، فتلتف حول يديه شرائط وقطع من القماش الملون بالأخضر والأسود، نسجت عليها بالخيط كلمات مثل"محمد رسول الله" و"حبيبي يا رسول الله" و"صلي على سيدنا النبي".
يقطع هذه الفعاليات أصوات تهلل من بعيد:"سيدنا النبي محمد صلوا عليه"، وكلما ارتفعت الأصوات معلنة اقترابها إلى الساحة، يبدأ الزوار في التفرق يمينًا ويسارًا لتهيئة منتصف الساحة إلى تلك المجموعات التي ترفع أعلامًا ملونة ولائحات ضخمة تعبر عن المذهب الذي تنتمي إليه، فيستقبلهم الجميع ببهجة تعبر عنها أصوات زغاريد النساء وتكبير الرجال.
فتبدأ الجماعات التي تقطع المسافات من مختلف المحافظات إلى القاهرة، في الالتفاف حول المسجد في مسيرات منتظمة، يتنافس كل منهم على التهليل والإنشاد بأعلى صوتهم، في دعوة منهم إلى المارة للمشاركة في الصلاة على النبي محمد، والانضمام إلى مسيراتهم.
"اسعوا وصلوا عليه"، هكذا يردد شيخ كل طريقة من الطرق والمذاهب الإسلامية التي تشارك في الاحتفالات، فيدعو الجميع للاندماج معهم في مسيراتهم ورفع أعلامهم، احتفالًا بمولد أشرف الخلق والمرسلين.
أما عن الباعة الجائلين، فيرون في هذه المناسبة موسمًا لحصد الغنائم، فيستغلونها في الترويج إلى بضائعهم التي تتنوع بين بخور وحلوى، وبالونات ملونة، وعدد من المسابح المزينة بأشكال مختلفة يقبل عليها الرجال والنساء قبل دخولهم إلى المصلى.
وبمجرد أن تقطع السحب ضوء الشمس بعد الانتهاء من صلاة المغرب، تعود كل جماعة من الجماعات المشاركة في احتفالات المولد النبوي الشريف، إلى مسقط رأسها مودعة مقام سيدنا الحسين، بعدما تنتهي من أداء مهمتها بترك بصمة تدل على مشاركتها في فعاليات هذا اليوم الديني المميز.
ومع انتهاء الليلة المباركة، يجتمع شباب المنطقة الشعبية لإقامة الاحتفالات المبهجة فيما بينهم بدق الطبول وإنشاد بعض الأغاني الدينية التي تصف أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.