قادة الأديان يصادقون على بيان "أبوظبي" ويعلنون 2019 عام "كرامة الطفل"
صادق قادة الأديان حول العالم والمشاركون في ملتقى "تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي" على بيان "أبو ظبي" الختامي، معلنين عام 2019 عام "كرامة الطفل وحمايته من المخاطر الناجمة عن العالم الرقمي" بهدف إلقاء الضوء على هذه القضية الخطيرة والمهمة.
وتعهد قادة الأديان حول العالم والمشاركون- حسبما
أفادت وكالة أنباء الإمارات- بتعزيز قيمة الحوار، من خلال دور العبادة للتأكيد على
دور قادة المجتمعات في تعزيز أمن مجتمعاتهم وضمان كرامة الأطفال وحمايتهم وبخاصة في
العالم الرقمي.
كما تعهدوا- وفقا لبيان "أبو ظبي"-
ببناء الشراكات الفاعلة بين القيادات الدينية والإيمانية بمختلف مستوياتها بهدف معالجة
تأثيرات الإساءة للطفل واستغلاله في العالم الرقمي، والعمل على إلهام القيادات الدينية
والإيمانية بجميع مستوياتها ولجميع الأديان لتوحيد جهودهم الروحانية والعملية والتعليمية
للتعامل بشكل متكامل مع كيفية الاستجابة لحالات إساءة معاملة الأطفال وكيفية تقديم
يد العون للضحايا وعائلاتهم.
وتعهدوا بالتوحد من أجل وقاية الأطفال من التعرض
للإساءة، والإسهام بشكل بناء في العمل على تطوير قدرات وإمكانات أطفال العالم بدنياً،
واجتماعياً، ونفسياً، وروحانياً، والدعوة إلى مفهوم عالمي مفاده أن التطور في أي مجال،
لا يبرر أي شكل أو نوع من الإساءة للطفل وأنه يجب مراعاة ذلك في كافة المجالات.
وأكدوا أن البشر يولدون وهم يتمتعون بالحق في
حياة كريمة لينموا ويزدهروا في بيئة مستقرة ومجتمع آمن يحترمهم ويعلي مكانتهم، فالطفل
يمثل اللبنة الأساسية لبناء واستقرار المجتمعات، وسر نهضتها، وازدهارها، وتقدمها..
ومن هذا المنطلق، فإن الحفاظ على كرامة الأطفال يمكن أن يلعب دوراً محوريا في تعزيز
تقدم ونهضة مجتمعاتنا والعالم الذي نعيشه، وهو أمر تكفله كافة الشرائع السماوية والقوانين
والمواثيق والمعاهدات الدولية والعادات والتقاليد والأعراف الإنسانية التي أكدت جميعها
على حق الطفل في عيش حياة آمنة وكريمة.
وأشار المشاركون في الملتقى إلى أنه وفي الوقت
الذي تمكن فيه الجيل الناشئ في العصر الحالي من تسخير التكنولوجيات المتطورة، بات الأطفال
اليوم يمثلون أكثر من ربع مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم بإجمالي ثلاثة مليارات
نسمة، حيث يتعرض الملايين من هؤلاء الأطفال للإساءة والاستغلال في العالم الرقمي من
خلال الاستخدام السلبي لبعض الابتكارات التكنولوجية الحديثة التي أصبحت في كثير من
الأحيان مصدراً رئيسياً للاستغلال الجنسي للطفل، والمتاجرة بطفولتهم البريئة وفي الإعلانات
والمواد الإباحيَّة، وارتكاب الجرائم الإلكترونية، وتجنيد الجماعات الإرهابية للأطفال
والمراهقين عبر شبكة الإنترنت.
وأكدوا أن لمواجهة هذا التحدي المعاصر، فإنه
يتوجب على الجميع العمل سوياً وبشكل مشترك مع القيادات الدينية كافة، لوضع الحلول الفاعلة
لهذه المشكلات وتفادي تلك المخاطر التي تستهدف الأطفال بما قد يؤثر على أمن واستقرار
مجتمعاتنا، وذلك انطلاقا من الإيمان بأن حماية كرامة الأطفال هو أمر يسعى الجميع إلى
تحقيقه وتوحيد الجهود والرؤى للوصول إليه على اختلاف المشارب والانتماءات الخاصة، وأنه
هنالك اليوم ما نحتاجه من الفرص، والوعي، والحكمة، والابتكار، والأدوات التكنولوجية،
لتحقيق هذا الواجب الديني والأخلاقي والإنساني.
كما تعهد المشاركون بإطلاق الحملات والبرامج
التوعوية للتأكيد على ضرورة مراعاة حق الأطفال في العيش بكرامة إنسانية وعدم تأثر ذلك
بالتطورات التقنية والتكنولوجية، على أن تكون هذه الحملات بمشاركة القيادات الدينية
والإيمانية والروحية والتي لها تأثيرها في المجتمع.
ودعوا المؤسسات العلمية والتربوية إلى تبني مقرر
دراسي يتم تدريسه في مراحل التعليم الأساسي لتوعية الأطفال من مخاطر الاستخدام السلبي
للتقنيات الحديثة، ومطالبة المؤسسات الحقوقية بتعقب كافة مظاهر الاستخدامات السلبية
للتقنيات الحديثة وتأثيراتها الضارة على الأطفال والكشف عنها وملاحقتها قانونياً وقضائيا،
فضلاً عن عقد مؤتمر سنوي يناقش بشكل دوري الجديد في هذه القضية وغيرها من القضايا الأخرى
التي تتعلق بأمن المجتمعات واستقرارها وما تم تحقيقه من انجازات في هذا الجانب وما
يطرأ من تحديات، بما يسهم في تنمية الوعي المجتمعي بهذه القضايا.
يشار إلى أن الملتقى استمر يومين تحت رعاية الشيخ
محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور الفريق
الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وشارك في المصادقة على بيان "أبوظبي"
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين،
والبطريرك برثلماوس الأول رئيس أساقفة القسطنطينية من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية،
والدكتور بهاي صاحب بهاي موهيندر سينج رئيس مجلس إدارة جورو ناناك نيشكام سيواك جاثا،
و القس كيشي مياموتو قائد مايوجيكاي، والحاخام مايكل شودريتش كبير حاخامات بولندا،
بحضور قادة الأديان حول العالم، وممثلين عن مؤسسات ومنظمات وهيئات دولية تعمل في مجال
حماية ورعاية الأطفال.