دبلوماسي إسرائيلي سابق: مقاطعة "إير بي إن بي" تضر المسلمين وكذلك اليهود

عربي ودولي

المستوطنات الإسرائيلية
المستوطنات الإسرائيلية


أزالت شركة "أيربنب" الأمريكية - التي تتيح للمستخدمين تأجير منازلهم الخاصة عبر الإنترنت -، قوائم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بسبب أن المستوطنات هي جوهر النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفيحين رحب الفلسطينيون بهذه الخطوة، وصفتها إسرائيل بأنها "مخجلة" وهددت باتخاذ إجراء قانوني.

وقال آلان بيكر، المستشار القانوني السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية والسفير السابق في كندا، - وهو يرأس الآن برنامج القانون الدولي في مركز القدس للشؤون العامة -، إنه كانت هناك نية منسقة من قبل القيادة الفلسطينية، تاركة رسالة من يناير في العام 2016م من قبل صائب عريقات، المدير العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكبير المفاوضين الفلسطينيين، طلب فيها من الرئيس التنفيذي لشركة "إير بي إن بي" 
هذه المقاطعة.

وأضاف "بيكر" لوكالة "سبوتنيك" الروسية أنه ليس هناك ضغط من أي مصدر بشأن هذه المقاطعة، وأن كل ذلك ينبع من ما يطلق عليه "حركة مقاطعة إسرائيل BDS"، - حملة المقاطعة من قبل القيادة الفلسطينية - لمحاولة إيذاء إسرائيل اقتصاديًا وثقافيًا، وأن هناك هيئات ومنظمات إضافية ستتفاعل مع هذا، لكن مصدرها هو صائب عريقات.

وأشار الدبلوماسي الإسرائيلي، أن المصدر الموجود في منظمة التحرير الفلسطينية قد يستفيد من هذا في الحصول على بعض وجهات النظر الإيجابية من العناصر المعادية لإسرائيل، مؤكدًا أنهم لم يستفيدوا ولن يستفيدوا منها أولًا، لأنهم يقومون بإزالة عدد كبير من العملاء داخل إسرائيل، - داخل مناطق الضفة الغربية المحتلة -، بلدات وقرى إسرائيل، بالإضافة إلى الناس في جميع أنحاء العالم سوف ينظرون إلى هذا على أنه عمل عدائي للغاية اتخذته شركة "إير بي إن بي"، وهو يتوائم بطريقة حزبية للغاية مع المنظمات التي تقصد تقويض إسرائيل.

واستطرد المسؤول قائلًا: "إن الشركة الأمريكية لا زالت تعمل في بعض المناطق المتنازع عليها، حيث أنها تعمل في الصحراء الغربية المغربية، على الرغم من حقيقة وجود نزاع ضخم هناك، وتعمل الشركة كذلك في شمال قبرص التركية، على الرغم من حقيقة أن لا أحد يعترف بشمال قبرص. لكن هذا هو المكان الوحيد الذي قرروا فيه فرض المقاطعة، وهذا يعني شيئًا ينذر بالسوء من جانب المديرين التنفيذيين من إير بي إن بي".

ولفت "بيكر" أن هذا سيكون له تأثير على السكان المحليين، لأنه في منطقة الضفة الغربية هناك يهود ومسيحيون ومسلمون، وهم جميعًا يعملون معًا، وهناك مناطق صناعية حيث يعمل الجميع معًا من أجل مصلحة الجميع، وأنه من خلال فرض هذه المقاطعة، في الواقع، فإن شركة "إير بي إن بي" تؤذي المسلمين والمسيحيين، وكذلك اليهود.

وفي نفس السياق، قال الدبلوماسي الإسرائيلي، إن ما فعلته شركة "إير بي إن بي" وجهة نظر سياسية بأنهم قرروا الانصياع لانتهاك جميع مبادئهم الخاصة فيما يتعلق باستئجار المنازل في جميع أنحاء العالم، وإن هذا القرار قد تم اتخاذه في هذا الوقت بالذات بسبب الضغط من قبل القيادة الفلسطينية وأنصارها.

وأشار إلى أن الفلسطينيين ليس لديهم أي اهتمام على الإطلاق بشركة "إير بي إن بي"، بغض النظر عن حقيقة أنهم يريدون التسبب في ضرر لحقيقة أن الشركة تعمل مع إسرائيل، ورغم ذلك فإن شركة "إير بي إن بي"، لا تسهم في السلام في الشرق الأوسط. على العكس، فهم يقدمون الدعم للمنظمات التي تهدف إلى تقويض إسرائيل والإضرار بإسرائيل، بما في ذلك، المنظمات التي تورطت في أعمال إرهابية ضد إسرائيل. وأن هذه ضغوط سياسية مدعومة بجميع أنواع العناصر اليسارية في المجتمع المعادية لإسرائيل برئاسة القيادة الفلسطينية.

واختتم الدبلوماسي حديثه، قائلًا: "لا يمكن للشركات التي لا ترتبط مباشرة بالنزاع أن تؤثر فعليًا على العلاقات القائمة بين إسرائيل وفلسطين، تشارك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى بشكل عميق في محاولة إعادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التفاوض. إن حملة المقاطعة بأكملها، التي ينظمها الفلسطينيون، لا تساعد بأي طريقة في تقريب الطرفين. قد يمنح الفلسطينيون بعض الارتياح أنهم نجحوا في كسب مقاطعة شركة إير بي إن بي إسرائيل لصالحهم. لكنها لا تجلب السلام. من وجهة نظري، الأمر برمته سياسي محض ومتحيز."