"السيسي وماكرون".. علاقات ثنائية تدفع عجلة العلاقات المصرية الفرنسية
بعد إعلان السفير الفرنسي ستيفان روماتييه، عن استعدادات مكثفة لدى جميع الجهات الفرنسية في مصر لزيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مطلع العام المقبل، والتي ستتضمن الملف الاقتصادي ومناقشة ضخ استثمارات فرنسية جديدة في مصر، في إطار دفع عجلة العلاقات المصرية الفرنسية إلى الأمام في كافة المجالات.
لقاءات متبادلة
شهد عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، العديد من الزيارات المتبادلة للمسئولين في فرنسا ومصر، فقد كان هناك زيارتان رئاسيتان في 2015، حيث زار الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند مصر، مع وزير الدفاع جان إيف لود، لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئيس الفرنسي، وتم استعراض سبل تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي نوفمبر من العام نفسه زار الرئيس السيسي فرنسا لحضور مؤتمر قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ، والتقي الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند علي هامش تلك القمة.
كما جرت 13 زيارة وزارية بين مصر وفرنسا، شملت زيارات لرئيسي الحكومة في الجانبين، ووزيري الخارجية، ووزيري الدفاع وغيرهم من الوزراء، لبحث التعاون في المجلات المختلفة.
اتفاقيات موقعة
وفيما يخص الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وقع "السيسي"، ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند بقصر الإليزيه، العديد من الاتفاقيات، بدأت في 26 نوفمبر عام 2014، بالتوقيع على ثلاث اتفاقيات تعاون بين مصر وفرنسا.
ووقع الاتفاقيات الثلاث وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس، إضافة إلى وزير المالية ميشيل سابان، حيث تشمل الاتفاقية الأولى إعلان نوايا حول الشراكة الفرنسية المصرية تتعلق بمترو أنفاق القاهرة.
أما الاتفاقية الثانية مع الوكالة الفرنسية للتنمية وتهدف إلى توصيل الغاز الطبيعي للمنازل في عدة محافظات بقيمة 70 مليون يورو، والاتفاقية الثالثة وهي أيضًا مع الوكالة الفرنسية للتنمية، تهدف إلى دعم التوظيف عبر تمويل الشركات الصغيرة في المناطق الأكثر فقرًا بقيمة 80 مليون يورو.
وفي 2015 وقع "السيسي"، على خطاب للنوايا حول الأمن والدفاع بين وزارتي الدفاع المصرية والفرنسية وبالإضافة إلى عقد شراء حاملتيّ المروحيات من طراز "ميسترال".
وفي فبراير من العام ذاته، حضر الرئيس السيسي مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال التسليح بين الجانبين المصري والفرنسي والتي قامت بموجبها فرنسا بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" لمصر.
وفي مارس 2018م، وقعت مصر وفرنسا 4 اتفاقيات في مجالات الطاقة والنقل والرعاية الصحية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بقيمة إجمالية بنحو 60 مليون يورو وذلك بمقر وزارة الاستثمار والتعاون الدولي بصلاح سالم.
العلاقات الاقتصادية
وتطورت العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا، في عهد "السيسي"، بشكل ملحوظ، حيث كشفت السفارة الفرنسية في القاهرة، أن هناك نحو 150 شركة فرنسية تعمل في مصر، وتوظف ما يقرب من 33 ألف شخص، وإجمالي تعاقدات الوكالة الفرنسية للتنمية يبلغ حوالي مليار يويو، تتركز في مجالات الطاقة والنقل الحضري.
وتظل مصر العميل الثالث والأربعين لفرنسا على المستوى العالمي والعميل الثامن لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعميل الأول لها في منطقة الشرق الأوسط.
وتعد مصر المورد الثالث والستين لفرنسا على المستوى العالمي والمورد الحادي عشر على مستوى منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط والثاني على مستوى الشرق الأوسط.
الملف الصحي
وفي ضوء التعاون الصحي، في الملف الطبي، قالت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، إن فرنسا شريك استراتيجي لمصر في الإصلاح الصحي، لافتة إلى أن الوكالة الفرنسية تدعم مصر في ملف التأمين الصحي سواء بالدراسات الاستشارية أو بالتطوير في الوحدات والمستشفيات.
وقال لامين غربى، رئيس اتحاد المستشفيات الخاصة الفرنسية FHP ورئيس فريق العمل المختص بالشئون الصحية التابع للشبكة الدولية لأرباب الأعمال الفرنسيين "ميديفMEDEF" إن باريس ستوفر كل ما تحتاجه مصر في مجال التأمين الصحى وصناعة الدواء والمنظومة الصحية بشكل عام.
التعاون الثقافي
ترتبط مصر وفرنسا، بعلاقات ثقافية مميزة، بعضوية عدد من المنظمات الدولية، تأتي علي رأسها منظمة الفرانكفونية التي كان الراحل الدكتور بطرس بطرس غالي أول أمين عام لها، وذلك نظرًا لحجم دارسي اللغة الفرنسية في مصر، فهناك أكثر من 2500 طالب في 13 شعبة فرنسية يدرسون داخل 5 جامعات في مصر، كما أن هناك 14 ألف دارس في المعهد الفرنسي بمصر، بالإضافة إلى 7 آلاف تلميذ بـ11 مدرسة فرنسية معترف بها، وألفي طالب مصري يدرسون في فرنسا حاليا، من بينهم 65 حاصلون علي منح دراسية.
وفي شهر أكتوبر 2017، أعلنت الدولة المصرية أنه تم الاتفاق على أن يكون عام 2019م، عام الثقافة والسياحة الفرنسية فى مصر، خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقد بين الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي ماكرون بقصر الإليزيه.
التعاون العسكري
كما يتخذ التعاون العسكري جانبًا مهمًا من العلاقات بين مصر وفرنسا، حيث يتواصل بين الجانبين حوار رفيع المستوي حول الأزمات الإقليمية ومكافحة الإرهاب، وهناك تعاون معلوماتي وعلي مستوي التدريب في هذا المجال.
وأوضحت بيانات السفارة الفرنسية في القاهرة أن هناك أكثر من 70 نشاط تعاون (تدريب- أجهزة- حوار استراتيجي) في الخطة السنوية للتعاون في مجال الدفاع بين مصر وفرنسا، وأنه من المقرر أن يتم إنشاء لجنة عسكرية عليا في 2017 يرأسها رئيسًا أركان الجيشين المصري والفرنسي.
وقد شهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة عقد عدد كبير من الصفقات العسكرية بين البلدين، خصوصًا فيما يخص القوات الجوية والقوات البحرية.
وفي يوليو المنصرم، توجه الفريق محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، إلى العاصمة الفرنسية باريس على رأس وفد عسكرى رفيع المستوى في زيارة رسمية، لإجراء العديد من المباحثات مع كبار المسئولين العسكريين بفرنسا لبحث سبل تعزيز التعاون العسكرى المشترك في ضوء العلاقات المتميزة التي تربط القوات.