سر تسمية النبي محمد بـ"الأمي"

إسلاميات

بوابة الفجر


"الأميّ"، هو الذي لا يحسن القراءة أو الكتابة، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ في الأُمِّيِّينَ رَسولاً)، وفي الحديث الشريف: (إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لاَ نحْسُبُ ولاَ نكْتُبُ)، وقد أراد بذلك النبي عليه الصلاة والسلام عدم شيوع الكتابة والقراءة عند العرب قديماً والجهل بها.

وذكر العلماء عدة أسباب لتسمية النبي عليه الصلاة والسلام بالأمي فقال ابن عطية إنَّه سمي بذلك نسبة إلى أم القرى وهي مكة المكرمة، وهذا مما اختص به النبي عليه الصلاة والسلام، وقيل إنما سمي بذلك نسبة إلى الأمّة، ذلك أنّ جملة الأمة غير كاتبة حتى تحدث فيها الكتابة، وقيل كذلك إنَّه سمي بذلك نسبة إلى الأم وهذا المعنى يتضمن عدم القدرة على القراءة والكتابة كحال الصبي الذي يصدر عن أمه لا يقرأ أو يكتب.

الدليل على أن النبي كان أمياً ذكر الله في كتابه العزيز الدليل على أن النبي عليه الصلاة والسلام كان أمياً لا يقرأ أو يكتب، قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ).

فالأمي كما قال ابن عباس معناه أنه كان لا يقرأ أو بكتب، كما جاء الدليل على أميته في موضوع آخر من كتاب الله، قال تعالى: (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ).

ومعنى الآية الكريمة كما ذكر ابن كثير أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يسبق له أن تلا كتاباً من قبل أي قرأه، كما لم يسبق له أن سطر كتابا أي كتبه في حياته كلها، وقد علم قومه منه ذلك، كما عرف عنه عليه الصلاة والسلام اتخاذه للكتاب الذين يكتبون الوحي بين يديه، ويكتبون رسائله إلى الملوك، وهذا دليل على أنه كان لا يقرأ أو يكتب، وهو علامة على كماله عليه الصلاة والسلام، ودليل على إعجاز رسالته.