لف وإعرض ثاني.. عروسة المولد محلك سر.. والمضروبة بـ 75 جنيه
بينما تمتليء الشوادر على شكل ولون، معلنة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، الذي ارتبط في أذهان المصريين بطقوسه من شراء الحلوى وعروسة المولد مقصد الأطفال والفتيات على حد سواء، جاء المعروض مخيبًا لآمال المشتريين، فاعتادت أم فريدة أن تصطحب ابنتها التي لم يتجاوز عمرها أصابع اليد الواحدة لشراء عروس لها كل عام ولكنها عبرت دون أن تشتري كما اعتادت.
"مفيش حاجة جديدة" تقولها السيدة وتمر بعينيها على أمل أن ترى عروس جديدة تفرح بها صغيرتها، مستغربة من تكرار أشكال عروس المولد بنفس تصميمات العام الماضي.
ما إن عبرت السيدة لخطوات، تسرب صوت صغيرة تبكي ولا تكرر إلا جملة واحدة "لأ مش عاوزة العروسة دي.. أنا عاوزة واحدة جديدة"، تقولها الطفلة ممسكة بأطراف فستانها القصير، معلنة رفضها للعروس، مما خيب محاولات والدتها بإقناعها.
يعلم "سيد" بائع العرائس أن الصغيرة تعلم جيدًا العروسة بنفس شكلها هي ذاتها عروسة العام الماضي، كما يعرف سر تكرار عرض أشكال عروس العام الماضي "نعمل ايه بنحاول نبيع.. ما احنا لينا نظرة إن الزبون مش قادر يشتغل العروسة الغالية".
يشير البائع بيديه على إحدى العرائس "العروسة دى مضروبة.. البياع مننا بيتفق على تنفيذها بسعر أقل وكله من الخامات"، يفصح "سيد" عن الأسرار بأن ذات العرائس تقلد بنوعية "تل" بجودة رديئة كما تستخدم إكسسورات بديلة.
ويمر البائع بين العرائس فيضع يديه على العروسة "المضروبة" مؤكدًا أن ثمنها لا يتعدى 75 جنيه بينما ذات العروسة بجودتها المتميزة تتجاوز 180 جنيه ""أنا ليانظرة في الزبون وعارف إنه مش بايده".
يشعر البائع بالشباب من عمره مما يريدن شراء هدايا المولد النبوي "أنا شاب وعارف مسؤوليات الشباب وبساعدهم إني ببيع حاجة شعبي شوية.. عشان هو يتبسط هو وخطيبته ولا يفرح بنته وأنا استرزق".
ولم ما يدور في بال "سيد" عن ما يدق في رأس "أم ولاء" التي اعتادت على بيع عروس المولد في كل عام، فتحاول السيدة الخمسينية الاتفاق مع مصنعي العروس على الاقتصار في الخامات لكي تخرج العروس بسعر تستطيع من خلاله بيعها.
تتمنى السيدة الخمسينية أن تتمكن من جمع الأموال التي انقتها على شراء عرائس المولد، لتعود لأبنائها برزق يكفي قوت يومهم، لتضع اللمسات الأخيرة منتظرة موسم جديد لبيع عرائس المولد العام المقبل.