هكذا استقبل أهالي غزة استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي!
تفاجأ الفلسطينيون والإسرائيليون، اليوم الأربعاء، باستقالة وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، من منصبه في أعقاب إعلان "هُدنة" بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، برعاية مصرية.
وأعلن ليبرمان استقالته من منصبة، ظهر اليوم الأربعاء، احتجاجًا
على موافقة "الكابينت" على وقف لإطلاق النار مع فصائل المقاومة في قطاع غزة
المُحاصر، قائلاً في تصريح له أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزبه "إسرائيل بيتنا"،
إن سبب استقالته "الاستسلام أمام الإرهاب".
وأوضح أن اتفاق وقف إطلاق النار، يُعد "استسلاما لإسرائيل
أمام المقاومة الفلسطينية"، قائلاً: "نحن نشتري الهدوء على المدى القصير
وثمنه الأمن القومي على المدى البعيد".
وتعقيبًا على استقالة ليبرمان، أعلن المتحدث باسم حكومة الاحتلال
الإسرائيلي يونتان أوريخ، أن نتنياهو سيتولى في هذه المرحلة حقيبة وزارة الجيش، وقال
المُتحدث إنه ليس هناك حاجة للتوجه إلى انتخابات مبكرة في هذه الفترة الأمنية الحساسة،
ويمكن للحكومة أن تكمل أيامها.
وما إن تم إعلان الاستقالة، حتى أعرب الفلسطينيون عن سعادتهم
بالخطوة التي اعتبروها انتصارًا لإرادتهم، ضد ليبرمان الذي كان يريد استمرار القصف
والدمار في قطاع غزة.
وعلّقت حركة حماس على استقالة ليبرمان، الأربعاء، قائلة إن
استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي، تشكل "انتصارًا سياسيًا" لغزة التي
"نجحت بصمودها في إحداث هزّة سياسية" في إسرائيل.
وأكد القيادي بحركة حماس سامي أبو زهري، أن استقالة ليبرمان
هي اعتراف بالهزيمة والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وانتصار سياسي لغزة التي
نجحت بصمودها في إحداث هزة سياسية في ساحة الاحتلال.
أما الناطق باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد
الإسلامي، أبو حمزة، قال إن "المقاومة لم تكتف بردع العدو عسكريا بل أربكت حساباته
السياسية وانظروا للمجزرة السياسية بين قادة الاحتلال التي أساسها العجز في مواجهة
غزة".
وأضاف أبو حمزة "قدر المقاومة الانتصار والتطور وقدر
العدو الفشل والتراجع واستقالة ليبرمان عبرة لمن أراد أن يختبر المقاومة في غزة".
كما اعتبرت الجبهة الشعبية، أن استقالة ليبرمان "ستُضعف
حكومة الاحتلال وقد تؤدي لتغييرها، إذ قال عضو المكتب السياسي رباح مهنا، إن استقالة
ليبرمان جاءت في إطار المزاودات الحاصلة بين اليمين الإسرائيلي وأحزابه في ممارسة القمع
بصورة أكبر تجاه لغزة.
وأضاف مهنا "أن الاستقالة تشير بكل الأحوال إلى قوة
المقاومة ومدى قدرتها على التأثير في الحالة الداخلية للاحتلال".
بدوره؛ أكد عضو المكتب السياسي في الجبهة كايد الغول، أن
الاستقالة نتاجٌ لقدرة المقاومة على الصمود في وجه العدوان وفي عدم تمكن المؤسسة العسكرية
والسياسية الصهيونية من هزيمة المقاومة أو فرض شروطها عليها، وتعكس هروبًا من المسؤولية
التي تحملها سواء في فشل العملية الأمنية المعقدة في خانيونس أو فشل العدوان على غزة.
وأضاف: "حتى ننجح في إفشال مخططات العدو التي يعمل عليها
بتسارع لتكريس مشروعه النقيض لوجودنا وحقوقنا الوطنية والتاريخية والتي يستفيد فيها
من استمرار حالة الانقسام، ومن الواقع العربي المنقسم على ذاته ومن تشجيع الإدارة الأمريكية
وخطة رئيسها التصفوية، يتطلب ومن الجميع التحلي بالمسؤولية الوطنية وامتلاك الإرادة
السياسية من أجل الذهاب سريعًا لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية".
أما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فقالت إن استقالة
ليبرمان تعبير عن حالة فشل ذريع منذ توليه منصبه لكل الوعود التي أطلقها للنخاب الإسرائيلي
لإعادة الهيبة لقوة الردع الإسرائيلية، التي كسرت على يد المقاومة خاصة في العملية
الاستخباراتية الأخيرة التي كشفها الشهيد بركة.
واعتبرت الاستقالة "هروب من تحمل مسئولية هذا الفشل
في العملية الأخيرة التي كان هو من يقف ورائها"، بالإضافة إلى أنها تعبر عن أزمة
حقيقية انتابت الوزراء في حكومة الاحتلال، وإنجاز للشعب الذي أسهم في إسقاط هذا الوزير
بالوقوف إلى جانب المقاومة.
فيما قالت حركة الأحرار، إن "استقالة المجرم ليبرمان
هي ثمرة انتصار شعبنا ومقاومته، وستبقى غزة مقبرة الغزاة والمعتدين، كما أنها تؤكد
مدى وهن البيت الصهيوني وتخبطه أمام صمود شعبنا وقوة المقاومة".
واعتبرت لجان المقاومة الشعبية، أن استقالة ليبرمان انتصار
نوعي للمقاومة الفلسطينية بعد الفشل الأمني والعسكري لجيشه في قطاع غزة.